أحداث القطينة وخطر دولة المليشيات

بقلم عثمان نواي 

في اليومين الماضيين نشبت في منطقة القطينة أحداث عنف واعتداءات على المواطنين من قبل مجموعة من الملثمين ترتدي زي عسكري، وذلك أن القطينة بها معسكر كبير للجيش والشرطة العسكرية، ولكن حسب المواطنين فإن المعسكر آلان به مجموعات مختلفة من المجاهدين والمليشيات من الملثمين من قوات ما يسمى بحميدتي. وفي ظل فوضى النظام السوداني المعتمد على السلاح والمحتمي بالمليشيات والمرتزقة، أصبح من الصعب التفريق بين المليشيات وبعضها ، واصبح اللبس العسكري هو وسيلة وشعار للنهب والسلب وفرض الفساد بالقوة. وأصبح أيضا شعارا للأسف للتحرش بالنساء وإثارة الرعب في المناطق الآمنة من المدن والقرى في كل السودان. 
ان هذه الدولة المرعوبة التي لا تتوانى عن تسليح كل قادر على حمل السلاح، وعلى تجنيد كل مرتزق من أجل حمايتها وشن حروبها، تخاطر بحياة المواطنين وتوقع السودان في فخ المليشيات المسلحة والتي نرى نتيجتها ليس فقط دارفور ولكنها ايضا هي المدخل للدمار الكامل في البلاد كما هو الحال في ليبيا الأن و في الصومال سابقا. فالمليشيات المتعددة لا تعني سوى الفوضي العارمة وعدم قدرة الدولة على السيطرة على مخاوفها من اقتلاع النظام الحاكم. ولا يشكل المزيد من تقوية امثال حميدتي، الا المزيد من هذه الأحداث، والتى تكررت قبل فترة في عدة مناطق في الخرطوم وفي كل الولايات التي تمركزت فيها المليشيات أو حتى مرت منها.
ان النظام يقوم بعملية التسليح والعسكرة الفوضوية هذه وهو يعلم جيدا انه يجر البلاد إلى دائرة من العنف على مستوى المدن والإرياف في كل السودان في حال انهار النظام، والذي يقوم بدفع مرتبات هؤلاء المرتزقة. وإذا كانت الحكومة الان تدفع لهم وهم ينهبون ويضربون الناس، ويعيثون في الأرض فسادا فماذا سيفعلون إذا ما عجز النظام عن الدفع و هذا سيناريو قريب جدا مع استمرار التردي الاقتصادي. إذن هذا النظام لا يبالي بهذه البلاد أو بشعبها ، فهو يسعى فقط لتأمين نفسه بأي وسيلة، وهو يفخخ السودان بهذه المليشيات والمرتزقة حتى يشعلوا الحريق في البلاد بعد وأثناء انهيار النظام. فهم يريدونها اما نحن أو الطوفان. وهذا النظام يحمل داخله مقومات انهياره في اي لحظة وستكون هذه المليشيات المسلحة المزروعة في كل مناطق السودان وأفرادها المسلحين هم الخطر الحقيقي الذي سيشعل الفوضى في البلاد، فهم كما تشير أحداث القطينة وغيرها، لايمكن السيطرة عليهم وليس لديهم قيادة قادرة على إيقافهم وان وجدت فهي قيادة ستقودهم بنفسها إلى ارتكاب جرائم بلا حدود أو عقاب. والشعب سيدفع الثمن. لذا فإن أبعاد معسكرات تلك المليشيات والمطالبة بتفكيكها يجب أن يكون أحد أهم المطالب السياسية لكل القوى المعارضة للنظام والقيادات الشعبية والأهلية لأن خطر هؤلاء على أمن البلاد أصبح خطرا يهدد أمن المواطنين وحياتهم. ويجب وقف تجنيد هذه المليشيات التي تنهب الشعب من جانب والحكومة من الجانب الآخر، قبل أن نصل إلى مرحلة الانفجار الكامل الذي لن يكون من بعده مخرج
Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق