مؤامرة امبيكي والنظام تضع المعارضة تحت الضغط الدولي / عثمان نواى


الاتفاق الإطاري الإحادي الذي وقعه امبيكي رئيس الآلية الافريقية مع الحكومة قبل يومين، وضع المعارضة في موقف التعنت و الممانعة للتفاوض و السلام وتحقيق الاستقرار. وهذه هي اللعبة التي قام بها امبيكي وطبخها مع النظام من أجل استبدال المقاعد في لعبة الكراسي التي تجري حول طاولة التفاوض، بحيث يصبح نظام الخرطوم هو الحريص على السلام وبعكس موقفه الحقيقي والمسجل عبر تاريخ التفاوض في الخمسة سنوات الماضية، في الوقت الذي يبدو فيه رفض المعارضة للتوقيع على خارطة الطريق المعيبة التي تبناها النظام وكأنه رفض المعارضة للحل وتحقيق السلام.
ان الاتفاق الإطاري ما هو إلا عملية إجبار للأطراف المعارضة للانضمام للحوار الوطني في الداخل. ومنذ توقيع الاتفاق تزايد الضغط الدولي عبر أمريكا والإقليمي عبر الاتحاد الأفريقي على المعارضة لتوقيع الاتفاق. وبالنتيجة أصبحت المعارضة في مواجهة مع المجتمع الدولي لأول مرة وموقف مشوه صنعه النظام بالتآمر مع امبيكي ليبدو النظام على أنه الحمل الحنون الحريص على وقف إطلاق النار، بينما في للحقيقة هو يمد في عمره ويفرض شروط لن تحقق على الإطلاق سلام مستدام للسودان، بل يحقق استمرارية لحكم البشير.
وأمهل الاتحاد الافريقي المعارضة ثلاثة أيام لتوقيع الاتفاق الإطاري وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستغط لتحقيق ذات الهدف. وهذا الموقف وضع المعارضة المسلحة والمدنية في مواجهة مباشرة مع قدرتها على قيادة الشارع وتحريكه لصالحها، لأن الضعف والتردد هو الذي جعل النظام يستغل حالة الجمود الحالية وتحويل اللعبة لصالحه. ان السيناريوهات القادمة تبدو قاتمة، أن لم تتمكن المعارضة من التوحد وتوضيح موقفها وإثبات قدرتها على تحريك السودانيين وإثبات قوتها حتى يتعدل ميزان القوى في صالحها.
Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق