بقلم : تاج السر عثمان
مايجري حاليا من تصاعد للمقاومة ضد نظام البشير والدعوة للعصيان المدني هو نتاج طبيعي لتراكم كمي من معارك يومية خاضتها فئات الشعب السوداني ضد النظام وسياساته في: الغلاء ومصادرة الحريات والحروب المدمرة التي تمتص 70% من الميزانية السنوية، وتشرد الالاف من أراضيهم في المناطق الثلاث، وضد القمع الوحشي للحركات الاحتجاجية ، واعتقال وتعذيب وتشريد الالاف من المعارضين السياسيين والنقابيين، ونهب وبيع الاراضي، وقيام السدود التي تدمر مصالح وثقافة السكان المحليين في الشمالية.
لقد وصلت الازمة في البلاد إلي حد لايطاق بعد تعويم سعر الجنية السوداني والزيادات الخرافية في أسعار الدواء وبقية السلع، واصبحت الحياة لاتطاق تحت ظل هذا النظام، فضلا عن عجز النظام عن الحكم الذي تعمقت التناقضات داخله، وظهر فساده غير المسبوق في البر والبحر والجو. وبالتالي توفرت الظروف الموضوعية لزوال النظام.
كانت " بروفة" العصيان المدني في 27 نوفمبر الماضي خطوة متقدمة ابتدعتها الجماهير في مقاومة النظام ، واوضحت استعدادها العالي للمقاومة، وبالتالي لايجوز التقليل منها، بل يجب تطويرها بكل الاشكال ،والوصول بها حتي نهايتها باسقاط النظام وقيام البديل الديمقراطي.
ورجعت قوي المعارضة إلي السلاح المجرب سلاح العصيان المدني والاضراب السياسي العام الذي كان الاداة للاطاحة بنظام عبود في ثورة اكتوبر 1964م، وبنظام نميري في إنتفاضة مارس- ابريل 1985م.
ولكيما تنجح خطوة العصيان المدني القادمة ، لابد من تكوين لجان المقاومة داخل وخارج البلاد مستندين في ذلك علي سلاح التنظيم والوحدة ، وبروز القيادة الموحدة التي تشمل كل الوان الطيف المعارض والمتضررين من النظام في وحدة متينة، واوسع تحالف من أجل إسقاط النظام عن طريق الاضراب السياسي العام العصيان المدني والانتفاضة الشعبية التي تلقي بالنظام في مزبلة التاريخ.
0 comments:
إرسال تعليق