تكوينات لخارطة الجرح الكبير


المدينة الهشة التى دمرتها السيول والامطار والاهمال والللامبالاة تنهض باكرا تزحف نحـــــو المخبز الوحيد الذى يعمل صف الرغيف الممتد معاناة متاصلة فى النفوس لم يبداء زحفـه نحو شباك التوزيع خرج الينا البائع وقال لانعطى سوى خمسة ارغفة للفرد والرغيف سوف يكفيكم جميعا تهللت الوجوه المتعبة لانهم لم يروا الخبز من مدة ولم يتذوقوا طعم الرغيف منذ انقطاع الكهرباء عن المدينة بسب السيول والفيضان منهم من تلحف كيس الرغيف وتوسد طوبة ليكمل جزاء من نومه المبتور منهم من يصلى وهناك من يتجاذب اطراف الحديث مع اخر متــــــــى ستنتهى هذه المعاناة صاح احد الناس صاح الجميع (الله كريم ) فى الجانب الاخر امراءة تقول لاخرى الليلة عرس وداد بنت حاجة فاطمة سالت اخرى من العريس ردت اخرى انه ابن اخ حاج عبدالله جارهم يعمل بدول النفط صاحت اخرى هذه ظروف عرس ؟ تطوعت اخــــــرى بالاجابة العريس حضر اول امس وهو فى عجلة من امره وغدا سوف يعود بعروسه لمقـــــر عمله . قطع حديثهم فتح شباك التوزيع النساء الشيوخ الشباب الاطفال وجوها اعرف معظمها نشبت مشكلة بين شابين حول مكانيهما فى الصف فصاح احد الناس ( ياجماعة الصبر كلنـــا سنحصل على الرغيف باركوها ) تدخل احد الشيوخ زاجرا الشباب عيب يااولاد فانتهـــــت المشكلة بمجرد هذه الزجرة . حظى طيب فانا ثالث الواقفين بالصف لان من امس لم يغمض لى جفن لان السماء كانت ملبدة بالغيوم فخفنا ان يبرك الجالوص على الرؤس اذا امطـــــرت اخذت الرغيف وانا مسرور كانى امتلكت كل مااشتهى من هذه الدنيا جئت البيت نمت حتى الشبع او هكذا تخيل لى افقت على صوت امى تنادى على اختى وصوت ام كلثوم ينبعـــــث عذب شجى من المذياع ( افيق خفيف الظل هذا السحر ما اطال النوم عمرا ) قفذت الى زاكرتى المرهقة صورة صديقى وصفى وهو يوقظنى من النوم وهويردد هذا المقطع حيث كنا نجلس الساعات الطوال من الليل وابريق الشاى معنا وارخص انواع التبغ واحيانا افخـــــــــره نسافر مع الاطلال وهذه ليلتى وكل الاغنيات الجميلة الى عوالم الحلم الجميل ومدن الدهشـــــة وكنا بالكاد نلحق بالمحاضرة الصباحية بالجامعة فى اخر رسائله قال لى الان انا جندى اؤدى خدمة العلم الالزمية بمنطقة بدوية من بوادى الاردن وقال انه وقع فى غرام فتاة بدوية اللــــه يا وصفى لكم تحدثنا عن العشق والصبية فكان يقول لى دائما ان منال زميلته بالصف هــــــى الصبية الملهمة والجملية فهى اجملهن احبها فوق الوصف واحب حتى الحافلة 45 البياع التى تستغلها حيث انه كان لايستيطع البوح لها ولو بحرف واحد فكنت امزح معه واقول له(اسد على وفى الحروب نعامة) وكان يقول ان منال ستظل جرحا بالذاكرة ينزف فشلى فكانـــــــت رسالته فرح اكبر بكثير جدا من مساحات المعاناة النازفة حتى التضرج .                     العمل صعوبة الحياة كل الاشياء رتيبة مملة تستفذنى حتى التبرم فتاتى التى اعشقها حتى التخلى عن المبادى طوابير الرغيف الممتدة دهرا من التعب صاحب الشركة الذى يخلط بين اذن الصرف ومستند الاستلام جلسات البرلمان التى يتم فيها استعراض عضلات الكـــــــلام تشكيل الحكومة الذى يراوح مكانه .                                                                  فتاتى انا معها سيف الفتح الاسلامى الاول حينا سفر الايام المستريحة تارة طفل يبكى بحرقة الف ليلة وليلة .                                                                                        وصفى لكم تمددت المسافة مساحات من الشوق واللالقاء اه ليالى العامرية الحلوة امســــيات المنصور شط الاعظمية منتزه الزوراء امسيات الرصافة اه يابغداد انى اشتهى ان اولد على ضفتى دجلة ومقاهى الرشيد لحنا للايام التى تابى ان تاتى اخضرار
فتاتى التى احببتها باندفاع جنونى فى لحظة خارج اطار اى حسابات منطقية او عقلانية حيث وصلت الى نقطة اللاعودة تملكنى حبها حتى الثمالة قالت لى ذات لقاء هناك شخص فى حياتى جئت متاخرا قلت لها وصلت نقطة اللاعودة لا ولن اعرف اليأس لااريد ان اخطف مشاعرك او انتزعك عنوة ولا كلامك هذا يغير ما بداخلى لان العشق يولد الامل المتجدد ولو كان وهما ساظل احاول معك وعندما اتيقن بان جذوة الامل قد خمدت داخلى ساعتها سارحل عن كـــــل مساحاتك ولن ترينى هنا فى هذه الشركة قالت لاادرى ماذا اقول لك انت مجنون مجنون .      (لو بهمسة همسة حتى عابرة قول احبك) كلمات تنبعث من مذياع المقهى بلحن عذب شجى وصوت رائع غرقت مع الكلمات واللحن الذى دغدغ دواخلى المتعبة .
امانى فرح الاطفال باالعابهم الجديدة لهب الثورة المشتعل فى ذاتى .. انا الان البحث عـــــن الانتماء والهوية بين طوابير الرغيف نزف الجرح الدامى فى توريت والكرمك وتلشى امانى الحلم المسافر على قلق .
حدثنى والدى هذا الصباح بان الخريف قادم فيجب ان نشيد الجهة الشرقية لسور المنزل التى سقطت فى خريف العام الماضى تذكرت اطفال المطر ماساة السيول والامطار فيضان النيل طوابير الرغيف التعب الذى يسكن كل زوايا المدينة وطرقاتها .
امانى احبها حتى الاحتراق اشتهى ان اراها دون انقطاع ان تحدثنى عن المعاناة عن نايريرى عن مانديلا ومد النضال الانسانى الرائع ان تنفعل وتقول لى ( الوحش يقتل ثائرا والارض تنبت الف ثائر ) اه لامبالتها بمشاعرى تمتد مساحات من التازم واللاحتمال داخلى انها تستنفر كل ما لديها من فتنة ودلال فى مواجهتى لتلفظنى جرحا بليد يرتاد التسكع ببلاهة فى عيونها خرافية التكوين اشعر بدوار اريد ان اتقيا الاحباط اريد ان اموت لالا اريد ان ارى الفــــــراش المستلقى على القرنفل ان اشتم طعم البرتقال .
حمل الى البريد رسالة وصفى يسالنى عن حالى المتارجح بين طوابير المنتظرين كل شــــــى وبين لحظات الدفء النادرة التى تكون سانحة لكتابة قصيدة يقول هل سنلتقى ثانية ؟ اللـــــــــه يا وصفى سنلتقى فى ذاك الذى نعلن فيه رفضنا للزيف والقبح علانية ونقولها لا اغنية وهتاف ونشيد فى وجوه سادة المدن القبيحة سنلتقى فى ذاك الزمان الذى نزين فيه الجدران بشعارات الحرية وصور اليمام دون خوف .  
لن ترانى فتاتى الخرافية الجمال اذا خمدت جذوة الامل داخلى ياصبر سنينى المجدبة سانتظر عمرى كله كيما تمنحنينى حفنة ضوء لعينيك البحر ما ملكت يداى ولقلبك حبى ان تقبليــــــن    لا ادرى جد لاادرى ماذا اقول لك
ارسمينى فى زاكرتك حرفا للانتظار وياسمينة للغد الاتى                                           قلت لك لى حبا يسكن داخلى                                                                         هل انا حبك ؟                                                                                          لاارفض شخصك من حيث المبداء انت انسان رقيق لايمكن رفضك                              مللت سماع هذه العبارة المستهلكة من افواهكن                                                     مااقول ليس مجاملة بل هذا شعورى نحوك                                                         اذا هيا ننطلق روحا وجسدا سنتمتزج                                                                قلت لك خالد حبى                                                                                     لالا
المدينة تعج بالتناقضات الرؤية ضبابية .... جلابيب كبيرة جيوب مصابة بالتخمة ســـــــراويل انيقة وربطات عنق لحية كثة جوع فقر صفوف  استعراض عضلات الكلام  مهـــاتــــــــــرات معاناة ليل المدينة كئيب سحاب رمادى كثيف يا له من خميس يالهى رفقا بنا يارب               امطرت السحابة الرمادية صبحا اغبر كئيب دبابات تئن من وطاتها شوارع المدينة المنهكــــة مدينة مقفولة موسيقة نحاسية مارشات بيانات مدينة تنام العاشرة معتقلات تشريد تعذيب رؤية قاتمة جدا فقر اسواق سوداء محمية فساد احباط قهر لحية كثة اجهضت الدبابات حلم النخيــــل    صف الرغيف يمتد دهرا من التعب والجوع البائع يقول لانعطى سوى رغيفة للفرد  متــــى ستنتهى هذه المعاناة ؟ يرتد صدى السؤال يتصاعد غيمة رمادية المعالم صعبت الحياة المعانــاة تغطى كل النفوس الكادحة تعسف قتل النفس التى حرم الله قتلها الا بالحق تسلقت فئات فـــــوق معاناة البشر .
من الاشياء التى لم تتغير لقانا المسائى والعشاء بالفول والفته فى هذا المساء تعشينا كالعادة واخذنا نقلب فى الامورعلى كل  الجهات حيث حكى لنا صديقنا ابوذرالغفارى بانه اليوم كان  فى المطار لامر ما وقال انه تم اقتيادى لاحد المكاتب فوجدت شخص جالس فى مكتب انيـــــق قال لى اجلس فجلست فطلب لى شاى قلت له شكرا لااشرب الشاى فسالنى لماذا اوقفت الكتابة؟ فقلت له ليس لدى مااكتبه وسالنى لماذا لاتواصل عملك الصحفى ؟ قلت له انكسر قلمى  تفرقنا فى صمت قبل العاشرة لم تكن لدى الرغبة فى الدخول للمنزل ولا فى اى شىء جلست فـــــــى الشارع امام المنزل شاردا لاالوى على شىء فقدت الاحساس بالمكان والوقت فى تللك اللحـظة لاادرى كم من الوقت ظللت هكذا افقت على صوت لورى الدورية واحد العساكريصرخ مكانك لاتتحرك شاهرا سلاحه فى وجهى كانى مجرم ارعب كل المدينةرفعت يدى مستسلمن فى ذل  تقدم نحوى دفعنى بعقب البندقية حتى سقطت فصاح انهض يا كلب تعال كلم الضابط حيث كان يجلس فى مقصورة اللورى ملازم بنجمة واحدة شاب صغير يبدوا انه متخرج حديثا خاطبــنى  بغطرسة  الم تسمع بالطوارى وحظر التجوال قلت له هذا منزلنا وانا جالس امامه يعنى غير متجول صاح وكمان بترد على اركب فى اللورى وسوف نرى دفعنى العساكر بعنف الـــــــــى اللورى وان معهم فى اللورى يتهكمون على انتهى زمن الفوضى يا ملكية هذا زمن الظبط والربط ضحكت فى داخلى ظللت معهم فى اللورى طائفا معهم المدينة فلم يجدوا احدا غيــــرى تحدى حظر التجول وعند الفجر قال لهم الضابط اتركوه يذهب منزلنا بعيد كيف ساعود فقال لى تريدنا ان نوصلك يا ملكى هذه تاكسى اذهب برجليك فلم رانى واقفا مكانى الم اقل لك اذهب اذا لاتريد الذهاب سوف نذهب بك الى الحراسة لاباس من المشى افضل من الحراســـة وصلت البيت قالت امى وين قلت لها فى حزم حتى لا ترمينى بسيل من المواعظ فى لـــــورى الدورية ضحكت ذهبت الى الفراش صاحت مرة اخرى الا تريد الذهاب الى العمل صحت لا      صباح الخير كيف الحال ايزاك ماهذاغياب يوم واحد تتراكم الاوراق على طاولتى رد ايزاك تعرف ان عمى حسن مريض وكمال اجازة وانت امس غياب وانا وحدى بين المخازن والجرد والادارة معليش ياصاحبى شيل شيلتك اليوم انا ماشى الكنيسة يعد الفطور موسى قاعد ياايزك العيادة فاتحة اكيد قاعد اسمع انا ماشى الادارة وحااشوف الجرد كيف ماشى وحااجيب معاى الفطور دفنت نفسى فى الاوراق انهمكت فى العمل حتى انجزها فاذا تراكم سوف نتعب عند العاشرة دخل ايزك ومعه الفطور دخل علينا موسى او موسى سالنى وينك امس قلت له فى ضيافة لورى الدورية وين امانى . امبارح سالت عليك واليوم الصبح اوكى لمن تجى كلمنى عندى شغل عايز اكمله . حيث كنت التقيها فى عيادة الشركة حيث ان موسى الممرض صديقى وهو اعلم الناس بتفاصيل حكايتنا بل هى كانت صريحة معه جدا اكثر من ما هو معى .           صفوف الرغيف تطول مع صفوفا اخرى لاتحصى كبت يفسد كل شىء جميل معاناة تفوق حد الوصف غلاء فاحش ندرة حتى الانعدام ابداع مصادر حلم موؤد امل عفوا بل ياس ياس        كنا على موعد دخلت على قلت لها صادقا الله ياامانى كم انت رائعة اليوم كم انتى حلوة كانى اراك لاول مرة ضحكت بصفاء رغم ما يبدو عليها من غضب وتعب فى ملامحها فاحلوت اكثر وقالت لاتبالغ وكانت تحمل ورقة فى يدها قلت لها هل رسالة غرام منك الى  ضحكت وقالت لااستيضاح لى فطلبت منى الولاعة فاشعلت النار فى الاستيضاح قفذت الى زاكرتى بعنف صورة صديقى واخى ابوزرالغفارى حيث التقينا ذات عصر قبل الموعد المسائى المعتاد وكنت عائدا من العمل جلسنا فى ظل حائط المنزل وقال لى تعرف امس لم انم حيث شعرت بشىء فى راسى لم اعرفه من قبل يبدو انه الصداع الذى يشكو منه الناس وقراء لى قصيدة جديدة مطلعها (اشعليها هل يضير الله طينا يحتفى بالنار ) حيث روى لى ان فتاتى اشعلت نارا فى جريدة حيث كنا نجلس فكادت النار ان تحرقنى ولم اتحرك فذعرت واخذت تطفى النار فقال لى انا ذاهب الى مربع واحد وربما اتاخر بالله عليك انتظرونى وكلم الشلـــة لاتتعاشوا حتى اعود وضرورى اليوم ان تحضروا الجبنة لان الفتة امس من غير جبنة لاطعم لها. ومن يومها لم نراه ولم نترك طريق فى البحث عنه دون جدوى حيث لم ولن ننساه ماحيينا وما زالت الجبنة طرية تنتظر ان يعود لنتعشى مع بعضنا .
    صعبت ظروف العيش اذدادت الفجوات بين البشرفاصبحت عميقة عليك ان تحيا بلا امل بلا حرية بلا طموح اذا اردت ان تتسلق فوق معاناة البشر رغم اسقاطك المبادى والقيم فلن تجد الى ذلك سبيل لان التسلق حكرا على فئة تزين وجوهها الدقون التى تستميت فى الدفاع عن سارقى الفرح من عيون الاطفال عنوة سارقى الحرية التى جعلت البلد طاردا لغالبية اهله  قررت الرحيل والسفر فعسى ان اجد فى السفر شىء من مساحات الحرية المعدومة فى مدينتى قلت لها مسافر بلا ذاد ولن اعود الا اذا اصبحت نغم فى اوتارك المشدودة قالت هذا هروب قلت ربما وربما لاعادة ترتيب الرؤى من زوايا اخرى لاتبين الوان اللوحة بوضوح هل توعدينى بان اكون نجمة فى ليلك ؟ 
قلت لك خالد حلمى وانا انسانة تحترم المبادى
عزيزتى الحب لا تحكمه مبادى او ثوابت او معقول ساظل متشبس بالامل
قالت لاتلح ولن اقول لك سوى الدعاء لك بالتوفيق فاذا كان هناك نصيب يجمعنا هو الذى يكون اعلم ذلك عندى رجاء ساكتب عنك واليك هل ستردين على رسائلى
نعم بكل تاكيد سارد عليك دائما
ااقول وداعا ام الى لقاء
لالا الى لقاء وتذكر ان تعود لاهلك وبلدك وكذلك ربما يكون هناك نصيب
هل هذا حديث جاد
سافر وبالتوفيق والى لقاء وتذكر ان تعود
كتبت لها  كثيرا ولكنها لم ترد وكنت اكتب عنها واليه دوما واعلم بان كل الرسائل تصلها وذات مساء حمل الى البريد رسالة منها عرفتها من الخط استنشقت المظروف عسى ان احس بعطرها ودفء انفاسها وقوامها الفارع الرائع وخطواتها الواثقة وضحكتها التى يكسوها الخجل دائما كلامها الذى فيه لحن خاص جدا عذب كما هى فتحت الرسالة داخل مكتب البريد بلهفة    اخى العزيز
اهديك تحية الاخاء الصادق والمودة الخالصة بكل سرور تلقيت رسائلك الرقيقة وكنت اقف عند الكثير من عباراتها ومعانيها التى تعبر عما عهدت فيك روحك النبيلة الجميلة وانعم بما فيها من معانى الحب والاخلاص والوفاء وهذا ليس بجديد فيك طالما غمرتنى بحبك وعطفك وبرهنت لى عن كثير فى عدة مواقف فكنت خير اخ ونعم الصديق واحساسى انى مطمئنة ولكن اقول لك سعيت لترك الديار لجملة من الاسباب فلذلك لاتحملنى وزر تركك الديار والغربة ومهما يكون ارى ان لامبرر حتى تطول غيبتك عن اهلك والبلد واتمنى ان يجعلنى الله دائما فى نظرك كما احببتنى وان يوفقك فى مساعيك وان يبقيك زخرا ويجعلك دائما منبع حنان وعطف وحب  واذا كنت قاسية كما تقول لى دوما اعذرنى ماهذا من طبعى ولكن كى لا اجعلك تتعلق بحبال امل واهنة وتكون نهاية الانتظار ليس كما تشتهى واخيرا اقول انا اسفة على العناد والقسواة كما تقول  ولك خالص الشكر
امـــــــــانى  
