لا لإستيعاب الجيش الشعبي وتجريده من السلاح



نعم للحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية العادلة للولايتين ودستوريتها
بقلم / الأستاذ صديق منصور الناير
نائب رئيس المجلس التشريعي الأسبق
ولاية جنوب كردفان/جبال النوبة
من الواضح أن النضال الذي تقوده الحركة الشعبية قد بدأ يتهاوى بعد أن تمكن المؤتمر الوطني وحكومته من الإيقاع بها في فخ السياسة خاصة بعد رحيل قائداها العظيم الدكتور جون قرنق وإنشطار السودان مما يؤكد فشل القيادة المكلفة في توحيد الجبهة الداخلية للحركة وإصرارها على إقصاء كل القيادات والكوادرالسياسية - وبالتالي فشلها في المقارعة السياسية لثعالب المؤتمر الوطني التي تمرست في إستخدام الحيل وحبك المؤامرات لإخضاع القوى السياسية والأحزاب التي ترهلت في السودان نعم من الواضح المؤتمر الوطني أن سيبتلع الحركة الشعبية والحركات المسلحة الأخرى في السودان وخارطةالطريق هي كرش الفيل الذي لا مخرج منه... ونؤكد بأن بداية التفكيك كانت بدخول الحركة في التحالف مع قوى نداء السودان وهيكلها في باريس، لقد إستطاع ياسر عرمان من إستدراج الحلو وعقار إلى فخ الإمام الصادق المهدي في تحالف مائل ومخل ... ومن المؤكد بأنهما يعلمان دور المهدي في السودان ضد الحركات المسلحة منذ فترة التحاف بأسمرا وكيف كان تعامل قرنق معه ولكن من المؤكد بأنه لا خيار لهم لأن ثلاثتهم سرقوا الثورة والنضال ويخشون السقوط في أي إنتخابات ديمقراطية يقام في مؤتمرات الحركة الشعبية لذلك كان خيارهم هو المضي قدماً لهلاك الثورة لكي يضمنوا مصالحهم في السلطة ويهلك من هلك من الهامش السوداني. و ها هي قوى نداء السودان المقبرة التي يتم تشييع الحركات المسلحة إليها بالفهلوة وقذارة السياسية رغم أنها أي الحركات الثورية التي تحمل السلاح تقاتل بصدق من أجل حقق الغلابة في السودان... الإمام الصادق المهدي هو القائد الأول الذي يلعب دور البطل في الفلم الهندي ليدق المسمار الأخير في نعش الحركة الشعبية إلى مثواه الأخير نعم لقد أصبح الخائن بطلا لينتصر على البطل الذي ينزوي ويتوارى في نهاية هذا الفلم الهندي فهل يا ترى سينهار هذا الصرح الكبير للنضال السياسي المسلح في السودان ؟ أم ستكون للقضية بقية ؟ !! التنازلات التي قدمتها القيادة المكلفة غير الشرعية في الحركة الشعبية كبيرة وكثيرة بل مخيفة وذلك من أجل البقاء والمضي إلى القصر الجمهوري بإرضاء المؤتمر الوطني وحكومته.نذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر :- 
1) أول هذه التنازلات كانت رفضها للحوار مع حكومة الخرطوم وإعداد العدة لإسقاطها بالقوة وبكل الوسائل إلا أنها أي القياد المكلفة تراجعت بل تنازلت من مبدأ إسقاط النظام إلى التفاوض والحوارمع النظام .
2) التنازل الثاني كان في أديس أبابا عندما فرض المؤتمر الوطني خارطة الطريق بدلاً من الاجتماع التحضيري للمؤتمروالحوار.. رفضوا مبدأ خارطة الطريق وتمسكوا بضرورة الإجتماع التحضيري ولكن دون جدوى. 
3) رفضوا التوقيع على خارطة الطريق وتنازلوا بعد أن تم محاصرتهم دولياً وإقليمياً ليوقعوها مما يؤكد فشل سياسات مجموعة قوى نداء السودان - لأنها أصلاً تعمل بقيادة الصادق المهدي لتفكيك الحركات المسلحة والعمل في ذات الوقت لإستدامة وإستمرار الإيدلوجية العروبوإسلامية في السودان .
4) التنازلات القادمة ستكون قاتلة في التفاوض حول الترتيبات الأمنية وغيرها من الملفات المعقده والشائكة والتي سيعمل المؤتمر الوطني بجهد لتفكيك الجيش الشعبي العقبة الكؤود وتسويف الحقوق التي يقاتل الثوار من أجلها ...... لقد فشل المؤتمر الوطني ميدانيا للدخول حتى الأراضي المحررة ناهيك من القضاء على الجيش الشعبي.... وأصبحت كااودا وجلد عقدة البشيرالذي يتحدى فيها الجيش الشعبي مراراً وتكراراً مؤكدا بأنه سيصلي صلاة العيد هناك إلا أن ذلك لم يحدث بل دمرت كل مليشياته ومتحركاته لجبال النوبة والنيل الأزرق ... والآن المؤتمر الوطني يدخل التفاوض حول الترتيبات الأمنية في أضعف حالاته لذلك ينادي بمبدأ جيش واحد لا جيشان ويؤكدوا إستعدادهم لإستيعاب الجيش الشعبي ... طبعاً سيكون ذلك بفهمهم وقوانينهم ليكون الجيش الشعبي كله غير لائق بعد تجريده من السلاح ويسرح كما حدث لجوزيف لاقو في سبعينات القرن الماضي .
ونحن نؤكد بأن عرمان هو من يقود فعلياً عمليات التفاوض ويعمل بكل جد لتفكيك الجيش الشعبي لأنه سياسياً سلمنا للصادق المهدي مبعوث المؤتمر الوطني للسلام !! وقد نجح في ذلك والآن يعمل بكل الحيل لإذابة الجيش الشعبي ونزع سلاحه وبالتالي إنهاء قضايا االنوبة والهامش لأنه أصلاً رغم إستخدامه للنوبة في الجيش الشعبي يكره كلمة نوبة وممارساته في قطاع الشمال يؤكد ذلك. ... نؤكد هناك بأن الجيش الشعبي خط أحمر ووجوده هو الضمان الوحيد لتنفيذ أي إتفاق مع المؤتمر الوطني ..... ونحن واثقون بأن الجيش الشعبي لا ولن يقع في هذا المقلب لأن تجربة جوزيف لافو ماثلة أمامهم حتى في مورلاتنا وهذه رسالة نرسلها واضحة وقوية لأبنائنا في الجيش الشعبي لرفض أي اتفاق يقود إلى تذويبهم وإستيعابهم في الجيش السوداني لأن قوانين القوات المسلحة السودانية سترفض عناص الجيش الشعبي رغم تفوقه ميدانياً واستراتيجياً على قوات ومليشيات المؤتمر الوطني بحجة أنهم غير لائقين. وكادر غير موثوق لحماية البلادمن أي عدو خارجي بالإضافة للنظرة الدونية والجهالة والإستدراج هنا لنزع السلاح بالفهلوة وهذا مانرفضه... ونؤكد بأهمية وجود الجيش الشعبي الأم كما حدث في اتفاق السلام 2005 والآن اتفاق السلام في دولة جنوب السودان هوالآخر مثال آخر بيجب أن يحتذى به .
5) توصيل الإغاثة إلى مناطق الحركة هي الأخري ستكون واحدة من التحديات لأن المؤتمر الوطني يتمسك بدور التوزيع حتى في مناطق الحركة التي عجز من دخولها بالقوة لذلك نرفض أي مساومات في هذا الشأن 
6) هناك حقوق سياسية وتتمثل في ( قسمة السلطة في كل المستويات الحكم ) والحقوق الإقتصادية في ( قسمة الثروة ، ملكية الأرض ، وموارد ها المواد الخام ، البترول ، الذهب وكل الثروات الموجودة في باطنها وعلى سطحها) بالإضافة للحقوق الإجتماعية والثقافات ... لتأكيد عملياً بأن السودانيون سواسية في الحقوق الواجبات) بالممارسة والتطبيق العملي وليس على الورق خاصة في الخدمة العامة التي يتم فيها التمييز بين السودانيين باللون والشكل والجهة بصورة مخجلة ومخلة .. وما لم ينتهي هذا السلوك في قيم وموروثات المجتمع السوداني سيظل الصراع والحروبات مستمرة..
7) التنازلات ستتوالى ونؤكد ذلك في مخرجات الحوار الوطني، الآن المؤتمر يريد أن يضع الثوار أمام الأمر الواقع بحكم أن كل القوى السياسية في السودان قد اإشتركت ووافقت على مخرجات الحوار الوطني لكي ينضموا دون إعطاء الوقت الكافي لتناولها ومناقشتها وهذا ما نرفضه طالما كان الهدف هو التأسيس لمستقبل ديمقراطي يكون أساسه القيم والمبادئ التي توجه حركة المجتمع من خلال الدستور الدائم فلابد من مشاركة الجميع دون تمييز ويتاح الوقت الكافئ لتناول كل القضايا السياسية الحاسمة في السودان . 
