المبعوث الأمريكي وقلب الطاولة على المعارضة

عثمان نواي
كانت تصريحات المبعوث الأمريكي الأخيرة حول أسباب رفع الحصار واضحة ومطابقة للتحليل الذي يرجح كفة النظام ودوره الإقليمي ويجعله حليف مهم. قال المبعوث الأمريكي انهم لكي يحققوا تقدم ويدفعوا النظام لتقديم تنازلات كانوا بحاجة إلى أن يقدموا له دليل على المصداقية وان العقوبات بعد فصل الجنوب أصبحت الورقة الوحيدة التي يضغط بها الأمريكان ولكنها ورقة تعلم النظام أن يلعبها لصالحه، فطالب برفع فعلى للعقوبات قبل أن يقوم النظام بأي تنازلات سواء في ملفات السلام أو الحريات في الداخل أو ملفات الإرهاب وجنوب السودان خارجيا. إذن النظام وضع نفسه محل مساومة مباشرة مقابل هدف معين هو رفع العقوبات. لكن في المقابل فإن الأمريكان كما يقول المبعوث الأمريكي أصبحوا يرون في النظام شريكا ويبدو أن تجربة فصل الجنوب أصبحت مصدر ثقة الأمريكان في أن هذا النظام قادر على فعل كل ما يريد إذا ارتبط بمصلحته، ولأن الأمريكان يحبون الأهداف الواضحة لعقد اي صفقة فإن النظام هو فعلا شريك مثالي للأمريكان لأنه يعرف ما يريد ويعرف ما هو المقابل لما يريد ويساوم عليه بلغة سماسرة وتجار يفهمها الأمريكان البزنس مين جيدا. ولكن هل يا ترى تعلم معارضتنا ما تريده وتعلم ما يريده الأمريكان وهل لديها مهارات المساومة التي يجيدها النظام؟ مع قدوم ترمب تتحول أمريكا إلى دولة تحت سيادة الشركات فعليا وستصبح أكثر رأسمالية من أي وقت مضى كما ان عقلية الإدارة لرجال الأعمال هي التي ستقود بمفهوم الربح والخسارة وعقد الصفقات. والنظام الكيزاني المستعد لبيع اي شي هو شريك مثالي لأمريكا بهذه الشروط، وبالتالي تنقلب الان الطاولة على المعارضة فاللغة لم تعد حول السلام أو الديمقراطية والحريات، بل أصبحت لغة بزنس فهل ستلحق معارضتنا نفسها وتستخدم هذه اللغة ام ان القطار قد فاتها؟


Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق