محمود جودات
القيادة وفقدان التوازن ويا ليتها لم تصدر
بيانها عن العصيان المدني 27/11/2016م لعلمنا المتواضع أن ما حدث من عصيان مدني في
الخرطوم الشهر الماضي تعود اسبابه الرئيسية إلى قوة الحركات المسلحة والحركة الشعبية
والجيش الشعبي لتحرير السودان الذي استطاع ان يستنزف نظام المؤتمر الوطني بشكل مباشر
ومؤثرفي حربه ضد النظام وثورته التي دفع مهرها غاليا بدماء شهدائه وهو الذي اوصل نظام
المؤتمر الوطني إلى هذه الحالة التي هو فيها من التخبط وفقدان التوازن
.
لقد صدمتنا واصبتنا باحباط واننا كمواطن
سوداني من جبال النوبة تعلقت امالنا بالحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان
التي تدافع عن ارواح أهلنا والتي تحمل راية النضال عن كافة شعب السودان على حسب مشروعها
الموروث ( السودان الجديد ) من الحركة الأم إلى التي اصبحت الحركة شمال ويتكون مقاتليها
كجيش شعبي من ابناء جبال النوبة وجنوب النيل الازرق ولأول مرة اشعر بأني اسمع كلاما
غريبا يصدر من راس قيادة الحركة الشعبية لقد خرج بيان الحركة الشعبية في شأن العصيان
المدني لم يلبي طموح جماهيرها التي كانت تترقب ان تسمع بيانا قويا داويا يدفع الملايين
الذين اعتصموا في بيوتهم إلى المزيد من الحماس للثورة ويكون منها خطاب داعم مشهود لما
يجري داخل مدن السودان من حراك جماهيري يشير بوضوح اسقاط النظام وتحقيق الدولة المدنية
ولاسيما الحركة الشعبية هي صاحبة مشروع السودان الجديد الذي يحمل رؤى مختلفة عن توجهات
الاسلاميين وهو ذلك الشعار الذي التف حوله معظم الشعب السوداني المتعطش للحرية والعدالة
.
هناك ثمة خطب غير مفهوم من قبل قيادة الحركة
الشعبية التي تعلم تماما أن العصيان المدني كان ناجحا بكل المقاييس على المستوى الذي
عبر به نسبة من الشعب السوداني عن رفضهم حكومة المؤتمر الوطني الكيزانية ومطالبتهم
النظام بالتنحي ويوجد في بيانها اشارات وكأن قيادة الحركة الشعبية ترسل رسالة للشعب
السوداني عن تنازلها عن الثورة التي ظل مقاتليها يرون الارض بدمائهم من اجلها
.
نسخنا من بيان الحركة الشعبية هذه الاسطر
واللغة الغريبة عن لسان أمين عام الحركة الشعبية والتي قد نحتاج لفهمها ومغزى سرده
في بيان الحركة وعلى لسان أمينها العام .
الإسلاميين:
تربطنا علاقات حوار مع مجموعات مختلفة من
الإسلاميين قديمة وجديدة، ونرحب بمواقف حركة الإصلاح الآن، وبعض تصريحات قادة الشعبي
وتصريحات الأستاذ علي جاويش من الأخوان المسلمين وتصريحات الأخوين الكودة ودكتور الجميعابي،
وندعو كآفة الإسلاميين للعمل على إنهاء معاناة شعبنا، فهذا النظام دمر الحركة الإسلامية
مثلما دمر السودان، والإنحياز للإنتفاضة والإتفاق على أجندة جديدة لمستقبل بلادنا تقوم
على الديمقراطية والمواطنة وتوفير الطعام والسلام لشعبنا هو ما يخدم شبعنا وبلادنا
وإستمرار هذه النظام سيمزق بلادنا.
هذا كلام أمين عام الحركة الشعبية ياسر
سعيد عرمان عن الاسلاميين الذين يعتبرون الحركة الشعبية والمقاتلين فيها كفارا ويعتبرون
شعب جبال النوبة والنيل الازرق كفار وعبدة الديانات الافريقية او حسب ما يصنفهم هولاء
الاسلاميين بل هولاء الجماعات المتطرفة هم نفس النفر من الناس الذين اصدروا فتاوي الجهاد
ضد شعب جبال لنوبة وهم مايزالوا يهللون بالجهاد في جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور
ويدفعون بالمليشيات ومن المجاهدين من أبنائهم لسفك دماء النوبة والفور فهل يعقل ان
يسرد في بيان للحركة ثورية كلام مثل هذا ؟؟ اما يدعوا هذا الكلام للتشكك في نوايا الامين
العام إلى اين نحن ذاهبون؟ وكما لو انه يريد ان يوصل رساله بانه تخلى عن دولة المواطنة
المدنية والتي مات الملايين اجلها ووهو الآن يجنح نحو دولة الاخوان مرة اخرى يمهد لهم
الطريق لينقضوا في السلطة من الباب الخلفي ونسمع منهم هذا كافر وهذا مسيحي ؟؟ اما قامت
هذه الحرب اصلا باسم الدين ؟؟ افيدونا يا ثوار الميدان من الجيش الشعبي اما كنتم تصلون
وبعضكم يحرسكم خوفا من هجمة المجاهدين من حكومة نظام المؤتمر الوطني ؟؟ أما حدثت هجمات
عليكم اثناء افطار رمضان وانتم في امان الله؟؟
لعمري هذه اشارة خطيرة وتراجع اخطر عن مبادي الثورة من اجل القضايا العادلة
لشعب السودان بصفة عامة وشعوب الهامش وجبال النوبة بصفة خاصة .
نحن لم نسمع يوما كلام من هولاء الاخوان
المسلمين او الاصلاح الآن أو كل الذين ورد ذكرهم في بيان السيد ياسر عرمان سوا ان كانو
في السلطة او خارجة أي خطاب او بيان يدافع عن شعوب الهامش ولم نسمع عنهم اي استنكار
او شجب لما يجري لشعب جبال النوبة وهم يعلمون
يقينا أن الحكومة الاسلامية السوداني العنصرية الكيزانية بقيادة عمر البشير زعيم الجماعات
الاسلامية والارهاب العالمي تشن حملة ابادة ضد شعوب النيل الازرق ودارفور وجبال النوبة
ويوميا تريق الدماء وتقوم بالانتهاكات الفظيعة ضد انسان الاقليم وتمنع اعلامها التحدث
عن جرائمه هناك .
من المؤسف ان تفشل قيادة الحركة الشعبية
في حوارها مع النظام في مفاوضات وصلت إلى 15 جولة من أجل التوصل إلى سلام بعد ان تنازلت
تقريبا عن كل شيء لصالح نظام الخرطوم مع ذلك لم يوافق الناظام على تحقيقي سلام بعد
ان تاكد النظام تحقيق اهداف نداء السودان وخارطة الطريق إلى مخرجات الحوار الوطني وكاننا
نشعر بضياع قضية شعب جبال النوبة بين قيادة الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني هذا ما
يلزم ابناء الاقلبم انقذاها من الغرق أوالارتهان لصالح جهة ما أو زيد من الناس
.
واحدة من مشاكل السودانيين التنظيمية هي
القيادة الدكتاتورية المستبدة المستمرة والتي اصبحت دا عضال في شريان العمل التنظيمي
في السودان على رغم من تطور العالم كله نحو الديمقراطيات وتداول السلطة وتغيير دواليب
العمل التنظيمي بالطرق الديمقراطية لأن ذلك ينشط الفكر ويحسن الاداء ويزيل التراكمات
من القضايا العالقة وتتيح الفرص للعقول الشابة لأكتساب الخبرة وضخ الدماء الجديدة في
روح العمل ولكننا مازلنا في السودان كقيادات في تنظيمات سياسية وحتى الثورية منها لا
نقبل بالتغيير حتى الشيخوخة ألا بالثورة علينا حتى الاسقاط الجبري او الانقلابات والحبس
أو الاقصاء والابعاد واحداث انقسامات لذات التنظيمات ومما يؤثر ذلك في أداء التنظيم
ويصبح ضعيفا بفقده الكوادر الفعالة فيه والغريبة كلنا نتحدث عن العدل والديمقراطية
هي اساسا العدل .
قيادة الحركة الشعبية في تناقض نفسها لأنها
تتحدث عن سلبية الاسلام السياسي وما قامت بها حكومة المؤتمر الوطني في توظيف الدين
لمصلحتها والثلة المستفيدة والتي اصبحت كارثة السودان التي احلت به دار البوار كما
أن الاسلام السياسي هو الذي قسم البلاد إلى شمال وجنوب كيف لنا ولماذا نفتح حوار مع
هولاء الذين أمانوا انهم اسوأ بشرية تسعى إلى السلطة باي طريقة للتحكم في رقاب الناس
وسفك الدماء لتبقى في السلطة وكيف لنا أن نؤمن على صداقة تقودنا إلى نفس المربع الاول
الذي فرض علينا حربا شعواء ضده؟؟
لا اعتقد ان اي علاقة بين الحركة الشعبية
وتلك المجموعات الاسلامية كالاصلاح الآن والاخوان المسلمين هي لمصلحة تحرير السودان
من نفس الذهنية العنصرية الجهوية والتعند الطائفي المستشري وسط هذه المجموعات الشيطانية
من الناس وقد يبدو لك نفر او نفرين منهم بخطاب التقوة والورع ولكن ذلك فقط إلى حين
أن يجلس في كرسي السلطان وترى منه مالم تكن تتوقعه .
بيان الحركة الشعبية مخيف ومحزن في نفس
الوقت وهذه لغة غريبة على مسامعنا كشعب جبال النوبة وليس كما يزعم المتاسلمين من أبناء
الوسط والنخب الحاكمة أن شعب النوبة كفرة أو
مسيحيين وعبدة اديان افريقية وكلام من هذا السفه الفكري المقصود لوصم الاخرين واخراجهم
من الانتماء الوطني وليس كلامهم حقا وأنما افتراء فيتخذون الدين ذريعة لتحقيق مآربهم
الخبيثة ولكن لأننا نؤمن بان الدين لله والوطن للجميع ولقد عشنا تجارب الاسلامين وما
زلنا نعاني من فشل الاسلام السياسي في إدارة شئون الناس في الدولة لدرجة القتل والتجويع
وتعذيب المرضى نحن إذ ننقد هذا السرد الذي ورد على لسان امين عام الحركة الشعبية بحسبانه
يتنافي مع مطالبنا ويتناقض مع المبادي التي دفعت الكثيرين من اخوننا إلى حمل السلاح
للدفاع عن ارواحهم التي اهدرت هذه المجموعات المتطرفة دمها، فان الامين العام السيد
ياسر عرمان من حقه ان يجري حوارات مع ابناء عمومته من الاسلاميين في شوئنه الخاصة ولكن
ليس لنا بما يعينه شخصيا أمرا يشغلنا
.
استراتيجية الحركة فيما مضي بقيادة دكتور
جون قرنق كانت مختلفة تمام عن الوضع الراهن عندما كان قائدها يقود العملية السياسية
والعسكرية في آن واحد الرجل له مقدرة في خلق علاقات تكتيكية مع مكونات العمل السياسي
السوداني بمختلف توجهاتهم ليجد ضالته من خلالهم في القيمة المشتركة التي يهدف إليه
وحت انتصر وتوصل لسلام وبدون تافصيل الوضع الراهن يختلف باختلاف الجغرافية السياسية
وتضاريس النزاع بين الفرقاء ومعروف أن المتاسلمين في السودان ( المتطرفين ) هم سبب
شقاء الشعب السوداني وعذاب شعب جبال النوبة فأن التصالح السياسي اي كان نوعه مع هذه
المجموعات المتطرفة محل تامل لمعرفة ابعاد هذا التوجه الضار .
0 comments:
إرسال تعليق