عبدالغني بريش فيوف
أولاً// لا يشرفني ولا يشرف الحركة الشعبية ولا يشرف أي سوداني حر وشريف
أن يرى رجال ونساء في أي مؤسسة أو هيئة أو مصلحة أو قطاع وووالخ ، يتعرضون لمظالم الفصل
التعسفي أو الإحالة للصالح العام لأي سبب من الأسباب لأن ذلك يعد انتهاكا للحقوق الأساسية
لهؤلاء الناس ، ومن حقهم اتخاذ الإجراءات القانونية ، وأيضا طلب مساعدة الأحزاب والتنظيمات
السياسية والمنظمات الحقوقية.
نعم من حق المفصولين طلب مساعدة الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير
السودان ، إلآ أن لجنتهم التنفيذية أخطأت خطأً قاتلاً ومدمراً عندما وجهت طلبها لياسر
عرمان وليس للحركة الشعبية والجيش الشعبي كتنظيم وهذا مؤشر خطير ومستفز.
الشيء الآخر المقلق أو السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان هؤلاء المفصولين
الذين يطلبون نجدة الحركة الشعبية اليوم قد حاربوا في جبال النوبة/جنوب كردفان والنيل
الأزرق ودارفور وجنوب السودان أم "لا" سيما وأن كل حروبات ما يسمى بالجيش
السوداني داخلية -أي ضد الشعوب السودانية المسكينة؟ ..وإذا كانت الإجابة على السؤال
المطروح بنعم ..فكيف إذن يطلب هؤلاء نجدتها وهم الذين كانوا يحاربونها بالأمس القريب!!.
يقول الخطاب الموجه لياسر عرمان ((ها نحن نضع قضيتنا بين ايديكم ليتم
تضمينها لتكون احد اجندة الحوار الذي يدور بينكم وبين الحكومة السودانية " وقدم
الخطاب مقترحات لحل هذه القضية تتمثل في (اعادة الضباط المفصولين الذين ما زالوا في
سن الخدمة الى الخدمة مرة اخرى ، وتعويض الضباط الذين بلغوا سن المعاش وهم خارج الخدمة
مع ترفيعهم رتبتين اعلى ، تعويض اسر الضباط الشهداء مع ترفيعهم لرتبتين اعلى)).
ولطالما اللجنة التنفيذية للمفصولين تريد مساعدة الحركة الشعبية لتضمين
مطالبها ضمن أجندة مفاوضاتها مع النظام السوداني في أديس أبابا وهو مطلب لا يمت بصلة
بالملفات الكبيرة والمصيرية التي يدور حولها التفاوض ، كان عليها أن تحترم الحركة الشعبية
لتحرير السودان كتنظيم وتعنون خطابها لها تحت عنوان (إلى الحركة الشعبية والجيش الشعبي
لتحرير السودان) وليس لياسر سعيد عرمان ، لأن في مثل هذه الخطوة اختزال التنظيم كله
في شخص عرمان.
إن معضلة الشخصنة، وتركيز القرارات في الأشخاض والرموز والزعامات بعيداً
عن المؤسسات والتنظيمات والقوانين واللوائح ، عطلت ودمرت المؤسسية وصادرت القرارات
الجماعية لصالح النزعات الفردية المتضخمة، وهي آفة تجدها في كل الكيانات والأحزاب والتنظيمات
السياسية السودانية ، وللأسف الشديد لم تسلم من هذه الآفة منظمات المجتمع المدني والأهلي
أيضا وهي التي ترفع شعارات الديمقراطية والحرية واحترام الرأي والرأي الآخر والحوار
وحقوق الإنسان وغيره.
شخصنة المؤسسات والتنظيمات في المجتمع السوداني اقعدت البلاد واخرجته
من خارج التأريخ ، وهي ليست وليدة اليوم بل نتاج تراكمات وخلفيات وتشوهات الماضي والحاضر.
إنها الشخصنة التي عطلت التجديد والتطوير، وقطعت الطريق على استيعاب الخبرات والمؤهلات
، وأنشأت فجوة متعاظمة مع واقع الحال وتطورات الأجيال والمعرفة والإرادة والإستعدادات
، فأبقت شعوب السودان عالقة في قرون مضت. وما لم تعي الناس خطورة نزعة الشخصنة، فإنها
ستواصل تقدمها وسط التنظيمات والهيئات والمنظمات بخطىً ثابتة لا تهاب شيئا ، وستسقط
الأجيال الجديدة في قبضتها، لأنها سترسم لها خارطة الطريق التي تقوم على الأتباع دون
إعمال العقل وممارسة النقد.
التمجيد والاتباع
الأعمى وتصوير ياسر عرمان كأنه كائن أسطوري له قدرات وقوة خارقة لا تخطيء في التقدير
والتقرير والتدبير والتفكير ، إنما لأمر مضحك ومخجل في نفس الوقت ويضع الحركة الشعبية
التي تدعو لسودان جديد مع الأحزاب الطائفية والتقليدية الصنمية في خانة واحدة (يا سيدي
ويا شيخي) ، وعلى ياسر عرمان أن لا يجعل منطلقه خداع الناس بوهم العصا السحري لأنه
يعرف أن الحركة الشعبية والجيش الشعبي أكبر من ان يختزل في شخص.
على العموم ..البالون وما أدراك ما البالون!! تنفخه
الناس وتملأه بزفير نسمات أرواحهم صغاراً كانوا أم كبارآ في بعض الأعياد والمناسبات
..لكن أن يكون ذاك البالون هو شخص تملأه الناس هواءاً ،هذا شئ آخر وعلى اللجنة التنفيذية
للضباط المفصولين أن لا تنفخ في هذا البالون ، وإلآ عليها أن لا تنزعج إذا أنفجر هذا
البالون في وجهها فهي من نفخته وأعطاه أكثر من حقه
0 comments:
إرسال تعليق