8) المؤتمر الوطني يرفض تشكيل حكومة وطنية في السلطة الانتقالية - وهذه إشارة واضحة لسيطرتها على مقاليد الأمور، مخرجات الحوار الوطني ستكون حبر ورق في التطبيق والممارسة ودخول قوى نداء السودان للحوار في الخرطوم يعني محاصرتهم وإيقاعهم في فخ لا مخرج منه وسيجبروا للموافقة على الحكومة التي تشكلها حكومة المؤتمر رغم أنفهم وهذا ما نخشاه .
9) هذه المعطيات القليلة تؤكد بأن هذه الجولة أيضاً ستون خاسرة كما فقدنا وخسرنا الجولات ال13 السابقة مابين الحل الشامل والمنطقتين ما لم تكون هناك ضمانات قوية خاصة الجيش الشعبي والمنطق يقول بأن المؤتمر الوطني لديه اليد العليا في هذا الحوار ومن يدخل الخرطوم سيكون تحت رحمته ورحمة حكومته ، وأجهزته الأمنية -وهو الضعف الذي لا نقبله في الحركة الشعبية الأصل ( الحركة الشعبية/الأغلبية الصامتة ) ؟؟؟؟ قرنق رفض المساومة في هذه الأشياء ولم يدخل الخرطوم إلا مرفوع الرأس بعد إجازة الدسنورالإنتقالي 2005م وقد كان وإستقباله شهادة لقوة الحركة الشعبية مما يؤكد ضرورة ما نسوقه الآن.
نحمد الله كثيراً لوجود إسماعيل جلاب وتلفون وكو وويوسف كره وبقية العقد الفريد من القيادات السياسية والإستراتيجية خارج لعبة ياسر عرمان وبرنامج قوى نداء السودان الذي يقوده الإمام الصادق المهدي لإبتلاع الهامش السوداني وإسكات صوت البنادق التي تطالب بحقوق الغلابة !! نعم جلاب يقود الحملة التصحيحية الآن في أديس أبابا عن الحركة الشعبية/الاغلبية الصامة والجنرال تلفون كوكو يتأهب والكثير من كبار الضباط وصف الضباط والجنود الذين تم تهميشهم وإقصائهم معه في الصف ويشكلون الضمانة الحقيقة للحقوق التي خرجوا من أجلها . ونؤكد بأن المؤتمر الصحفي الذي عقدة جلاب ومن معه من القيادات السياسة والإستراتيجية قد أرسى الأساس الصحيح للتفاوض والحوار من أجل الحقوق التي نقاتل من أجلها، لقد رفضنا التخريب والفوضى الذي تمارسه القيادة المكلفة وها نحن قد وضعنا خطانا في العتبة الأولى للتصحيح الذي يرفضه الثلاثي لذلك نناشد جماهير الحرة الشعبية التائهة والقيادات السياية والإستراتيجية في الداخل والخارج التي صمتت كثيراً أن تخرج من صمتها للعمل معنا لتغيير الصورة السيئة والمشوهة التي عكستها القيادة المكلفة في الفترة السابقة ونأمل أن ينتبهوا ويعودوا لصوابهم من أجل توحيد الحركة الشعبية في مواجهة المؤتمر والوطني وحكومته . 
أما أبناءنا في الجيش الشعبي فعلى القيادات المخلصة من الضباط وصف الضباط والجنود أن تعلم بأن نهاية النضال ستكون بإستيعابهم وتجريدهم من السلاح لذلك نطالبهم برفض أي برنامج يتحدث عن الجيش الواحد وشعارات المؤتمر الوطني الذي يروج في إعلامهم (جيش واحد لا جيشان ) 
نحن من جانبنا نؤكد بأن الجيش الشعبير متذمر الآن ولن يقبل الاستيعاب ونزع السلاح بأي شكل من الأشكال ونؤكد أيضاً بأن السياسيون والقيادات الاستراتيجية يرفضون الطريقة التي يدار بها اجراءات التفاوض والحوار وسيكون لهم موقف عاجلاً أم آجلاً .
النضال مستمر والنصر أكيد

ولنا لقاء....................
Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق