قبل أيام قليلة وردت التقارير عن أحداث اعتداءات مؤلمة في منطقة العباسية تقلي مهد الثورة المهدية، حيث هجم الجنجويد علي العزل واغتصبوا النساء وروعوا الأسر. ولم يحرك لا المجتمع المدني أو السياسي المحلي و الدولي ساكنا إلى الآن. وعلى ذات المنوال قتل في اليومين الماضيين متظاهرين عزل في الجنينة ولكن الصمت ما زال مدويا.
و بطيئة جدا بدأت بيانات الشجب والإدانة تتدفق على الأسافير. الأمر الذي لا يواكب مقدار المعلومات والدفق من الدماء التي سالت إلى الآن. والبيانات للأسف تضمنت الدعوات المعتادة لوقف العنف من النظام والدعوة للتضامن. لكن السؤال يكمن في أين هو التضامن نفسه على المستوى العملي. أين هي المظاهرات التضامنية الموازية لما يحدث في الجنينة. ان الشارع يغلي غضبا في كل أنحاء السودان وما الجنينة إلا قطر من فيض، لكن يبدو ان القيادات المعارضة تريد استخدام نفس الوسائل القديمة والمجرب فشلها ولكنها تأمل في نتائج مغايرة. وهذا ما ينافي العقل والمنطق.
أن البيانات مهمة في إطار إعلان الموقف السياسي من الحدث، لكن لا
يمكن بأي حال وفي ظل هذا الواقع حيث يقتل المتظاهرين السلميين بالرصاص ويطاردوا
بالدبابات، لا يمكن أن تكون البيانات هي الموقف السياسي. يجب على القوى المعارضة
بجميع مكوناتها الارتقاء لمستوى التحدي والاستجابة للحدث بقدر المسؤولية التاريخية
التي تستوجبها هذه اللحظة الفارقة، والتي أن أديرت بجدية ورؤية واضحة وصادقة قد
تكون بابا يتوحد من خلاله السودانيين. فالجوع كافر والموت واحد والرصاص لا يختار
ضحاياه في أرض المعركة. والثورة قادمة لا محالة لكن يخشى أن تكون القوى السياسية
هي آخر من يحضر.
0 comments:
إرسال تعليق