رصد المجموعة السودانية للديمقراطية اولا

رصد المجموعة السودانية للديمقراطية اولا :

 


على مدى الأسابيع الماضية، ظل تزايد العنف الحكومي لنظام المؤتمر الوطني الحاكم في السودان هو العلامة الابرز للاحداث في السودان. فما بين الرد العنيف على الاحتجاجات الطلابية بالقتل والفصل والاعتقال، واقتحام جهاز الأمن لمكاتب المحامين واعتقال الموكلين من داخلها، وانتهاءاً بالاستمرار في ارتكاب الجرائم ضد الانسانية بقصف المدنيين في القرى وقتلهم داخل دور العبادة. فقد اصبح لسان حال الأخبار اليومي في السودان هو مشاهد القتل والتعذيب وصور الاشلاء المقطعة والجثث المتراكمة.
اكثر ما يبدو واضحا للعيان أن النظام يخطط عبر تعمد استخدام العنف المفرط الي إثارة حالة من الفوضى في البلاد ليستخدمها في تبرير موجة اوسع من الاعتقالات والعنف السياسي ضد الرموز والناشطين السياسيين والمدنيين، وذلك للتغطية على او الحد من الغضب الشعبي المتزايد والمتوقع انفجاره لمواجهة الإجراءات التقشفيه الاقتصادية ( والتي تتضمن زيادات مقدرة في أسعار السلع الأساسية والمحروقات) التي يعمل علي تنفيذها نظام الموتمر الوطني الحاكم خلال الاشهر القادمة، هذا بالاضافة الى حالة الاحتقان السياسي التام والفشل في احراز اي تقدم سواء عبر عملية الحوار الوطني الحكومي ( حوار الوثبة) او وثيقة خارطة الطريق او المفاوضات الثنائية. وكان ان أثارت إجراءات اقتصادية تقشفية مشابهة نفذها النظام مسبقا، اثارت موجة واسعة من الاحتجاجات في سبتمبر 2013 هددت باسقاط نظام البشير بشكل غير مسبوق وتم خلالها قتل أكثر من 200 من المتظاهرين السلميين في شوارع مختلف المدن السودانية. لذا، يبدو من ضمن اهداف النهج الحالي باستعمال العنف المفرط في المناطق الحضرية والريفية هو إرسال رسالة تهديد مبكرة ما يمكن ان تفعله الاجهزة الامنية والمليشيات الحكومية في حالة اندلاع انتفاضة او تظاهرات ضد سياسات الافقار والفساد وفشل الحكم المستمر من قبل النظام.
وعلى كفة أخرى فان نظام المؤتمر الوطني الحاكم يستثمر نجاحه في زيادة أهميته الدبلوماسية الإقليمية والعالمية عبر مشاركته الشكلية في عملية إيقاف تدفق اللاجئين الي أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، لشراء صمت المجتمع الدولي وغض بصره عن الجرائم المرتكبة داخل السودان. وبالرغم من عدم جدية النظام السوداني في التعامل مع مشكلة اللاجئين والنازحين السودانيين، الا ان المجتمع الدولي يواصل في التعامل معه كشريك في هذه العملية. حيث نجد بان النظام الحاكم نفسه قد تسبب في تشريد لبنائه وبناته ليبلغ عدد النازحين داخليا حوالي 3.1 مليون مواطن سوداني، فيما لا يتجاوز عدد اللاجئين الأجانب 160 الف لاجئ في البلاد.
ومن مظاهر إدارة الدولة  عبر الفوضى الشاملة والعنف المفرط، كمنهج متجدد للرئيس البشير، نلحظ ابعاده لكافة قيادات الحزب الحاكم الاقوياء واختياره لعناصر ضعيفة من الصف الثاني اوالثالث في الحزب لقيادة الدولة والحزب (مثل اختيار ابراهيم محمود والذي ينظر له ككادر ضعيف بين صفوف الإسلاميين ليصبح الرجل الثاني). وقد اصبح البشير موخراً يستند على مجموعة من الإسلاميين المقربين له بالإضافة الي العناصر العسكرية والامنية المهتمة اكثر باستخدام العنف المفرط لحل مشكلات الحكم بدلا عن العمل والحلول السياسية. واوضح شاهد على هذا المنهج المتجدد للمجموعة الأمنية الواقفة خلف البشير حاليا، هو قراره الأخير بجعل قوات الدعم السريع كقوات خاصة تتبع له شخصيا، رغم تحفظات القوات النظامية، بما فيها سهولة وقلة تكلفة توظيفها في العديد من المهام المرتبطة باستخدام العنف المفرط، ودون محاسبة ومسألة مستقبلية تطالها او تطال مؤسسات الدولة.

Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق