خصصت الأمم المتحدة يوم 24مارس لإلقاء الضوء على احد اهم الحقوق
التي لا يمكن تحقيق العدالة ورد حقوق الضحايا من دونه. ان الحق في معرفة الحقيقة
هو حق أصيل لكل ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان من ضحايا التعذيب أو الاعتقال القسري
أو القتل خارج إطار القانون أو الاغتصاب أو أي نوع من انواع الانتهاكات التي
ترتكبها الدول أو الأفراد أو المجموعات تجاه الضحايا. وقد أقر هذا الحق نتيجة
للعمل التراكمي والنضال المستمر لعدد كبير من
المدافعين عن حقوق الإنسان والضحايا واسرهم الذين يبحثون عن الحقيقة حول ما ارتكب
ضدهم من انتهاكات وحول هوية مرتكبي تلك الجرائم وأسباب ارتكابها.
كما أن بعض الجرائم المنتهكة لحقوق الإنسان متعلقة بشكل أساسي بحالات اختفاء أو القتل وإخفاء جثث الضحايا أو دفنهم في مقابر جماعية. وقد بدأ الانتباه الدولي لهذا الحق في فترة السبعينات و الثمانينات إبان العنف المفرط للنظم الديكتاتورية في امريكا اللاتينية والتي أدت إلى اختفاء آلاف المواطنين والأطفال وعدم معرفة ذويهم لأماكن دفنهم، حتى اعترف بعض قادة الأمن في بعض الدول مثل الأرجنتين انهم كانوا احيانا يلقون بالجثث من الطائرات في المحيط على سبيل المثال. ويرتبط الحق في معرفة الحقيقة بحقوق أخرى مثل الحق في العدالة وحق الضحايا في التعويض. ودون معرفة حقيقة ما حدث يصبح الوصول للعدالة أمرا صعبا أو مستحيلا. كما أن هناك الحق المعنوي للضحايا وأسرهم في معرفة مصير الضحايا خاصة أولئك المختفين قسريا.
من جانب آخر فإن معرفة الحقيقة هي الخطوة الأولى في طريق المعافاة النفسية للضحايا وأسرهم وكذلك في تحقيق العدالة الانتقالية والمصالحة المجتمعية خاصة بعد حالات لانتهاكات الواسعة. فمعرفة الحقيقة الان تعتبر العتبة الأساسية في تحقيق المصالحة والعدالة الانتقالية خاصة بعد تجربة جنوب أفريقيا التي اعتمدت عملية الانتقال من نظام الفصل العنصري فيها إلى دولة المواطنة المتساوية وبعد تاريخ طويل من الجرائم ضد الإنسانية.
كانت لجان الحقيقة والمصالحة في جنوب افريقيا هي الطريق نحو السلم الاجتماعي ونحو تثبيت حالة الاستقرار ونقل البلاد بأكبر قدر ممكن من الهدوء نحو المستقبل مع احترام القانون وحق الضحايا في معرفة الحقيقية واختيار المصالحة أو العقاب ضد للمجرمين. ان الحق في الحقيقية من الحقوق الهامة التي يجب التعريف بها والتوعية بها في حال السودان ألذي يشهد نزاعات مستمرة وقع فيها مئات آلاف الضحايا الذين يجب ان يعوا أن من حقهم أن يعرفوا ما حدث لهم أو لأهلهم ومن ارتكب الجريمة ضدهم وأن تأخذ العدالة مجراها ضد المجرمين.
كما أن بعض الجرائم المنتهكة لحقوق الإنسان متعلقة بشكل أساسي بحالات اختفاء أو القتل وإخفاء جثث الضحايا أو دفنهم في مقابر جماعية. وقد بدأ الانتباه الدولي لهذا الحق في فترة السبعينات و الثمانينات إبان العنف المفرط للنظم الديكتاتورية في امريكا اللاتينية والتي أدت إلى اختفاء آلاف المواطنين والأطفال وعدم معرفة ذويهم لأماكن دفنهم، حتى اعترف بعض قادة الأمن في بعض الدول مثل الأرجنتين انهم كانوا احيانا يلقون بالجثث من الطائرات في المحيط على سبيل المثال. ويرتبط الحق في معرفة الحقيقة بحقوق أخرى مثل الحق في العدالة وحق الضحايا في التعويض. ودون معرفة حقيقة ما حدث يصبح الوصول للعدالة أمرا صعبا أو مستحيلا. كما أن هناك الحق المعنوي للضحايا وأسرهم في معرفة مصير الضحايا خاصة أولئك المختفين قسريا.
من جانب آخر فإن معرفة الحقيقة هي الخطوة الأولى في طريق المعافاة النفسية للضحايا وأسرهم وكذلك في تحقيق العدالة الانتقالية والمصالحة المجتمعية خاصة بعد حالات لانتهاكات الواسعة. فمعرفة الحقيقة الان تعتبر العتبة الأساسية في تحقيق المصالحة والعدالة الانتقالية خاصة بعد تجربة جنوب أفريقيا التي اعتمدت عملية الانتقال من نظام الفصل العنصري فيها إلى دولة المواطنة المتساوية وبعد تاريخ طويل من الجرائم ضد الإنسانية.
كانت لجان الحقيقة والمصالحة في جنوب افريقيا هي الطريق نحو السلم الاجتماعي ونحو تثبيت حالة الاستقرار ونقل البلاد بأكبر قدر ممكن من الهدوء نحو المستقبل مع احترام القانون وحق الضحايا في معرفة الحقيقية واختيار المصالحة أو العقاب ضد للمجرمين. ان الحق في الحقيقية من الحقوق الهامة التي يجب التعريف بها والتوعية بها في حال السودان ألذي يشهد نزاعات مستمرة وقع فيها مئات آلاف الضحايا الذين يجب ان يعوا أن من حقهم أن يعرفوا ما حدث لهم أو لأهلهم ومن ارتكب الجريمة ضدهم وأن تأخذ العدالة مجراها ضد المجرمين.
رسالة الامين العام للامم المتحدة بهذه المناسبة :
الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ولاحترام كرامة الضحايا
كان لي في وقت سابق من هذا العام شرف الوقوف بكل احترام على قبر المونسنيور أوسكار أرنولفو روميرو، الذي اغتيل في السلفادور في مثل هذا اليوم من عام 1980. وقد كان المونسنيور روميرو رمزا لحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
وتحتفل الأمم المتحدة كل عام بذكرى وفاته من خلال تكريم ذكرى ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والترويج لأهمية الحق في معرفة الحقيقة وإقامة العدالة.
والحق في معرفة الحقيقة - وهو حق فردي وجماعي على حد سواء - أساسي للضحايا وللمجتمع ككل. وكشف النقاب عن الحقيقة فيما يتعلق بما ارتُكب في الماضي من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان يمكن أن يساعد على تلافي وقوع تجاوزات حقوق الإنسان في المستقبل.
ولذلك تدعم الأمم المتحدة بعثات تقصي الحقائق، ولجان التحقيق، ولجان الحقيقة من أجل كشف الحقائق المتعلقة بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني الدولي. ونحن نعمل للنهوض بالعدالة، واقتراح سبل الجبر، والتوصية بإصلاح المؤسسات المتعسفة.
وعلى مدى فترة الاثني عشر شهرا الماضية، قدمت الأمم المتحدة دعمها للجان التحقيق المعنية بجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، وإريتريا، والنزاع الأخير في غزة والجمهورية العربية السورية. ونعمل أيضا على تقديم المشورة والمساعدة إلى عدد من عمليات العدالة الانتقالية، منها تلك الجارية في كوت ديفوار وتونس. وأدعو مرة أخرى إلى التنفيذ الكامل لتوصيات لجان التحقيق ولجان الحقيقة.
وإن أفضل السبل لتكريم إرث المونسنيور روميرو في النضال من أجل حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية هو اتخاذ إجراءات ملموسة لإعمال الحق في معرفة الحقيقة وغيره من حقوق الإنسان الأساسية في عصرنا هذا. لنتعهد معا، في هذا اليوم المهم، بمساعدة الضحايا وأسرهم ومجتمعاتهم على إعمال حقهم في معرفة الحقيقة وحماية كل من يسعى لإعلاء صوت الحق.
|
0 comments:
إرسال تعليق