الأمين العام المكلف والإنحراف عن أهداف الحركة الشعبية..


عبدالغني بريش فيوف
قامت الحركة الشعبية لتحقيق سودان علماني ديمقراطي موحد يحقق نقلة نوعية في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية لصالح جميع الشعوب السودانية لتعيش حياة الكرامة والأمن والسلام والإستقرار. وأكدت في بياناتها ورسائلها التنظيمية المختلفة ، اتباع الكفاح المسلح ، الإنتفاضة الشعبية المحروسة بالسلاح ، الوسائل الدبلوماسية ، وغيرها ، لتحقيق أهدافها تلك.
وبالرغم من انشطار السودان إلى جزءين بإنتهاء الفترة الإنتقالية بحلول عام 2011 في هزيمة كبيرة للسودان الواحد ، كان هناك بصيص من الأمل بأن تقوم الحركة الشعبية شمال باشاعة فكر السودان الجديد والبحث في وسائل تحقيق الأهداف التي نادت بها ، إلآ أن أفعى الطموحات الشخصية على حساب مصالح عليا وأهداف سامية ، حولت فكر السودان الجديد إلى كابوس وسراب ، وأصبح الرفاق في كل مكان يتابعون بدهشة وحزن عميق الإنتهازية التي تقاتل من أجل تمييع وتضييع أهداف الحركة.
بقيام الحرب في جبال النوبة والنيل الأزرق في منتصف عام 2011 ، استبشر جماهير الحركة خيراً بعد ان بدأت الحركة بتكوين تحالف "كاودا" من القوى الثورية المسلحة ، تلته تشكسيل الجبهة الثورية السودانية من أجل بناء سودان جديد معافى من الأمراض التي اقعدته طويلاً، لكن هذه الخطوت الثورية سرعان ما تعثرت بضبابية الرؤية المستقبلية لقيادة الحركة الشعبية والجبهة الثورية ، وتم فرملة الجيش الشعبي من فتح جبهات جديدة ومهاجمة مليشيات المؤتمر الوطني في مواقعها ، واقتصرت مهامه فقط في الدفاع عن مواقعه حتى بات السؤال الذي يتردد على لسان كل فرد من أفراد الجيش الشعبي والجبهة الثورية ..ألم نحمل السلاح لتطهير السودان من قوى البغي والطغيان ..لكن لا جواب على هذا السؤال المصيري وقد مضى على الحرب هناك ست سنوات؟.
نعم -بعد مرور ست سنوات على فك الإرتباط ، ثبت بحكم المؤكد ، لا الظن ، بأن تمييع فكر السودان الجديد يتم تنفيذه وفق خطط معدة مسبقا ومخزونة في ادراج القيادة المكلفة للحركة الشعبية لتطلقها وقت الحاجة عند وجود أو ظهور عوامل مساعدة لإطلاقها ، وابرزها سلوك الحكام في الخرطوم والمفاوضات الكارثية التي تجري منذ صيف عام 2011 ومستمرة حتى اليوم.
لم تستطع قيادة الحركة الشعبية الإجابة على سؤال الرفاق في الجيش الشعبي عن سبب عدم التقدم نحو عقر النظام وكانت الظروف مواتية جدا ، وربما صعوبة الإجابة على هذا السؤال ناتجة عن وضع القيادة المكلفة للحركة الشعبية لشئ ما في نفسها كل الملفات في يد الأمين العام الرفيق ياسر عرمان ليعبث ويستبد بها على النحو التالي:
**دخل في تحالف مع الصادق المهدي تحت مسمى (نداء السودان) والمهدي أصلا يعادي فكر السودان الجديد.
**دخل في حوار مفتوح مع جماعة (سائحون) وهي جماعة دينية متطرفة قاتلت الحركة الشعبية طويلا وتعتبرها حركة معادية للإسلام والمسلمين.
**دخل في تحالف مشبوه مع الجنجويدي موسى هلالي المطلوب لدى الجنائية الدولية بارتكاب جرائم تدخل ضمن اختصاصها.
**اشارة الأمين العام الى علاقة تربط الحركة الشعبية مع مجموعات من الإسلاميين وأن هذه العلاقة ” قديمة وجديدة” وترحيبه بمواقف حركة الإصلاح الآن، وبتصريحات قادة الشعبي ، ودعوته كآفة الإسلاميين للعمل على إنهاء معاناة السودانيين ، والإتفاق على أجندة جديدة لمستقبل السودان.
قراءة ساذجة لهذه التحالفات والتصريحات المشبوهة بين الأمين العام المكلف وقوى السودان القديم ليست عفوية ، بل هي على درجة عالية من التنسيق ، فالحكاية مخطط لها بدقة لتمييع مشروع السودان الجديد ، ويبدو أن الأمين رأى في فكر السودان الجديد عملية نضالية طويلة مملة ، لذلك قرر اختيار اقصر الطرق للذوبان داخل السودان القديم باسم الضرورة البراجماتية لملائمة الوسيلة مع الغاية، دون أي اهتمام او حساب لمصير الأهداف التي قامت من أجلها الحركة ومن ضحوا بحياتهم لتحقيقها ، وحتى دون التفكير بالبحث عن وسائل علاج حكيمة لجمع الصف الحركي والتفكير السليم بمستقبل مشروع السودان الجديد.
وبالفعل اعلاه يكون الأمين العام المكلف قد جعل منطلقه خداع الرفاق وجماهير الحركة بوهم الضرورة والبراغماتية وتغير الظروف المحلية والإقليمية والدولية وووالخ ..وهو الآن مطمئن دون خجل وحرج يحمل تفاصيل برنامجه المسموم على ظهور البغال المغلوبة على أمرها كونها أمـية ومغفلة. وما نلومه هنا هو الصمت المطبق للرفاق. هذا السكوت والصمت حتما ساهم في بعثرة ما تبقى من نقط الوضوح على حروف الحقيقة.
إن أفـــــــعي الطموحات المجنونة القاتلة للأمين العام المكلف تزحف بسمها للسع صحة الخلاص المستقبلي ، فقد وضع الحركة الشعبية بأكملها امام تحديات صعبة ومواقف لا يحسد عليها اذا لم يتلافها الجميع بمواقف قوية وجسورة من الآن ..حركة غنية تم افقارها ..حركة قوية تم اضعافها ..أما آن الأوان لتوحيد الصفوف وانهاء حالة العبثية المفرضة التي تعيشها الحركة؟.
رفيقي العزيز..
أن تكون ثوريا معناه أن تقتل النزوعات السادية والسلطوية في النفس، وأن تكون مدركا لمتاعب الشعب وحرمانه أولا ، وأن تصارع من أجل المحرومين والمضطهدين والمستعبدين ..أما الذين لا يقاتلون إلآ من وراء الجدران، ويحسبون كل صيحة عليهم، ولا يجيدون إلآ الطعن من الخلف، يحيكون المؤامرات وينصبون الفخاخ ويجيدون نسج الأحابيل التي هي أوهى من بيت العنكبوت ، فلا يمكن اعتبارهم ثوريين بل أعداء النضال والخلاص المستقبلي.
تحكمت الفردية في عمل الحركة الشعبية وهذه الحالة أوجدت أرضية خصبه للكسب والتكسب وتجارة مربحة لبعض "الرفاق" على حساب القضية الأساسية ، ويجب ان تنتهي فوراً لأن مثل هؤلاء النفر المتكسبين يشكلون عائقا حقيقا أمام كل جهد يُبذل لتقوية الجبهة الداخلية وترتيب البيت الحركي للإنتقال إلى العمل المؤسسي المنظم لتحقيق الأهداف التي حُمل من أجلها السلاح.
آن الأوان أن تفسح الطريق لشباب الحركة المثقف المتعلم الصامد المناضل المرابط في ساحات الشرف والنضال لكي يقود نفسه بنفسه وأن يتحمل مسؤوليته التاريخية لقيادة وتأمين مسيرة الثورة نحو الحرية وهو يحمل السلاح على كتفه ، ومستعد للتحرك لتحرير أرض السودان من براثن السودان القديم ، لكنه الآن في زنزانة تآمر الحسابات السياسية الخاطئة التي وضعت جسد الحقيقة المثخن بالجراح على رفوف الانتظار.
إن سياسة التلميع والتطبيل والتصفيق للقيادة المكلفة ينبغي لها ان تنتهي وبالسرعة لأننا نريد حركة شعبية تخدم قضية كل السودانيين والمنطقتين على وجه الخصوص ، ونريد في نفس الوقت قيادات تخدم الحركة الشعبية لا حركة شعبية لخدمة تلك القيادات
Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق