حكاية الأرنب الذكي (٣)... محمد نياتو

سلسلة أدب الأونشو ...
... مسرح الطفل ...
صلة الماضي أن الأرنب أخبر اللبؤة الأم بأن جنود الحاكم طلبوا دفع فدية مقابل إعادة أشبالها وإن الفدية عبارة عن واركروم( تيس خصي) وتيريه ممتلئة بالشييني ... وهي كرات الأمباز المتبقي بعد عصر زيت السمسم....!
قامت اللبؤة الأم من فورها وخرجت بحثا عن المطلوب ولم تعد إلا مساءا وهي تحمل علي رأسها كرات الشييني وتجر من خلفها واركروم سمين.....
وفي الصباح خرجت الأم تحمل الشييني وتجر خلفها التيس يتبعها الأرنب في طريقهم لقصر الحاكم... وكان الأرنب مهموما من هذه الرحلة التي سوف تفضح أفعاله وتؤدي بحياته ولذلك فكر في حيله لإفشال هذه الرحلة والبحث عن طريقة تنجيه من ( عذاب أليم)....!
وبعد تفكير مجهد توصل الأرنب لفكرة جهنمية جدا... إذ أخذ مطرقا ( غصنا) رقيقا وأدخله خلسة في دبر ( مؤخرة) التيس... حتي أوصله لأمعائه وجعل يفرك المطرق بكلتا يديه ، فتألم التيس وأصدر صوتا عاليا فتساءلت اللبؤة عن مايحدث... دون أن تلتفت خلفها لثقل ماتحمله علي رأسها... ماذا هناك....؟
فرد الأرنب:
لاشئ... لاشئ .... فقط أن التيس رأي غنم الحاكم ترعي الكيري ( أي تأكل ثمار الحميض) فطاقت نفسه إليها وأصدر ذلك الصوت....!
ثم إن الأرنب كرر عمله مرة أخري فصاح التيس فتساءلت الأم فأجاب الأرنب نفس إجابته السابقة فأرادت الأم الإلتفات للتيقن من المسألة فقال الأرنب.... مهلا ... مهلا ... أرجو أن لاتلتفتي وإلا مات التيس .... فواصلت الأم سيرها مرغمة دون أن تلتفت...!
وهكذا ظلا سائرين والأرنب يفرك المطرق والتيس يصيح حتي تمزقت أحشائه ولم تصبر اللبؤة علي صياح التيس المتكرر فإلتفتت لخلفها ... وفي لحظة إلتفاتها فارق التيس الحياة ووقع فصاح الأرنب في اللبؤة مؤنبا.... ألم أنصحك بعدم الإلتفات... ألم أحذرك مرارا.... فهاهو ذا التيس قد مات فمن أين لنا بتيس آخر....؟
وفكرت الأم وقالت:
دعنا إذن نذهب بهذه الشييني فقط فربما قبلها الحاكم منا وأطلق صراح أطفالي....!
وواصل الأثنان سيرهما ... اللبؤة في المقدمة يتبعها الأرنب.... ولأن الأرنب يريد تنفيذ باقي مخططه لإفشال الرحلة بدأ يأخذ من كرات الشييني خلسة ويأكلها ... وكلما يأخذ قطعة يضع مكانها كوكار ( حجر كروي يستعمل لنقش المرحاكة لجعلها خشنة الملمس)....!
وهكذا واصل في أخذ الشييني وإستبدالها بالكوكاري ( جمع كوكار) ... وكان في كل مرة يختلس فيها قطعة يهتز (التيريه) أي الماعون الذي يحوي الشييني فوق رأس الأم فتصيح الأم.... ماذا هناك... ؟
فيجيب الأرنب:
لاشئ ... لاشئ ... فلنواصل سيرنا.
وقاربت كمية الشييني علي النفاذ وأصبح ثقل الحمولة علي رأس الأم عظيما لأنها أستبدلت بالكوكاري الحجرية بدلا من كرات أمباز السمسم ( شييني).... فتألمت اللبؤة منها وأرادت إراحة نفسها بإنزال الحمل من عليها فصاح الأرنب.... مهلا... مهلا ... لاتنزلي التيريه من علي رأسك وإلا تحولت الشييني إلي كوكاري ( كرات حجرية).....!
ولكن الحمل كان ثقيلا ولم تحتمله اللبؤة فأنزلته وفي نفس اللحظة إختطف الأرنب آخر قطعة من الشييني كان متبقيا وسط كرات الكوكاري وصاح مغتاظا.... ألم أنصحك... ألم أحذرك.... ألم أقل لك أن أنك بإنزالك للشييني سوف تتحول إلي حجارة ( كوكاري).... وها قد حدث ماكنت أخشاه .... ولو لم أسرع وأختطف هذه القطعة لما وجدنا ما نقوي به أنفسنا من وعثاء الطريق... دعينا نقتسمها ونتغذي بها فقد وجدنا من مشوارنا هذا نصبا ( تعب وجوع) ....
وجلسا وإقتسما قطعة الشييد ثم قررا النكوص علي أعقابهما عائدين إلي المنزل.....
وفي الطريق قصدا تيسهما الذي نفق فحملاه معهما ليتغديا من لحمه بعد أن فشلا في إيصاله لقصر الحاكم.... وفي المنزل قام الأرنب بطبخ لحم التيس ثم جعله في كومين... كوم عبارة عن قطع لحم صاف ( خالي من العظام) ، وكوم كبير من العظام موارب بقطع من شرائح اللحم.....
ثم قال الأرنب لللبؤة... لأنت أعظم المخلوقات وأجلها شأنا ولاتأكلين إلا عظيما ( يقصد عظاما) .... فإختاري أي الكومين تريدين...؟
فإختارت اللبؤة ( لغفلتها) الكوم الكبير وهي لاتدري ماتحته من العظام..... 
ثم حانت لحظة تناول المأدبة الفاخرة ولكن الأرنب الماكر أراد الفوز بها لنفسه فقال لللبؤة.... مهلا لاتستعجلي.....!

وغدا نواصل.....
Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق