مآلات وعبر إتفاق السلام الشامل
بقلم الاستاذ/ صديق منصور الناير
نائب رئيس المجلس التشريعي الأسبق
لولاية جنوب كردفان جبال النوبة
لا شك أيها القارئ الكريم أن ما يحدث في أديس أبابا من جولات ماكوكية بين قيادتي الحركة الشعبية شمال والمؤتمر الوطني لم نجد له تفسيراً ولا حتي تسمية أنسب مما أطلقه القائد تلفون كوكو في إحدى مقالاته بأنها مسرحية ألف ليلة وليلة والواضح أن الإرادة السياسية لدي أبناء جبال النوبة أنفسهم لم تكن موجودة أو بمعنى آخر لم يكن لديهم برنامج سياسي واضح تجمعهم تجاه قضيتهم بجانب أن النوبة ما زالوا فاقدي الثقة في أنفسهم وبالتالي إفتقدوا البوصلة لذلك يعتقد البعض منهم خاصة القيادات التي أتيحت لها الفرصة لتقود وتنطلق.. بأنهم غير مؤهلين لذلك تتراجع وتدخل في صراعات فيما بينها وكثيرا ما تلتفت للوراء بحثاً عن قيادي آخر ليقودهم مما يؤكد عدم الثقة في النفس وتثبت في ذات الوقت مقولة أنهم لم يصلوا لمرحلة قيادة أنفسهم ناهيك عن قيادة غيرهم وهذه واحدة من المعضلات التي تواجة شعب النوبة في السودان (أزمة القيادة) لذلك لا بد من إيجاد الحلول الممكنة لتجاوز هذه العقدة خاصة في مواجة التحديات التي تقف أمام التحرر والبحث عن الذات في خضم الصراعات التي تدور في السودان . هذا عكس ما حدث في جنوب السودان سابقاً لأنهم ناضلوا ووقاتلوا بشراسة إلى أن وصلوا مرحلة إستطاعوا من خلالها تحديد وإختيار مستقبلهم من وسط الخيارات الصعبة عندما أتيحت لهم الفرصة في غفلة وغباء بل أطماع قيادات الشمال النيلي التي حكمت وما زالت تحكم السودان منذ خروج الإنجليز، وأسباب نجاحهم في تحقيق أهدافهم كثيرة منها أنهم وحدوا برنامجهم تجاه المركز بعد فشل ( أنانا ون و أنانا تو ) خاصة بعد مجيئ المفكر الدكتور جون قرنق وبرنامجة للسودان الجديد لقد كان لقرنق نظرته الثاقبة في برنامج السودان الجديد الذي دغدغ أحلام كل الهامش السوداني لذلك إندفع المفكرون والسياسيون والشباب، لقد إستطاع قرنق أن يستصحب كل التيارات الفكرية والسياسية بل إنصهر في برنامجة القومي حتى الأيديولوجيات المتناقضة خاصة اليسار واليمين المتطرفين .. لقد أظهر الجنوبيون تعاوناً منقطع النظير حول هذا البرنامج وأستراتيجيته الظاهري .. أجادوا أدوارهم وتعاونهم تجاه قضيتهم .. بل حتى من كانوا مع الحكومات السودانية أجادوا أدوارهم ربما أفضل أحياناً ممن حملوا السلاح في الجيش الشعبي ، الأمر الآخر الذي ساعد على نجاحهم وهو الأهم كان يتمثل في قيادتهم لكل مفاصل الأمور من الألف إلى الياء .... أبتداءا بالقيادة السياسية والعسكرية والدبلوماسية بالإضافة للمفاوضات في كل مراحله ولم يتركوا للآخرين في جبال النوبة والنيل الأزرق سوى القشور وظهر ذلك بجلاء في مخرجات أتفاق السلام الذي فشل الحلو في قيادة وفد جبال النوبة فيه كما فشل من قبل في قيادته عند توقيع إتفاق وقف إطلاق النار بجبال النوبة في سويسرا 2002م مما تسبب في بتر أجزاء منها خاصة جبل الدائر وجزء من الحجيرات الخمسة ومنطقة المقينص ومناطق أخري يصعب إسترجاعها إلى خارطة جبال النوبة كشخصية إعتبارية لها خصوصيتها وثقلها السياسي !!! لقد جاء هذا الإتفاق فضفاضاً خالياً من حقوق الولايتين خاصة جبال النوبة التي كانت تشكل العمود الفقري للجيش الشعبي وثبت ذلك عند إنشقاق مجموعة الناصر بقيادة الدكتور رياك مشار ولام أكول !! لقد إستبسل أبناء جبال النوبة إستبسالاً لا يوصف وقدموا التضحيات التي تدمي القلوب لتثبيت برنامج السودان الجديد ولكن كانت الحصيلة هي المشورة الشعبية المرهونة بفوز الحركة الشعبية بالإنتخابات البرلمانية الولائية ( لتفاوض البرلمان الولائي الحكومة المركزية حول الإجراءات الإدارية والإقتصادية والدستورية) فشلت الحركة الشعبية في الإنتخابات البرلمانية الولائية ولمنصب الوالي معاًوذلك لفشل الحلو أيضا في إدارة تلك المرحلة الحساسة والمهمة ولم يظهر حقوق الولايتين في قسمة السلطة والثروة لأن إتفاق السلام كان في الأصل بين الحركة الشعبية المتمثلة في شخصية جنوب السودان والحكومة السودانية ونسبة لتغييب أبناء جبال النوبة من دورهم الحقيقي في التفاوض ورفض قيادة الحركة الشعبية لمطالبهم المتعقلة بحق تقرير المصير أو عجزها في الدفاع عن مطلبهم كما جاء في مؤتمرهم الأول آنذاك لم تظهر أي حقوق بعد إنفصال الجنوب ليس هذا فحسب بل أن بروتوكولات قسمة السلطة والثروة لم تتحدث صراحة عن حقوق الولايتين بصورة واضحة وكانت عطية مزين من نصيب الحركة الشعبية لتحرير السودان (نصيب الجنوب أن صح التعبير ) والإستثناء هنا كان في قسمة السطة على مستوى الولايتين في الجهاز التنفيذي والسلطة التشريعية فقط حتي هذا الإستثناء تلاشي أو ذهب مع إنفصال الجنوب، أما المشاركة في مستوى الحكومة المركزية، العاصمة القومية والخدمة المدنية بصورة خاصة فحدث ولا حرج !! لذلك كان لا بد من أشتعال الحرب مرة أخرى بعد إنفصال الجنوب ولكننا نعتقد بأن الدكتور قرنق كان مفكراً وقائدا زكيا لأنه إستطاع أن يستصحب الكل لتحقيق أهدافه الذي كان أولها أنفصال الجنوب بعد تزيينها بالوحدة الجاذبة لأن بروتوكول مشاكوس الذي كان الأساس وخارطة الطريق لإتفاق السلام الشامل 2005م كانت هي القاعدة التي بني عليها كل البروتوكولات التي حوت على كل النقاط الجوهرية المؤدية لإنفصال الجنوب نذكرمنها مايلي :-
أول هذه النقاط الجوهرية هي حق تقرير المصير لجنوب السودان ورغم ورود هذا المطلب في إعلان المبادئ بأسمرا ومفاوضات أبوجا إلا أن الجدية كانت واضحة هنا ومناقضة لرؤية وبرنامج الحركة الشعبية الذي ينادي بوحدة وعلمانية السودان الجديد.
والنقطة الثانية متعلقة بحدود 1/1/56م بين الشمال والجنوب في بروتوكول الترتيبات الأمنية الذي ينسحب بموجبه الجيشان شمالا وجنوبا دون تحديد مواقع إنتشارها في الشمال مما أثار حفيظة أبناء المنطقتين آنذاك وظهر ذلك في رفض أبناء المنطقتين للمشورة الشعبية ولبروتوكول الترتيبات الأمنية والطريقة التي تدار بها عملية المفاوضات عليها تم رفع المذكرة الشهيرة .
والنقطة الثالثة هي علمانية الدولة بحكم أن مشكلة السودان أساسه هو الصراع بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي كما إنطبع في إذهان الوسطاء الغربيين وهذا بالطبع غير صحيح لأن الصراع أصلا بين المركز المهيمن والهامش الذي يعاني من أمراض التخلف والبؤس والشقاء كما شخصة الدكتور أبكرا آدم إسماعيل في كتابه جدلية المركز والهامش.. رغم أن نسبة المسيحية في جبال النوبة لا تقل عن 20% .
لكل ما سبق من معطيات نؤكد بأن النية كانت مبيتة للإنفصال لذلك فشلت قيادة الحركة الشعبية في أن تدافع عن حق تقرير المصير للولايتين ويعتقد بأن تيار الإنفصاليين كان أقوي من تيار الوحدويون.
والسؤال المهم هنا هو الإفتراض أن الدكتور قرنق كان صادقا في برنامجه لتحقيق السودان الجديد الذي عمل له وإستقطب كل الهامش من أجل تقديم النموذج المطروح في رؤية وبرنامج السودان الجديد فهل قيادات الحركة الشعبية الحالية تستطيع إستكمال ما طرحه قرنق من برنامج ورؤية لتقديم النموذج الذي قاتلوا وقدموا التضحيات الكبيرة من أجله ؟ أم أنهم سقطوا في أول أمتحان مكشوف بعد رحيل قائدهم !! من الواضح أخي القارئ أن قيادة الحركة الشعبية الأم قبل المفاصلة كانت قد إرتكبت خطئا جسيما عندما كلفت القيادة الحالية للحركة الشعبية شمال لترتيب وتنظيم أمور الحركة الشعبية إنطلاقا من المكتب السياسي أذ كان يفترض أن يتم ذلك التكليف من مجلس التحريرالقومي وبعد مشاورات كثيفة إذا تعذر أقامة المؤتمر العام لتقرر أنفصال الجنوب وتحديد العلاقة بين ما تبقى من الهامش في السودان والدولة التي ولدت بعد مخاض عسير خاصة جبال النوبة الذي كان يشكل أبناؤها العمود الفقري للحركة الشعبية والجيش الشعبي في آن واحد ... ونؤكد بأن إتخاذ مثل هذه القرارات السياسية الحاسمة والتي تحدد مستقبل شعوب باسرها يحتاج إلى مستوى كبير من المؤسسات المعنية بأمر ثورة التحرير حتى لا يتم الإقصاءات التي ندفع ثمنها الآن ونؤكد بأن قرار المكتب السياسي بتكليف القيادة الثلاثية الحالية صاحبه التسرع المرتبط ربما بالمصالح التي تجمع من تم تكليفهم بالمكلفين، لذلك إختلت الموازين وإختلط الحابل بالنابل وتاه على إثر هذا القرار كل السياسيين والإستراتيجيين والنخب السياسية وكبار الضباط الذين أفنوا زهرة شبابهم في الأحراش والأدغال خاصة من بقوا أحياء وبقت لهم لقمة في الحياة ليروا العجب والعجاب من دكتاتورية عقار وإستبداد الحلو وتسلط عرمان الذين تفننوا في ترقية الضباط خاصة من يخدمهم وينفذوا أوامرهم ليسودوا ويستبدوا ويقصوا كبار الضباط والسياسيين هكذا تاه أبناء جبال النوبة الأوائل والمؤسسين للحركة في جبال النوبة مع الراحل يوسف كوه مكي ناهيك عن القيادات السياسية والأكاديميين والنخب والإستراتيجية على مستوى الحركة الشعبية التي يفترض أن يكونوا من طليعة القيادة السياسية التي تقرر في شأن مستقبلهم السياسي ومستقبل شعوبهم والأجيال القادمة بعد هذا الكم الهائل من التضحيات التي قدمت من أجل الحرية والعيش الكريم.
نعم أخي القارئ للسلطة سلبياتها وإيجابياتها ومن أسوأ سلبياتها هي أنها تعمي بصيرة القائد فلا يرى إلا نفسه ولا يستمع إلا لمن يرضية ويخدم مصالحه، وللمزيد من التنازلات يغري القائد أتباعه بالماديات أو الترقات التي يسيل لها اللعاب ليخلصوا له لدرجة الإنبطاح .. وهكذا ينتهي دور القائد الذي يحمل قضايا وهموم شعبه فينجرف وراء مصالحه ويعلن الحرب ضد الأوفياء من زملائه فقط لأنهم يقدموا له النصح... ليبعد من يشاء ويفصل من يشاء وقد يصل الأمر إلى السجون لرفقاء دربه بل يمتد أحيانا إلى القتل والتصفية من الوجود والتخلص من المقربين المخلصين لهم وما حدث ويحدث الآن في الحركة الشعبية شمال لا يقل عما نسوقه هنا والشاهد يرى إلغاء القوانين وحل المؤسسات المنتخبة والفصل الجماعي والإقصاءات كلها كانت دلائل تؤكد ما نكتبه وإلا فأين ياسر جعفر الذي كان في مقدمة وفد التفاوض وبازرعة وعبدالباقي مختار الذي يعتبر من الكوادر والمفكرين الشباب بل أين وليد حامد الذراع الأيمن ليوسف كوه ومدير مكتب الحاكم بكينيا والمقربين من الحلو وما خفي أعظم فلماذا كل هذا أيها الرفاق ؟ لماذا تدفعون حتى المقربين من الرفاق دفعا للإبتعاد عن البرنامج والمشروع وعنكم، لماذا أبعدتم الدكتور أبكر آدم إسماعيل المفكر الإستراتيجي وصاحب نظرية جدلية المركز والهامش الذي تسوقونه في مشروع السودان الجديد، أنتم قيادات بلا شك لذلك نحترمكم وسنحترمكم متى ما إلتقينا ولكن لن نجاملكم في الأخطاء والتدمير الذي أحدثتموه في البرنامج والقضية التي حملنا من أجلها السلاح ... لأنكم أنتم من يفترض أن تقوموا بجمع الكوادر وترتيب الأمور وتنظيم الحركة الشعبية كمؤسسة سياسية عريقة .. لا أن تقوموا بتفكيكها فلما كل هذا؟ أيها القادة عليكم أن تجلسوا مع أنفسكم لتتذكروا لحظات الصفاء والتفكير العميق مع رفاق لكم لتجتازوا العقبات ،عليكم أن تتذكروا لحظات الحروب المهلكة وتتذكروا من كان معكم ومن أستشهد منهم ومن بقي وعلى قيد الحياة، علاما تم إبعادهم وإقصاءهم عليكم أن تلتفتوا لتروا من حولكم وتتذكروا من كان من حولكم وتسألوا أنفسكم أين رفاقنا الذي كنا نتهامس معهم؟ أين من كنا نتفاكر ونتجادل لنصل إلى الحلول للتحديات والعقد المستعصية؟ .. ... نقول هذا وإذا بالأستاذ الجامعي الدكتور شمسون يطل على منابر التفاوض بأديس أبابا قادما من الخرطوم لا ندري كان ذلك بدعوة من المؤتمر الوطني أم من الأمين العام المكلف للحركة الشعبية شمال الرفيق ياسر سعيد عرمان ليقف ضد أخية الفريق إسماعيل خميس جلاب الذي إستطاع أن يكسر الجدار والحاجز الذي بناه عرمان ومجموعته ضد من تم إقصاءهم من القيادات التي دفعت وما زالت تدفع ثمن النضال يريد أن يحرمهم حتى من التعبير عن قضاياهم التي خرجوا من أجلها كما تفعل حكومة المؤتمر الوطني بقوانينها المقيدة للحريات .. هذا الدكتور ذهب إلى الوسيط الأفريقي فقط ليشوش جلاب قائلا لامبيكي بأن هذا الجلاب لا تأثير له بل لا قواعد له في جبال النوبة هذا فقط ليضعف دوره ووجوده في منبر التفاوض وأمثاله كثر من الإنتهازيين السياسيين في الحركة الشعبية شمال .. ليتهم واجهوا 10% فقط مما عاناه تلفون كوكو وإسماعيل جلاب ويوسف كره ورمضان حسن وأحمد بلقه وحتى القائد دانيال كودي ورأوا التضحيات التي قدموه في سبيل النضال من أجل شعب جبال النوبة والهامش السوداني في أحراش الجبال والجنوب .. شرق السودان وغربه بالله عليك يا دكتور بماذا وعدك الأمين العام المكلف الرفيق ياسر سعيد عرمان حتي غاب تفكيرك وسدت بصيرتك ليسيل لعابك إلى هذه الدرجة، حقيقة نتأسف للكتابة عنك وعن غيرك بهذا الأسلوب لكن لابد من ذلك حتى لا يقع غيرك في فخ الاخطاء الكبيرة وينزلق ليختلط عليه الألوان ... لقد أختلطت الأمور حتي للرفيق القائد جقود مكوار مراده الذي أصبح كالعين الذي يريد أن يعلو الحاجب مع قياداته جلاب وتلفون ودانيال والآن تمت ترقيته ليكون أعلى وأقدم منهم كل هذه الإغراءات يسيل لها اللعاب ويتلهف المرء لينال شرفه خاصة إذا غاب تفكيره .. وعلينا أن لا ننسى مذكرة التفاهم التي وقعها الرفيق القائد جقود مع موسي هلال مجرم الحرب وقائد مليشيات قوات الدعم السريع وأحد مناصري البشير في الإنتخابات الأخيرة المزورة كل ذلك كان بإستدراج من الأمين العام ياسر عرمان نأمل أن تنتبه أيها الرفيق فأنت قائد تعرفك الأحراش بل تعرفك الرجال عندما يحتدم الوغى .. وكان يجب أن تكون مع تفلون وجلاب ومن خلفكم رمضان حسن وبلقه وعمار أمون وسليمان جبونه ود. عبدالله تيه الذين تم إبعادهم من عملية التفاوض عمدا فقط لأراءهم التي تعكس جديتهم وإصرارهم لإنتزاع حقوق شعبهم فياسر عرمان الذي تروجون لتأييده ودعمه في جبال النوبة هو من يجب أن يجري ويلهث وراءكم وليس العكس يا رفيق فوالله لو كنت أنت رئيس وفد الحركة الشعبية للمفاوضات لما ذهب جلاب ولا حتى كانت هناك إحتجاجات من كل قواعد الحركة الشعبية وأهلك النوبة لقد رفضنا الفوضى وتسويف الأمور لذلك ركبنا الصعاب حتى يعلم الآخرون بأننا ماضون في الطرق الشائكة رغم وعورتها طالما حملنا السلاح وقطعنا العهد على أنفسنا بأن لا نعود إلا وحقوق أهلنا معنا ودونها فلتذهب أرواحنا.
أخي القارئ الكريم إن الحكم الذاتي الذي تحدث عنه عرمان في الإعلام كوسيلة ضغط لإرغام حكومة المؤتمر الوطني وإجبارها لتقبل بالحل الشامل في المفاوضات .. كانت مناورة رخيصة منه ولا نسمح بعد الآن بدوره في التفاوض وطريقته والتكليف الذي وجده من قيادة الحركة الشعبية ليس بالتفويض ومن غير المقبول أن يستمر هذا التكليف لأكثر من خمس سنوات لولا الفوضي والإنتهازية التي تعيشها مؤسسات الحركة الشعبية شمال إن وجدت !! . لكل ما سبق يجب أن يفهم أبنائنا هذه الحقائق لنعمل معا في مواجهة الواقع المرير بحرص وجدية حتى أبنائنا في الاحزاب السياسية الاخرى بما في ذلك المؤتمر الوطني عليهم أن يفهموا الواقع الحقيقي لقضيتنا لكي نتفق في رؤيتنا نحو القضايا المصيرية التي نقاتل من أجلها ويجب أن يفهم من يعتقد بأن النوبة ما زالوا جهله ومغيبين كما كانوا في السابق ليتم قيادتهم كالأنعام نقول لهم بأن الزمن قد تغير وتغير معه فهم وتفكير أبناء جبال النوبة سياسيا وإستراتيجيا لأنهم في السابق لم يفكروا في الدستور ومعاني سيادة حكم القانون بل لم يفكروا في معاني السلطة والثروة والقيادة .. نؤكد بأن فهم وعقلية النوبة قد تغير وعرفوا كل ذلك لأنهم مروا بفترات كثيرة من المعاناة كغيرهم في الهامش السوداني بل هم من أكثر الشعوب عرضة للمآسي التي لا توصف ومن يعاني يبدع في التفكير والعمل من أجل التغيير لذلك نعد شعبنا الصبور بان التغيير قادم بلا شك ...ولاننا الواطين للجمرة لن نسمح لأحد أي كان أن يعبر عننا ويطالب بحقوقنا في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ النضال لذلك نؤكد بأن أبناء جبال النوبة والمخلصين من الهامش السوداني سيتدافعوا من كل أنحاء العالم للمشاركة في الجولات القادمة سياسيا وإستراتيجيا ونحن من سنحدد ما نريده ليس ياسر عرمان أو غيره ونؤكد في ذات الوقت بأن الجيش الشعبي هو الضمانة الوحيدة لتنفيذ أي إتفاق قادم مع المؤتمر الوطني فليعلم أبناؤنا في الجيش الشعبي بأن الإستيعاب ونزع السلام سيكون عواقبه وخيمة كما نؤكد بأن البرنامج الإعلامي والتعبئه القوية في أجهزة حكومة المؤتمرالوطني الإعلامية للسلام ما هي إلا خدعة لإستغفالنا من واجبنا تجاه حقوقنا حتى يندفع من لا حس له وراء الأحلام الوردية والأتفاقيات التي تتم تحت الترابيز فلا مجال لذلك، والإلتفاف حول قضيتنا هو الخلاص الوحيد لشعب لهبت ثوريته طيلة العقود الثلاثة الماضية فلتصحي الضمائر التي ماتت ولتنهض همم المخلصين .
النضال مستمر والنصر أكيد
بقلم الاستاذ/ صديق منصور الناير
نائب رئيس المجلس التشريعي الأسبق
لولاية جنوب كردفان جبال النوبة
لا شك أيها القارئ الكريم أن ما يحدث في أديس أبابا من جولات ماكوكية بين قيادتي الحركة الشعبية شمال والمؤتمر الوطني لم نجد له تفسيراً ولا حتي تسمية أنسب مما أطلقه القائد تلفون كوكو في إحدى مقالاته بأنها مسرحية ألف ليلة وليلة والواضح أن الإرادة السياسية لدي أبناء جبال النوبة أنفسهم لم تكن موجودة أو بمعنى آخر لم يكن لديهم برنامج سياسي واضح تجمعهم تجاه قضيتهم بجانب أن النوبة ما زالوا فاقدي الثقة في أنفسهم وبالتالي إفتقدوا البوصلة لذلك يعتقد البعض منهم خاصة القيادات التي أتيحت لها الفرصة لتقود وتنطلق.. بأنهم غير مؤهلين لذلك تتراجع وتدخل في صراعات فيما بينها وكثيرا ما تلتفت للوراء بحثاً عن قيادي آخر ليقودهم مما يؤكد عدم الثقة في النفس وتثبت في ذات الوقت مقولة أنهم لم يصلوا لمرحلة قيادة أنفسهم ناهيك عن قيادة غيرهم وهذه واحدة من المعضلات التي تواجة شعب النوبة في السودان (أزمة القيادة) لذلك لا بد من إيجاد الحلول الممكنة لتجاوز هذه العقدة خاصة في مواجة التحديات التي تقف أمام التحرر والبحث عن الذات في خضم الصراعات التي تدور في السودان . هذا عكس ما حدث في جنوب السودان سابقاً لأنهم ناضلوا ووقاتلوا بشراسة إلى أن وصلوا مرحلة إستطاعوا من خلالها تحديد وإختيار مستقبلهم من وسط الخيارات الصعبة عندما أتيحت لهم الفرصة في غفلة وغباء بل أطماع قيادات الشمال النيلي التي حكمت وما زالت تحكم السودان منذ خروج الإنجليز، وأسباب نجاحهم في تحقيق أهدافهم كثيرة منها أنهم وحدوا برنامجهم تجاه المركز بعد فشل ( أنانا ون و أنانا تو ) خاصة بعد مجيئ المفكر الدكتور جون قرنق وبرنامجة للسودان الجديد لقد كان لقرنق نظرته الثاقبة في برنامج السودان الجديد الذي دغدغ أحلام كل الهامش السوداني لذلك إندفع المفكرون والسياسيون والشباب، لقد إستطاع قرنق أن يستصحب كل التيارات الفكرية والسياسية بل إنصهر في برنامجة القومي حتى الأيديولوجيات المتناقضة خاصة اليسار واليمين المتطرفين .. لقد أظهر الجنوبيون تعاوناً منقطع النظير حول هذا البرنامج وأستراتيجيته الظاهري .. أجادوا أدوارهم وتعاونهم تجاه قضيتهم .. بل حتى من كانوا مع الحكومات السودانية أجادوا أدوارهم ربما أفضل أحياناً ممن حملوا السلاح في الجيش الشعبي ، الأمر الآخر الذي ساعد على نجاحهم وهو الأهم كان يتمثل في قيادتهم لكل مفاصل الأمور من الألف إلى الياء .... أبتداءا بالقيادة السياسية والعسكرية والدبلوماسية بالإضافة للمفاوضات في كل مراحله ولم يتركوا للآخرين في جبال النوبة والنيل الأزرق سوى القشور وظهر ذلك بجلاء في مخرجات أتفاق السلام الذي فشل الحلو في قيادة وفد جبال النوبة فيه كما فشل من قبل في قيادته عند توقيع إتفاق وقف إطلاق النار بجبال النوبة في سويسرا 2002م مما تسبب في بتر أجزاء منها خاصة جبل الدائر وجزء من الحجيرات الخمسة ومنطقة المقينص ومناطق أخري يصعب إسترجاعها إلى خارطة جبال النوبة كشخصية إعتبارية لها خصوصيتها وثقلها السياسي !!! لقد جاء هذا الإتفاق فضفاضاً خالياً من حقوق الولايتين خاصة جبال النوبة التي كانت تشكل العمود الفقري للجيش الشعبي وثبت ذلك عند إنشقاق مجموعة الناصر بقيادة الدكتور رياك مشار ولام أكول !! لقد إستبسل أبناء جبال النوبة إستبسالاً لا يوصف وقدموا التضحيات التي تدمي القلوب لتثبيت برنامج السودان الجديد ولكن كانت الحصيلة هي المشورة الشعبية المرهونة بفوز الحركة الشعبية بالإنتخابات البرلمانية الولائية ( لتفاوض البرلمان الولائي الحكومة المركزية حول الإجراءات الإدارية والإقتصادية والدستورية) فشلت الحركة الشعبية في الإنتخابات البرلمانية الولائية ولمنصب الوالي معاًوذلك لفشل الحلو أيضا في إدارة تلك المرحلة الحساسة والمهمة ولم يظهر حقوق الولايتين في قسمة السلطة والثروة لأن إتفاق السلام كان في الأصل بين الحركة الشعبية المتمثلة في شخصية جنوب السودان والحكومة السودانية ونسبة لتغييب أبناء جبال النوبة من دورهم الحقيقي في التفاوض ورفض قيادة الحركة الشعبية لمطالبهم المتعقلة بحق تقرير المصير أو عجزها في الدفاع عن مطلبهم كما جاء في مؤتمرهم الأول آنذاك لم تظهر أي حقوق بعد إنفصال الجنوب ليس هذا فحسب بل أن بروتوكولات قسمة السلطة والثروة لم تتحدث صراحة عن حقوق الولايتين بصورة واضحة وكانت عطية مزين من نصيب الحركة الشعبية لتحرير السودان (نصيب الجنوب أن صح التعبير ) والإستثناء هنا كان في قسمة السطة على مستوى الولايتين في الجهاز التنفيذي والسلطة التشريعية فقط حتي هذا الإستثناء تلاشي أو ذهب مع إنفصال الجنوب، أما المشاركة في مستوى الحكومة المركزية، العاصمة القومية والخدمة المدنية بصورة خاصة فحدث ولا حرج !! لذلك كان لا بد من أشتعال الحرب مرة أخرى بعد إنفصال الجنوب ولكننا نعتقد بأن الدكتور قرنق كان مفكراً وقائدا زكيا لأنه إستطاع أن يستصحب الكل لتحقيق أهدافه الذي كان أولها أنفصال الجنوب بعد تزيينها بالوحدة الجاذبة لأن بروتوكول مشاكوس الذي كان الأساس وخارطة الطريق لإتفاق السلام الشامل 2005م كانت هي القاعدة التي بني عليها كل البروتوكولات التي حوت على كل النقاط الجوهرية المؤدية لإنفصال الجنوب نذكرمنها مايلي :-
أول هذه النقاط الجوهرية هي حق تقرير المصير لجنوب السودان ورغم ورود هذا المطلب في إعلان المبادئ بأسمرا ومفاوضات أبوجا إلا أن الجدية كانت واضحة هنا ومناقضة لرؤية وبرنامج الحركة الشعبية الذي ينادي بوحدة وعلمانية السودان الجديد.
والنقطة الثانية متعلقة بحدود 1/1/56م بين الشمال والجنوب في بروتوكول الترتيبات الأمنية الذي ينسحب بموجبه الجيشان شمالا وجنوبا دون تحديد مواقع إنتشارها في الشمال مما أثار حفيظة أبناء المنطقتين آنذاك وظهر ذلك في رفض أبناء المنطقتين للمشورة الشعبية ولبروتوكول الترتيبات الأمنية والطريقة التي تدار بها عملية المفاوضات عليها تم رفع المذكرة الشهيرة .
والنقطة الثالثة هي علمانية الدولة بحكم أن مشكلة السودان أساسه هو الصراع بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي كما إنطبع في إذهان الوسطاء الغربيين وهذا بالطبع غير صحيح لأن الصراع أصلا بين المركز المهيمن والهامش الذي يعاني من أمراض التخلف والبؤس والشقاء كما شخصة الدكتور أبكرا آدم إسماعيل في كتابه جدلية المركز والهامش.. رغم أن نسبة المسيحية في جبال النوبة لا تقل عن 20% .
لكل ما سبق من معطيات نؤكد بأن النية كانت مبيتة للإنفصال لذلك فشلت قيادة الحركة الشعبية في أن تدافع عن حق تقرير المصير للولايتين ويعتقد بأن تيار الإنفصاليين كان أقوي من تيار الوحدويون.
والسؤال المهم هنا هو الإفتراض أن الدكتور قرنق كان صادقا في برنامجه لتحقيق السودان الجديد الذي عمل له وإستقطب كل الهامش من أجل تقديم النموذج المطروح في رؤية وبرنامج السودان الجديد فهل قيادات الحركة الشعبية الحالية تستطيع إستكمال ما طرحه قرنق من برنامج ورؤية لتقديم النموذج الذي قاتلوا وقدموا التضحيات الكبيرة من أجله ؟ أم أنهم سقطوا في أول أمتحان مكشوف بعد رحيل قائدهم !! من الواضح أخي القارئ أن قيادة الحركة الشعبية الأم قبل المفاصلة كانت قد إرتكبت خطئا جسيما عندما كلفت القيادة الحالية للحركة الشعبية شمال لترتيب وتنظيم أمور الحركة الشعبية إنطلاقا من المكتب السياسي أذ كان يفترض أن يتم ذلك التكليف من مجلس التحريرالقومي وبعد مشاورات كثيفة إذا تعذر أقامة المؤتمر العام لتقرر أنفصال الجنوب وتحديد العلاقة بين ما تبقى من الهامش في السودان والدولة التي ولدت بعد مخاض عسير خاصة جبال النوبة الذي كان يشكل أبناؤها العمود الفقري للحركة الشعبية والجيش الشعبي في آن واحد ... ونؤكد بأن إتخاذ مثل هذه القرارات السياسية الحاسمة والتي تحدد مستقبل شعوب باسرها يحتاج إلى مستوى كبير من المؤسسات المعنية بأمر ثورة التحرير حتى لا يتم الإقصاءات التي ندفع ثمنها الآن ونؤكد بأن قرار المكتب السياسي بتكليف القيادة الثلاثية الحالية صاحبه التسرع المرتبط ربما بالمصالح التي تجمع من تم تكليفهم بالمكلفين، لذلك إختلت الموازين وإختلط الحابل بالنابل وتاه على إثر هذا القرار كل السياسيين والإستراتيجيين والنخب السياسية وكبار الضباط الذين أفنوا زهرة شبابهم في الأحراش والأدغال خاصة من بقوا أحياء وبقت لهم لقمة في الحياة ليروا العجب والعجاب من دكتاتورية عقار وإستبداد الحلو وتسلط عرمان الذين تفننوا في ترقية الضباط خاصة من يخدمهم وينفذوا أوامرهم ليسودوا ويستبدوا ويقصوا كبار الضباط والسياسيين هكذا تاه أبناء جبال النوبة الأوائل والمؤسسين للحركة في جبال النوبة مع الراحل يوسف كوه مكي ناهيك عن القيادات السياسية والأكاديميين والنخب والإستراتيجية على مستوى الحركة الشعبية التي يفترض أن يكونوا من طليعة القيادة السياسية التي تقرر في شأن مستقبلهم السياسي ومستقبل شعوبهم والأجيال القادمة بعد هذا الكم الهائل من التضحيات التي قدمت من أجل الحرية والعيش الكريم.
نعم أخي القارئ للسلطة سلبياتها وإيجابياتها ومن أسوأ سلبياتها هي أنها تعمي بصيرة القائد فلا يرى إلا نفسه ولا يستمع إلا لمن يرضية ويخدم مصالحه، وللمزيد من التنازلات يغري القائد أتباعه بالماديات أو الترقات التي يسيل لها اللعاب ليخلصوا له لدرجة الإنبطاح .. وهكذا ينتهي دور القائد الذي يحمل قضايا وهموم شعبه فينجرف وراء مصالحه ويعلن الحرب ضد الأوفياء من زملائه فقط لأنهم يقدموا له النصح... ليبعد من يشاء ويفصل من يشاء وقد يصل الأمر إلى السجون لرفقاء دربه بل يمتد أحيانا إلى القتل والتصفية من الوجود والتخلص من المقربين المخلصين لهم وما حدث ويحدث الآن في الحركة الشعبية شمال لا يقل عما نسوقه هنا والشاهد يرى إلغاء القوانين وحل المؤسسات المنتخبة والفصل الجماعي والإقصاءات كلها كانت دلائل تؤكد ما نكتبه وإلا فأين ياسر جعفر الذي كان في مقدمة وفد التفاوض وبازرعة وعبدالباقي مختار الذي يعتبر من الكوادر والمفكرين الشباب بل أين وليد حامد الذراع الأيمن ليوسف كوه ومدير مكتب الحاكم بكينيا والمقربين من الحلو وما خفي أعظم فلماذا كل هذا أيها الرفاق ؟ لماذا تدفعون حتى المقربين من الرفاق دفعا للإبتعاد عن البرنامج والمشروع وعنكم، لماذا أبعدتم الدكتور أبكر آدم إسماعيل المفكر الإستراتيجي وصاحب نظرية جدلية المركز والهامش الذي تسوقونه في مشروع السودان الجديد، أنتم قيادات بلا شك لذلك نحترمكم وسنحترمكم متى ما إلتقينا ولكن لن نجاملكم في الأخطاء والتدمير الذي أحدثتموه في البرنامج والقضية التي حملنا من أجلها السلاح ... لأنكم أنتم من يفترض أن تقوموا بجمع الكوادر وترتيب الأمور وتنظيم الحركة الشعبية كمؤسسة سياسية عريقة .. لا أن تقوموا بتفكيكها فلما كل هذا؟ أيها القادة عليكم أن تجلسوا مع أنفسكم لتتذكروا لحظات الصفاء والتفكير العميق مع رفاق لكم لتجتازوا العقبات ،عليكم أن تتذكروا لحظات الحروب المهلكة وتتذكروا من كان معكم ومن أستشهد منهم ومن بقي وعلى قيد الحياة، علاما تم إبعادهم وإقصاءهم عليكم أن تلتفتوا لتروا من حولكم وتتذكروا من كان من حولكم وتسألوا أنفسكم أين رفاقنا الذي كنا نتهامس معهم؟ أين من كنا نتفاكر ونتجادل لنصل إلى الحلول للتحديات والعقد المستعصية؟ .. ... نقول هذا وإذا بالأستاذ الجامعي الدكتور شمسون يطل على منابر التفاوض بأديس أبابا قادما من الخرطوم لا ندري كان ذلك بدعوة من المؤتمر الوطني أم من الأمين العام المكلف للحركة الشعبية شمال الرفيق ياسر سعيد عرمان ليقف ضد أخية الفريق إسماعيل خميس جلاب الذي إستطاع أن يكسر الجدار والحاجز الذي بناه عرمان ومجموعته ضد من تم إقصاءهم من القيادات التي دفعت وما زالت تدفع ثمن النضال يريد أن يحرمهم حتى من التعبير عن قضاياهم التي خرجوا من أجلها كما تفعل حكومة المؤتمر الوطني بقوانينها المقيدة للحريات .. هذا الدكتور ذهب إلى الوسيط الأفريقي فقط ليشوش جلاب قائلا لامبيكي بأن هذا الجلاب لا تأثير له بل لا قواعد له في جبال النوبة هذا فقط ليضعف دوره ووجوده في منبر التفاوض وأمثاله كثر من الإنتهازيين السياسيين في الحركة الشعبية شمال .. ليتهم واجهوا 10% فقط مما عاناه تلفون كوكو وإسماعيل جلاب ويوسف كره ورمضان حسن وأحمد بلقه وحتى القائد دانيال كودي ورأوا التضحيات التي قدموه في سبيل النضال من أجل شعب جبال النوبة والهامش السوداني في أحراش الجبال والجنوب .. شرق السودان وغربه بالله عليك يا دكتور بماذا وعدك الأمين العام المكلف الرفيق ياسر سعيد عرمان حتي غاب تفكيرك وسدت بصيرتك ليسيل لعابك إلى هذه الدرجة، حقيقة نتأسف للكتابة عنك وعن غيرك بهذا الأسلوب لكن لابد من ذلك حتى لا يقع غيرك في فخ الاخطاء الكبيرة وينزلق ليختلط عليه الألوان ... لقد أختلطت الأمور حتي للرفيق القائد جقود مكوار مراده الذي أصبح كالعين الذي يريد أن يعلو الحاجب مع قياداته جلاب وتلفون ودانيال والآن تمت ترقيته ليكون أعلى وأقدم منهم كل هذه الإغراءات يسيل لها اللعاب ويتلهف المرء لينال شرفه خاصة إذا غاب تفكيره .. وعلينا أن لا ننسى مذكرة التفاهم التي وقعها الرفيق القائد جقود مع موسي هلال مجرم الحرب وقائد مليشيات قوات الدعم السريع وأحد مناصري البشير في الإنتخابات الأخيرة المزورة كل ذلك كان بإستدراج من الأمين العام ياسر عرمان نأمل أن تنتبه أيها الرفيق فأنت قائد تعرفك الأحراش بل تعرفك الرجال عندما يحتدم الوغى .. وكان يجب أن تكون مع تفلون وجلاب ومن خلفكم رمضان حسن وبلقه وعمار أمون وسليمان جبونه ود. عبدالله تيه الذين تم إبعادهم من عملية التفاوض عمدا فقط لأراءهم التي تعكس جديتهم وإصرارهم لإنتزاع حقوق شعبهم فياسر عرمان الذي تروجون لتأييده ودعمه في جبال النوبة هو من يجب أن يجري ويلهث وراءكم وليس العكس يا رفيق فوالله لو كنت أنت رئيس وفد الحركة الشعبية للمفاوضات لما ذهب جلاب ولا حتى كانت هناك إحتجاجات من كل قواعد الحركة الشعبية وأهلك النوبة لقد رفضنا الفوضى وتسويف الأمور لذلك ركبنا الصعاب حتى يعلم الآخرون بأننا ماضون في الطرق الشائكة رغم وعورتها طالما حملنا السلاح وقطعنا العهد على أنفسنا بأن لا نعود إلا وحقوق أهلنا معنا ودونها فلتذهب أرواحنا.
أخي القارئ الكريم إن الحكم الذاتي الذي تحدث عنه عرمان في الإعلام كوسيلة ضغط لإرغام حكومة المؤتمر الوطني وإجبارها لتقبل بالحل الشامل في المفاوضات .. كانت مناورة رخيصة منه ولا نسمح بعد الآن بدوره في التفاوض وطريقته والتكليف الذي وجده من قيادة الحركة الشعبية ليس بالتفويض ومن غير المقبول أن يستمر هذا التكليف لأكثر من خمس سنوات لولا الفوضي والإنتهازية التي تعيشها مؤسسات الحركة الشعبية شمال إن وجدت !! . لكل ما سبق يجب أن يفهم أبنائنا هذه الحقائق لنعمل معا في مواجهة الواقع المرير بحرص وجدية حتى أبنائنا في الاحزاب السياسية الاخرى بما في ذلك المؤتمر الوطني عليهم أن يفهموا الواقع الحقيقي لقضيتنا لكي نتفق في رؤيتنا نحو القضايا المصيرية التي نقاتل من أجلها ويجب أن يفهم من يعتقد بأن النوبة ما زالوا جهله ومغيبين كما كانوا في السابق ليتم قيادتهم كالأنعام نقول لهم بأن الزمن قد تغير وتغير معه فهم وتفكير أبناء جبال النوبة سياسيا وإستراتيجيا لأنهم في السابق لم يفكروا في الدستور ومعاني سيادة حكم القانون بل لم يفكروا في معاني السلطة والثروة والقيادة .. نؤكد بأن فهم وعقلية النوبة قد تغير وعرفوا كل ذلك لأنهم مروا بفترات كثيرة من المعاناة كغيرهم في الهامش السوداني بل هم من أكثر الشعوب عرضة للمآسي التي لا توصف ومن يعاني يبدع في التفكير والعمل من أجل التغيير لذلك نعد شعبنا الصبور بان التغيير قادم بلا شك ...ولاننا الواطين للجمرة لن نسمح لأحد أي كان أن يعبر عننا ويطالب بحقوقنا في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ النضال لذلك نؤكد بأن أبناء جبال النوبة والمخلصين من الهامش السوداني سيتدافعوا من كل أنحاء العالم للمشاركة في الجولات القادمة سياسيا وإستراتيجيا ونحن من سنحدد ما نريده ليس ياسر عرمان أو غيره ونؤكد في ذات الوقت بأن الجيش الشعبي هو الضمانة الوحيدة لتنفيذ أي إتفاق قادم مع المؤتمر الوطني فليعلم أبناؤنا في الجيش الشعبي بأن الإستيعاب ونزع السلام سيكون عواقبه وخيمة كما نؤكد بأن البرنامج الإعلامي والتعبئه القوية في أجهزة حكومة المؤتمرالوطني الإعلامية للسلام ما هي إلا خدعة لإستغفالنا من واجبنا تجاه حقوقنا حتى يندفع من لا حس له وراء الأحلام الوردية والأتفاقيات التي تتم تحت الترابيز فلا مجال لذلك، والإلتفاف حول قضيتنا هو الخلاص الوحيد لشعب لهبت ثوريته طيلة العقود الثلاثة الماضية فلتصحي الضمائر التي ماتت ولتنهض همم المخلصين .
النضال مستمر والنصر أكيد
0 comments:
إرسال تعليق