إذا كان مجتمع الجزيرة العربية قد أفلح في إعطاء نموذج تربوي
لأطفالهم منذ ميلادهم بإرسالهم للبادية بغرض إرضاعهم أولا ثم لغرس الصفات البدوية
الأصيلة في نفوسهم كنوع من التنشأة القويمة.... فإن الأونشو كمجتمع إفريقي متميز
كانت له رؤية تربوية أعمق ومتأصلة لديهم في شكل الأندار.... !
والأندار عزيزي القارئ مفردة أطلقت علي الطفل أو الطفلة في عمر
خمسة إلي ستة سنوات يتم إرساله إلي أحدي القريبات النفس كجليس للطفل الرضيع حتي
تتفرغ الأم لأداء مهام بيتها الأخري... وقد تكون أم الرضيع هذه إحدي القريبات
كالخالة أو العمة أو ربما كانت مجرد إمرأة من الأهل... علما أن هذه الوظيفة كانت
دون أجر ...
وكان الأندار هذا يمضي فترة ممتدة حتي يتعلم الرضيع المشي والكلام
ويلعب في ذلك دورا مهما من حيث تنظيم إطعام الرضيع عند غياب والدته عن المنزل
ومراعاة أوقات نومه والسهر علي راحته ثم الحفاظ عليه من الأذي ونظافته وتعليمه
الجلوس ثم الحبو ومساعدته علي تعلم أولي خطوات المشي وأخيرا تدريبه علي نطق الأحرف
فالكلام..!
وفي كل تلكم المراحل يجد الأندار نفسه كبديل أوحد للأم إذ أن الطفل
يوالف عليه ويفضله علي باقي أهل الدار عدا الأم التي قد تغريه بالرضاعة فيخضع لها
وإلا فمصيرها كباقي أهل الدار هو رفض قربها أحيانا ... خاصة إذا عاقبته الأم لخطأ
إرتكبه...
ولا أقول بأن الطفل الذي يجد نفسه كأندار أو جليس طفل لدي إحدي
الأسر كان يعيش في رفاهية ونعيم... هيهات هيهات... فما كل من يتخذ اندارا من ذوي
العز.... فقد كانت بعض الأسر أفقر من أهل الأندار ويكون ذويه قد تكرموا عليهم به
لمساعدتهم في رعاية الرضيع حتي يتفرغوا للإنتاج ... وهنا تظهر المعاناة التي
يعيشها الطفل الأندار حيث يجد تباينا في ظروف العيش وهو لايدري لم رمته أسرته في
هذا الجحيم وقبلها كان يعيش في نعيم بيتهم ووسط إخوته وحنان والديه..
وأحيانا تكون الأسرة الجديدة قاسية في معاملتها ، خشنة العيش وذلك مما ينعكس علي إحساس ومشاعر الأندار... ولكل ماسبق ذكره كان غالبية الأنداري( جمع أندار)... كانوا يلوذون بالفرار والهرب إلي ذويهم تجنبا لمثل تلك الظروف ولكن.... كان ذويهم يعيدونهم... لأن هذا العمل كان يمثل شرفا وإخاء ونوع من الكرم السخي بين الأهل ولا يجوز قطع مثل هذه العلاقة رغم أن الأندار كان يعد بمثابة قربان يقدم لإمتداد صلة الأهل وترابطهم
وأحيانا تكون الأسرة الجديدة قاسية في معاملتها ، خشنة العيش وذلك مما ينعكس علي إحساس ومشاعر الأندار... ولكل ماسبق ذكره كان غالبية الأنداري( جمع أندار)... كانوا يلوذون بالفرار والهرب إلي ذويهم تجنبا لمثل تلك الظروف ولكن.... كان ذويهم يعيدونهم... لأن هذا العمل كان يمثل شرفا وإخاء ونوع من الكرم السخي بين الأهل ولا يجوز قطع مثل هذه العلاقة رغم أن الأندار كان يعد بمثابة قربان يقدم لإمتداد صلة الأهل وترابطهم
.
وللحقيقة فإن الأندار أو المساكة لأهميته كان يحجز مسبقا لدي البعض
إذ كانت المرأة الحبلي تسارع ومنذ شهورها الأولي من الحمل تبادر لأسرة الطفل أو
الطفلة لتحجز دورها في إتخاذه أو إتخاذها كجليس أو Baby sitter كما تفضلت كنداكة امال
بتسميته كإسم حديث أو إسم أجنبي للأندار.... أحيانا كانت تحدث مشاحنات بين الأسر
بسبب الأندار وأحقيتهم به.
هنا يجب أن نعلم أن الأندار الذي يحجز مسبقا ليس عاديا وإنما كانت له ميزة تجعله من أولويات الحياة الإجتماعية لدي كل زوجين خاصة إذا كانا حديثي العهد بالإنجاب ذلك أن الأندار غالبا مايكون أخبر منهما وذا تجارب متعددة في مجال تربية الأطفال و رعايتهم وله دراية بالإسعافات الأولية التي إكتسبها من تجاربه السابقة...
هنا يجب أن نعلم أن الأندار الذي يحجز مسبقا ليس عاديا وإنما كانت له ميزة تجعله من أولويات الحياة الإجتماعية لدي كل زوجين خاصة إذا كانا حديثي العهد بالإنجاب ذلك أن الأندار غالبا مايكون أخبر منهما وذا تجارب متعددة في مجال تربية الأطفال و رعايتهم وله دراية بالإسعافات الأولية التي إكتسبها من تجاربه السابقة...
ولا يفوتنا أن نذكر أن الأندار شخصية ذات مواهب فنية فهو يحفظ عدد من
أغاني الأطفال وألعابهم ويتميز بحيل جاذبة لتهدأة الرضيع في حال حدة مزاجه ويمكنه
بترديد نغمة بسلم موسيقي معين جعل الرضيع يسترخي ثم تنويمه متي شاء وفي أي وقت،
كما يمكنه جعل الرضيع منشغلا عن أمه بخلق جو إصطناعي ملفت بتمثيله دور حيوان أو
تقليده لأصواته... وكثيرا مايخلق في الرضيع صفة الإنتباه لتصرف معين إذ يمكنه أن
يجعله يتوقف عن البكاء بتقليد نباح الكلب أو مواء القط وتوعده بأنه إن لم يسكت فإن
ذاك الأسد( لاحظ) سيأكله... وذلك كنوع من الإيحاء فالرضيع لم ير الأسد ولم يسمع
صوته قبلا ولكنه يصدق أن النباح أو المواء هو صوت الأسد وبذلك يرضخ لإيحاء الأندار
الفطن ويترك ماكان فيه من بكاء...
وكنا ونحن مجتمعين وفي معيتنا الأطفال الرضع نتباري في
فن تقديم الوجبات وتقدير جرعاتها حتي عودة الأمهات ... ذلك أن هدوء الرضيع وعدم
بكائه طيلة فترة غياب أمه مرهون بحسن توزيع جرعات الوجبات والماء الكافي للرضيع
وإلا فإن صراخ الطفل وصياحه سوف يكون من أولي علامات إستقباله لأمه التي لن ترحمك
بل قد توجه لك التهم جزافا وتوضع لك مواد الإدانة القانونية العقابية كالإهمال
والإختلاس من طعام الرضيع( الحليب مثلا).. وربما تدان تحت إحدي المواد الجنائية كالتعدي
والأذي بنوعيه( بسيط وجسيم) وهنال تهم قد تلصق بك زورا كالسرقة نتيجة شهادة أولاد
البيت الغيورين
0 comments:
إرسال تعليق