عثمان نواي
الانتخابات الأمريكية هذا العام لا يمكن
فصلها عن ما يجري في الدول الغربية بشكل عام من عودة لموجة الشعوبية والارتداد إلى
القومية المغلقة. فالأزمة الاقتصادية في 2008 خلقت تداعيات اقتصادية كانت عصيبة
على الطبقات الوسطي في دول أوروبا وفي أمريكا، وأنهت فترة من الرخاء والأمل في
الازدهار بدأت في التسعينات، ومع الضغوط الاقتصادية وزيادة البطالة ازداد الغضب
لدى الطبقات الوسطي والفقيرة نوعا وزاد الشعور بالمنافسة من قبل المهاجرين أو حتى
الدول الأخرى مثل الصين وغيرها من الدول التي هربت
إليها وظائف الطبقات العاملة. وبالنتيجة كانت هذه الفرصة هي المدخل لاستثمار الغضب
الكامن من الإحباط والتدني الاقتصادي، حيث قامت الأحزاب اليمينية المتطرفة
والنازية حتى بتصوير الآخرين بشكل عام كاعداء، وبأن الشعوب عليها الانغلاق على
نفسها لحماية نفسها من العدو الخارجي سواءا كان من المهاجرين أو حتى الشعوب الأخرى
التي قد تشكل تهديدا. هذه الظاهرة كانت مفاجئة للجميع مع اختيار الإنجليز للخروج
من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي شكل صدمة حتي لدى الأحزاب المتطرفة التي دعت
للخروج، وهذه النزعة هي نفسها التي تحكم الان هذا الدعم الغير مسبوق لمرشح مثل
ترمب.
فالناس مصابون بالملل من السياسيين التقليديين ويبحثون عن التغيير وعن من يشبههم ويتحدث بلغة يفهمونها ويخاطب مخاوفهم المزروعة والمضخمة بعناية من الأجهزة الإعلامية التي تخدم مصالح القوميين والشعوبيين. وما يحدث الان في الحقيقة هو أمر شديد الخطورة، وشبيه بما حدث في بدايات القرن العشرين عند صعود النازية والأحزاب الفاشية في أوروبا، حيث كان ذلك أيضا عقب الكساد الكبير في العشرينات. ولكن أمريكا التي تنجو دوما بتنوعها من هذا القدر من التعصب من المؤكد أنها لن تنتخب ترمب، لكن لازالت الأرقام التي تظهر مقدار الدعم القوى له تشكل قلقا من نمو هذا الاتجاه المتعصب. ولهذا فإن هذه الانتخابات الأمريكية ستكون حاسمة للغاية من نواحي عالمية ومحلية في أمريكا. الأهم الان هو أن الخطر من اتباع ترمب لن يتوقف خاصة إذا ما فشلت هيلاري في إرساء دعائم اقتصاد قوي، لأن القوى الداعمة لترمب لن تتراجع عن دعم هذا الخط الانعزالي والمعادي للآخر. كما أن أي فشل لكلينتون في تحسين أوضاع الطبقة الوسطى والفقيرة الغاضبة وإعادة توجه الحزب الديمقراطي من داعم لقوى المال في وول ستريت إلى دعم الناس، فإن هذه ستكون فترتها الأولى والأخيرة. والمرشح القادم لن يكون بالتأكيد ترمب لكنه سيتبني نفس القضايا بنفس الروح ربما مع تغير اللغة لكن سيظل الجمهوريين المحافظين يضربون على وتر التخويف من الاخر والدفع في اتجاه شعبوي رافض للهجرة واكثر عدائية. لذا هزيمة ترامب لن تعني نهاية الكابوس الذي بدأ في هذه الانتخابات.
فالناس مصابون بالملل من السياسيين التقليديين ويبحثون عن التغيير وعن من يشبههم ويتحدث بلغة يفهمونها ويخاطب مخاوفهم المزروعة والمضخمة بعناية من الأجهزة الإعلامية التي تخدم مصالح القوميين والشعوبيين. وما يحدث الان في الحقيقة هو أمر شديد الخطورة، وشبيه بما حدث في بدايات القرن العشرين عند صعود النازية والأحزاب الفاشية في أوروبا، حيث كان ذلك أيضا عقب الكساد الكبير في العشرينات. ولكن أمريكا التي تنجو دوما بتنوعها من هذا القدر من التعصب من المؤكد أنها لن تنتخب ترمب، لكن لازالت الأرقام التي تظهر مقدار الدعم القوى له تشكل قلقا من نمو هذا الاتجاه المتعصب. ولهذا فإن هذه الانتخابات الأمريكية ستكون حاسمة للغاية من نواحي عالمية ومحلية في أمريكا. الأهم الان هو أن الخطر من اتباع ترمب لن يتوقف خاصة إذا ما فشلت هيلاري في إرساء دعائم اقتصاد قوي، لأن القوى الداعمة لترمب لن تتراجع عن دعم هذا الخط الانعزالي والمعادي للآخر. كما أن أي فشل لكلينتون في تحسين أوضاع الطبقة الوسطى والفقيرة الغاضبة وإعادة توجه الحزب الديمقراطي من داعم لقوى المال في وول ستريت إلى دعم الناس، فإن هذه ستكون فترتها الأولى والأخيرة. والمرشح القادم لن يكون بالتأكيد ترمب لكنه سيتبني نفس القضايا بنفس الروح ربما مع تغير اللغة لكن سيظل الجمهوريين المحافظين يضربون على وتر التخويف من الاخر والدفع في اتجاه شعبوي رافض للهجرة واكثر عدائية. لذا هزيمة ترامب لن تعني نهاية الكابوس الذي بدأ في هذه الانتخابات.
0 comments:
إرسال تعليق