السودان حيكورة الجبهة الإسلامية ، الأمة ، الاتحادي و الوسط؟! عثمان نواى



تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مذكرة معنونة لرئيس الجمهورية من العضو بالمؤتمر الشعبي وأحد مؤسسي جماعة السائحين عبد الله الناجي، والرجل قدم نفسه كعضو في المؤتمر الشعبي وكامير سابق للمجاهدين. المذكرة تطالب البشير بالتنحي خلافا لما تبنته مجموعة السائحين التي كانت ترى البشير هو الرئيس الذي يستطيع إصلاح الحال. كتب الناجي مؤكدا أن موقفه الداعي لإقالة البشير هو موقف يخالفه عليه السائحين. 
لم تحوي المذكرة مقترحا جديدا على ما قدمته الكثير من القوي السياسية المعارضة بشكل عام من دعوة لاصلاح الجيش والشرطة وفترة انتقالية لصناعة دستور وما إلى ذلك. لكن مقترح الناجي الذي يحتاج للوقفة هو مقترح تشكيل مجلس رئاسي مكون من خمسة ممثلين، لكل من المؤتمر الوطني ، حزب الأمة ، الاتحادي ، المؤتمر الشعبي وممثل لدارفور. ان هذه التشكيلة هي التي تستدعي النظر ، فما الذي سيتغير حين يحكم السودان أحزاب كانت هي السبب ولازالت لما يجري في البلاد ، بينها من ضيع الديمقراطية ومنها من قام بالابادة الجماعية.
وحتى متى سيظل ممثلي مثلث حمدي من الوسط وأحزاب الوسط هي التي تحكم السودان؟ فأين جبال النوبة واين النيل الأزرق ؟ وهل دارفور بكل مساحتها وما عانته يمثلها ممثل واحد مقابل أربعة من الأحزاب السياسية المسيطرة من الوسط على مدى عمر السنوات الماضية منذ الاستقلال ، حتى متى سيظل السودان حيكورة يحكمها ديناصورات حزبية ومجرمي حرب برؤية أحادية تستبعد ملايين المواطنين من حق المشاركة في حكم ارضهم ووطنهم. ان مثل هذه المذكرات والمقترحات تبشر وتحذر بأن التغيير المرجو في السودان يجب أن يتعدى مجرد إسقاط هذا النظام وان بنية توزيع السلطة وتوازن القوى في البلاد يجب أن يتغير بشكل كامل و الا سيبقى السودان حيكورة لهم يطردون منها من يشاؤون ويتركون من يشاؤون ويتشاركون حكمها فيما بينهم كما يشاؤون
Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق