هيبان دائما كانت
في مرمى نيران ما لقنونا انها قوات الشعب المسلحة السودانية، وقوات المراحيل ايام ما
اصطلحنا ان نسميها الديمقراطية الثالثة! حيث منذ نعومة اظافرنا تربينا على رائحة بارود
هذه القوات، واشلاء البشر سواء الذين كانوا يعيشون داخل مدينة هيبان او نحن القاطنيين
في اريافها. ومن من ابناء هيبان الذي يقدر ان ينسى منظر ذلك الثائر الذي ذبحوه كالشاة
وربطوه خلف اللاندوفر وسحبوه في شوارع هيبان واسواقها نهارا جهارا، لاخافة الاهالي
حسب تفكيرهم المعطوب العنصري! وبعدها قبضوا على الاهالي فرادي وجماعات وكانت ارواحهم
تزهق كالانعام في ميادين هيبان!
وهنالك الفظائع التي تشيب لها الولدان التي حدثت
في مختلف مناطق جبال النوبة وغيرها من مناطق السودان المختلفة تحت لافتة ما يسمى بالقوات
المسلحة السودانية.
والمجزرة التي حضرتها بنفسي كانت بقرية الفرش. ريفي
محلية هيبان، حيث قامت ما تسمى بالقوات المسلحة السودانية حرق كل القرى من "اللوبي"،
"ليه"، "الفرش تحت" ولما وصلوا قرية "الفرش فوق" التي
هي قريتي تم حرق كل شئ بالمعنى، وفي ذلك اليوم كان هنالك بعض الرجال الذين لم يهربوا
مع باقي القرويين، وتم تجميعهم تحت،شجرة لالوبة، وتم توثيقهم بحبال كانوا يحملونها،
كنت صغيرا مختفي خلف تلة انظر لكل هذه التفاصيل! وبعدها تم توجيههم لينظروا الى مطلع
الشمس، ومن الخلف تم ضربهم كالانعام، قتل ثمانية منهم ونجا اثنين بمعجزة الهية! والتي
حدثت في مدينة هيبان في مطلع هذا الشهر هي عملية عنصرية متجذرة في حنايا وجينات قيادة
مليشيات النظام، وهي جينات موروثة جيل بعد جيل.
الحل لهذه المعضلة يكمن في مراجعة النفس السودانية
والاعتراف باننا نحمل جينات الكراهية لبعضنا البعض، وكراهية بعض مكونات بلدنا! وهنالك
بعض السودانيين يكرهون كون السودان يمتاز اهله باللون الاسود! ويريدون لهذا اللون ان
يندثر! ولكن هيهات سوف نبقى سود ونفتخر، وسوف لن نسمح لاي قوة مهما عظمت تبيدنا.
المجد والخلود لشهداء الغدر والخيانة من الذين غدرت
بهم قوات الشعب المسلحة السودانية، والمجد والخلود لهؤلاء الذين يموتون يوميا بسبب
تواجدهم في قراهم الوادعة، المجد والخلود لشهداء الطلاب بالجامعات السودانية... والمجد
والخلود لهذه الارواح الستة البريئة التي حصدتها حمم الغدر والعنصرية بمدينة هيبان
الابية... والمجد والخلود لكل شهداء الواجب في مختلفاقاليم السودان...هؤلاء البسطاء
لا يكرهون احد في السودان فلماذا تكرهونهم؟
0 comments:
إرسال تعليق