مارس حزب المؤتمر السوداني، إحدى العمليات الديمقراطية النادرة
التي تعد من أبجديات الممارسات السياسية الصحيحة. فقد قام بعملية نقل سلمي
وديمقراطي عبر عملية انتخابية شفافة إلى حد كبير أدت إلى انتهاء أمد رئيس الحزب
السابق ابراهيم الشيخ إلى قيادة تعد من القيادات الشابة عمرها عل الاقل مقارنة
بالثمانيين الذين يراسون الأحزاب السودانية.
لقد جرت العادة في الأحزاب السودانية خاصة الكبرى منها، أن يتم
تسليم العرش الحزبي للخليفة بعد موت الملك، مثل أي ملكية حاكمة. لا نسمع كثيرا عن انتخابات تجرى، بل فقط شيء من التراضي بين
أفراد اللجان المركزية الحزبية أو الأمانات أو ايا كان مسمى تلك المجموعات المقدسة
والسرية التي تدير شؤون تلك الأحزاب. وفي السرد لهذا الواقع المزري والمقزز ، يشعر
المرء بالإحراج إذا أراد أن يتحدث عن الكيزان أو عن الديكتاتورية وعن فشل
الإنقاذيين ورهطهم ، ويكمن تحت هذا الحرج إجابة منطقية لسؤال( من اين أتى هؤلاء )،
والمؤسف أن الإجابة ليست بتلك الصعوبة والتعقيد الذي أعطى لهذا السؤال ، فما قد
أتى هؤلاء إلا من أولئك.
نعم لقد أتى الأنقاذيون من تلك البرك الساكنة الأسنة الفاقدة للديمقراطية في داخلها المسماة الأحزاب السياسية السودانية ، تقليدية ام تقدمية ، والتى تعاني من انفصام حاد بين ما يطالب به الكيزان ونظامهم وبينما تقوم به تلك الأحزاب في داخلها. وسيطرة شخصيات متحجرة في مقاعد الرئاسة لتلك الأحزاب بحيث لا يزيحها إلا الموت ، والأمر ذاته ينطبق على القيادات داخلها ، الذين يتولون ذات المناصب الا بتغيير طفيف في أسماء مناصبهم منذ عقود.
نعم لقد أتى الأنقاذيون من تلك البرك الساكنة الأسنة الفاقدة للديمقراطية في داخلها المسماة الأحزاب السياسية السودانية ، تقليدية ام تقدمية ، والتى تعاني من انفصام حاد بين ما يطالب به الكيزان ونظامهم وبينما تقوم به تلك الأحزاب في داخلها. وسيطرة شخصيات متحجرة في مقاعد الرئاسة لتلك الأحزاب بحيث لا يزيحها إلا الموت ، والأمر ذاته ينطبق على القيادات داخلها ، الذين يتولون ذات المناصب الا بتغيير طفيف في أسماء مناصبهم منذ عقود.
وإذا لم يمت صاحب المقعد فلا سبيل لتغييره ، إلا في حالة واحدة
أخرى شديد التكرار في الأحزاب والمجموعات السياسية بشكل عام في السودان ، إلا وهي
الانقسام أو الانشقاق. فمن اختلف في الرأي او اراد النقد أو التعديل فهو دائما
منشق وخائن ، وفي بعض الأحيان يكون صاحب الرأي المخالف حقيقة خائن أو يريد تغيير
مسار الحزب أو المجموعة في الاتجاه المضاد ، لكن غياب المواعين الديمقراطية داخل
الأحزاب والمجموعات والحركات السياسية في السودان أدت إلى حالة من الرفض الكامل
للراي الآخر لدرجة دفعت الكثيرين للهروب للطرف المضاد أحيانا فقط من أجل المكايدة.
وحين يكون هذا حال الآحزاب خارج السلطة تزداد شفقة المرء من توليها
للسلطة دون تحول جوهري يمس كياناتها ويحولها لمؤسسات ديمقراطية في داخلها اولا ،
حتى تستطيع أحداث تحول ديمقراطي في البلاد. وحتى ذلك الحين فعلي معارضتنا وأحزابنا
التفكر والعمل بقول غاندي بأن يكونوا التغيير الذي يريدون أن يروه من حولهم.
0 comments:
إرسال تعليق