تلاطمت داخلى جملة من المشاعر المتباينة والمتناقضة لم تفلح كل خبراتى المتواضعة فـى فك طلاسم هذه الرسالة ماذا تعنى هذه المراءة فرحت بالرسالة جدا وعندما غصت فى سطورهــــا تملكنى احباط ياترى هل هذا يعنى نهاية الطريق الى الحلم الجميل ياالهى                       كتبت اليها كثيرامستوضحن التفاصيل التى بين السطور ولكنها لم ترد استوضحت موسى قال لى تعبت معها لاحديث لى معها الا عنك لاادرى ماذا اقول لك عليك بالصبر لن اتركها دائما حديثها ان كل شىء قسمة ونصيب فهى تحتفظ بكل اشعارك ورسائلك لها  المهم ساظـــل احاول معها دوما رغم كثرت من يطلبون ودها بالشركة .                                              وصلتنى رسالة من والدى هذا الصباح اول مرة فى حياتى احس فى كلام والدى نبرة حزن وتشاؤم حيث قال لى بان الوضع فى قريتنا صعب جدا هجر الشباب القرية والجيـــــــش فى كل مكان فى القرية التى كانت وادعة دوما وهذا الجيش يمارس اشياء اخجل ان اقوالها لك تم اعتقال خالك بتهمة تعاونه مع المتمردين حسب زعمهم وكذلك قامت المليشيات بقتل حمــاد جار ناس جدك بمزرعته ذبحا حتى الموت هرب الشباب من القرية خوفا من الاعتقال او تجيشهم غصبا فى المليشيات ليكونوا وقود للحرب لحرق اهلهم منهم من التحق بصفوف الثوار ومنهم من نزح الى الخرطوم ولكنهم لم يسلموا فى الخرطوم حتى لاادرى الى اين تسير الامورربى يسترها معنا .                                                                               فزعت جدا من ما وصلت اليه الامور فعلا اتسعت الدائرة الجهنمية كبرت جدا واصبحت لا تفرق بين الحجر والشجر والبشر والعشب ستاكل كل شىءهرعت الى الراديو ادرت المؤشر نحو كل الاذاعات العالمية ظللت اتابع لكن لاخبر ولاتعليق عن ما يحدث فى مناطقنا تعتيم كامل لكن الرسائل التى كانت تاتينى من الاهل كانت تحتوى على تفاصيل مخيفة حيث ان هناك تصفية ممنهجة للصفوة من ابناء الجبال بالقتل يالهى ياترى هل سيموت حلمنا بوطــن نختار فيه اسماؤنا تاريخنا
حمل الى البريد رسالة من موسى  يقول تزوجت امانى وتوسلت اليه ان لايخبرنى مبررة ذلك بخوفها على وانا فى الغربة وقالت له ان الضغوط دفعتها لهذا الزواج وقال موسى انه مبارك وليـــــس خالد استغربت جدا كانت تقول لى خالد حلمى والان يتزوجها مبارك الذى كان بعيدا جدا عــن دائرتها الان تيقنت فعلا بان كل شىء مكتوب ومسطر بيد المولى جله شانه من ما هون علـــى الكثير من الحزن ولكن لاانكر بانى تعبت لفترة قبل ان افيق .
حملت الينا الانباء اعدام 28 من ضباط الجيش فى رمضان فزع كل من سمع الخبر ذهل الجميع فى رمضان ما هولاء هل هم بشر ام ماذا ؟ الحجة انهم يخططون للانقلاب على النظام الذى اتى على صهوة الدبابات ذات غفلة وسرق السلطة الشرعية اى نظام الزيف الكذب الفتنــة الحقد بكيت الشهداء بحرقة وبكيت الوطن المستباح باسم الايدلوجية الزيف .
معارك طاحنة تدور فى تلشى والنار مشتعلة فى قيسان استولى الثوار على الناصر قتلى لاحد لهم . لاخبر عن ابوذر الغفارى اين انت يا اخى ماذا فعل بك هولاء  . تزوجت امانى
  مشيت بخطوتى وروحى المثقلة بالجراح نحو غرب الشمس وشرعت فى اختراع بوصلة فى صمت توجه خطوتى عبر الضباب الرمادى والدم والفشل والموت والضياع الى جهاتا تستوعب حلما جديد لم تتشكل معالمه بعد ربما عندما ياتى المطر فياخذ شكل العشب لـــــــــون العشب طعم العشب
طرابلس / ليبيا

1993
Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق