أعلن عالم الآثار
السويسري، شارل بوني، عن اكتشافات أثرية جديدة في السودان قد تغيّر فهمنا للتاريخ
. وهي عبارة عن معابد مستديرة، قائلاً إنها ليست لها علاقة بمصر ولا يوجد لها أي
مثيل مشابه في العالم .
وقال بوني الذي يعد الأب
الروحي للاكتشافات الأثرية في السودان، حيث ظل ينقب لفترة 53 عاماً في برنامج
“الحد الأدنى” الذي بثته “الشروق” ليل السبت، إن هذه الاكتشافات تمت خلال شتاء هذا
العام في منطقة “كرمة” شمالي البلاد .
وأكد أن هذه المعابد
مختلفة تماماً وليس لها مثيل في تلك الفترة في كل الدنيا، ولا يزال تاريخها يكتنفه
الغموض” .
وأضاف قائلاً “ما اكتشفناه
تحديداً في “دوكي قيل” بكرمة كان عبارة عن مبان لمعابد ذات شكل هندسي مستدير، وأحد
هذه المعابد كان مليئاً بالرمال الناصعة وبداخله وجدنا آثار حفرتين وركائز حولهما” .
وكشف بوني عن أن لديه خطة
لتجسيد فكرة هذا المعبد على الخشب لأنه آخر معبد يُكتشف لفترة حضارة نبتة أو ما
قبلها” .
وأوضح بوني أن كل هذه
المعابد بنيت من الطين ولا يمكن فهمها بسهولة، لأنه لا نزال نبحث في جزء من المعبد
ولم ينتهِ بحثنا حتى الآن” .
وتابع بالقول “وجدنا
سلالم ومدارج بأشكال هندسية مختلفة وأبراج مستديرة معقّدة جداً وهذا يعني أنها
كلها حضارات تريد الاكتشاف، وبالطبع لا أستطيع القيام بذلك لوحدي لأنني رجل كبير
السن، لذلك أحتاج للمساعدة من الجميع ومن زملائي الباحثين” .
وشدّد بوني على أن تاريخ
وماضي السودان يثير الإعجاب، ويجب أن يفخر كل السودانيين بإرثهم الوطني الكبير” .
وأشار إلى أنه اكتشف في
منطقة كرمة أيضاً أنها كانت مدينة منظمة ومرتبة، وبها منازل ذات أشكال هندسية
مربعة وبها مؤسسات مثل دور العبادة وأماكن معالجة أمراض الملوك”، وقال إن تصميم كل
المعابد كان مختلفاً تماماً عن المعابد المصرية القديمة .
وقال عالم الآثار
السويسري، إنه اكتشف في كرمة حفرة فيها 40 قطعة من نحت القرانيت منها تماثيل مكتوب
عليها أسماء الفراعنة من ملوك نبتة، ووجدنا ذهباً كثيراً وقطع أحجار كريمة كثيرة
من اللازورد وكان ذلك اكتشافاً كبيراً .
وأشار بوني إلى أن هذه
الاكتشافات أكدت أن السودان هو الذي قام بحكم مصر في تلك الفترة، وهي فترة حكم
الأسرة الـ25 من ملوك النوبة .
ولفت إلى أن أبرز المظاهر
في تلك الفترة هي أن النوبيين كانوا جنوداً أقوياء ومقاتلين مهرة .
وقال بوني إن الحضارة
السودانية القديمة تتميز بالثراء والغنى التاريخي ولديها دور لتلعبه في المستقبل،
معتبراً أن التراث السوداني غني وتراث يمثل إرثاً عالمياً وملكاً لكل العالم .
(المصدر الشروق).
0 comments:
إرسال تعليق