محمود جودات
موضوع العنوان هو لأن تليفزيون السودان
يعمل وعلى وفق موجهات النظام العنصري على اظاهر صورة الانسان السوداني المستعرب ذو
البشرة الفاتحة اللون على حساب السواد الاعظم من السودانيين فيرى العالم الصورة المزيفة
ويصدقها بأنها تمثل السودان وبالتاكيد إذا رجعنا للصورة الحقيقية لما يجب ان يرى العالم
فيها السودان نجد ان التليفزيون السوداني في كافة قنواته لا يمثل مكونات الشعب السوداني
من اثنيات وثقاقات وألوان بسبب هيمنة الاقلية الموجهة بالعنصرية على أجهزة نشر الصورة
وهذا جزء اصيل في عملية التهميش الممنهج وعليك أن تقيس على ذلك قيادة الحركة الشعبية
في قمة الهرم والجيش الشعبي المقاتل وجماهير شعب جبال النوبة .
اخوتي عذرا النوبة شعب وليسوا قبيلة كما
يتصوره البعض ويظن ان مجرد قبيلة تحارب الأمر ليس كذلك النوبة شعب ولكن عملت الاحداث
وخصوصا فترة الاستعمار الانجليزي على حجبه خارج دائرة الضوء وجعل اقليمه منطقة مقفولة
بالكامل وعم الظلام الدامس كل الاقليم وأثر ذلك سلبا بوجود التخلف وعدم التعليم فيما
تمتعت المجتمعات المستعربة من السودانيين والدخيلة بالتعليم وبعد ذهاب الاستعمار تم
توريث هولاء المستعربين الدولة السودانية بحسبانهم مواطنين يوكل لهم مهمة إدارة الدولة
بشكلها التي تركها الانجليز عليها ولكن للأسف لم تصدق هذه المجتعات بما حصلت عليه من
فرصة وعملت بكل جهدها على اقصاء الاخر وركزت بشكل اساسي على النوبة استخداما لمصالحها
وتدميرا لذات الإنسان وابقائهم في جهلهم بعملية صدهم عن التقدم حتى في الرتب العسكرية
والوظائف المدنية للذين سمحت لهم ظروفهم بالتعليم هذا الامر جعل النوبة متأخرين عن
المجتمعات السودانية وظل يناضل من اجل العدالة والمساواة التي لن تتحقق إلا باستمرار
نضاله إلى اخر رمق من عمره واصبح له خيارين لا ثالث لهم الخيار الاول : ينفصل باي صورة
من صور تحقيق الذات وينعم بحياته في بلده ويعكف
على بناء بلده وتطويره إنسانه وهو لاشك قادر لأنه شعب يتمتع بالمقدرات المنظمة لحياة
الانسان ولقد عاش عليها منذ فترة طويلة الخيار الثاني: يتحد ويقاوم عوامل تقسيمه وتشتيت
جهوده ليرتقي بنفسه تحديا الجهات التي لا تريد له الخير ويكون له مشاركة قوية في إدارة
الدولة السودانية الموحدة بكل مكوناتها .
الغرض من هذه المقدمة هو امرين : الامر
الاول : تحميل المسئولية للنخبة من المستعربين الذين تعاقبوا على حكم السودان بعد ذهاب
الاستعمار حيث انهم منذ الوهلة الاولى ربطوا عملية بناء الدولة بمصير الهوية العروبية
نظرا لوجود بعض العناصر العربية آنذاك في دواوين الدولة منهم المصريين والشوام واليمنيين
وغيرهم أي انهم استمعوا لصوت الشيطان العنصري الذي استمر في عقولهم حتى الآن
.
الأمر الثاني : الاشارة إلى استمرار ثورة شعب جبال النوبة عبر تاريخ
السودان الحديث مما يدل إلى عزيمته واصراره ولم يوقف ثورته ابدا في يوما من الأيام
وظل يبحث عن سبل تحقيق طموحاته بكل قوة وفي هذه المرة شعر شعب النوبة ان ثورته سرقت
وقد تكون اخر ثورة بهذه القوة يتم وئدها من
قبل اعداه وذلك إذا لم يتدارك النوبة وضعهم المنظور وبسرعة يتم تلافي الاخطار.
ومنذ اندلاع الحرب في 6/6/2011م في ثورة
ابناء شعب جبال النوبة قوية ومتماسكة من اجل العدالة والحرية والحقوق التي ظلوا يطالبوا
بها منذ عقود من عمر السودان ومع مرور الزمن جرت تحت الجسر مياه نتنة وانتن ما فيها
كانت تلك المبادرات التي قادها التنظيمات السياسية والمدنية من الفجر الجديد لنداء
السودان ثم خارطة الطريق المسدود وكنا دائما نمعن التفكير فيها وبما يجرى في فلكها
ونرى فيها من المخاوف والاخطار المحدقة بثورة
شعب جبال النوبة حسب فهمنا المتواضع لبعض الامور ولأننا ظللنا نرصد تحركات بعض الوجهاء
والسياسين من قيادات الاحزاب السياسية وعلى رأسهم الصادق المهدي الذي خان الشعب وسلم
السلطة للكيزان لكي بنفيذ المشورع العنصري الذي بداءه في ايامه الاولى من توليه للسلطة
هو ووزير دفاعه فضل الله برمة الذي قام بتوزيع السلاح وتأليب القبائل العربية وحشدها
ضد المواطنين الافارقة في غرب السودان وأهم جرئمها مذبحة الضعين التي لم تنسي من بشاعتها
.
ومنذ أن بدأ الحراك السياسي لمجمواعات ما
يسمى بالعارضة السودانية ظللنا نراقب وينتابنا الشك في نواياها ومقاصدها الغير معلنة
في أنها تسعى إلى تفكيك منظومة الحركات المسلحة ولقد اثبتت الايام بان مخاوفنا كانت
في محلها حيث استطاعت تلك المجموعات وبقيادة الاب الراعي لنظام المؤتمر الوطني السيد
الصادق المهدي بتفكيك اقوى تحالف ثوري مسلح ( الجبهة الثورية ) الذي سبب الرعب للنظام
وكاد ان يصل الخرطوم بقوته العسكرية لولا وجود بعض المتامرين الذين لهم اجندة خفية
تهدف إلى عدم انهاء معاناة الشعب السوداني، لقد اوقفوا الزحف الجارف إلى الخرطوم بعد
ان اجتاحت قوة من الجبهة الثورية مدينة أم
روابة ثاني اكبر مدن شمال كردفان بعد الابيض في يوم السبت 27 ابريل 2013م وهذه كانت
خطوة موفقة في طريق اسقاط النظام الذي كان ينادي به كافة الشرفاء من السودانيين وعلى
رأسهم قيادة الحركة الشعبية التي هي تمثل القيادة العسكرية للجبهة الثورية ومن هنا
بدأ الانكسار وانحسرت حناجر قيادات الحركة الشعبية التي كانت تعلو باسقاط النظام إلى
العدم واختفاء كل الشعرات الثورية التي كانت تلهب الشعب السوداني والتسجيلات متوفرة
في وسائط التواصل واليو تيوب صوت وصورة.
اما قصة سرقة ثورة شعب جبال النوبة فنمثلها
بقصة قرأنها من كتاب كليلة ودمنه لعبد الله ابن المقفع مترجمة من الادب الهندي للفليسوف
الهندي بيدبا تقول القصة (عندما كان رجل يرقد في بيته في الليل لمح لصا يطل براسه من
اعلى سور البيت ليتفحص أن كان اهل البيت نائمون ليقفذ إلى حرم البيت ويسرق ما يجده
من ملابس واغراض ولكن الرجل صاخب اليت شاهد الحرامي يطل ولم يتحرك وعمل نايم وقال في
نفسه اتركه حتى اراه يحاول ان يقفذ من فوق السور ثم اهجم عليه وامسكه وبعد ثواني راء
الحرامي يجلس فوق السور صاحب البيت ظل راقدا لم يتحرك وقال في نفسه ايضا اترك الحرامي
حتى يفقذ من السور إلى داخل البيت ثم انهض واهجم عليها ثم بعد ثوان شاهد الحرامي قد
قفذ ووقف داخل البيت ولكن تغلب النوم على صاحب البيت فنام ودخل الحرامي وخم البيت كله وذهب بسلام بدون
اذى وصاحبنا ظل يشخر طول الليل حتى الصباح ) انتهت القصة لكن تخيل إذا حدث لك ذلك ولن
تجد حذاء او هندام تلبسه ماذا ستفعل ؟؟
في مترادفات اللغة هناك فرق بين الأمن والامأن
فان الامن لن يكتمل إلا بوجود الامان لأن الامان هو الحرص الذي يؤكد استتباب الأمن
لذلك يصبح حريا على الإنسان الحرص والمحافظة على حقوقه وعدم التفريط فيها كما أن هناك
فرق بين الغفلة والتغافل الغفلة هي قطع سيف لحدث يحدث فجاة دون توقع اما التغافل هي
حالة صاحبنا الذي ظل يسوف ويمني نفسه بالقبض على الحرامي دون ان يتحرك فغلبه النوم
وضاعت عليه الفرصة ولم يعد صراخه ينفع بعد ذهاب السارق واقد اخد كل.
وفي هذه الايام يلف الضباب الكثيف نضال
شعب جبال النوبة ويغطي السماء والحيرة تذهل العقول عن غموض مسيرة نضالهم التي اختلت
خطاها وبشهادة معظم المراقبين لثورة شعب اهدر
فيها دماء ابناء النوبة في كل أراضي السودان ولكن بعد انهاء الصادق المهدي مهمته في
تفكيك مجموعة المعارضة السياسية والمسلحة والعودة إلى الخرطوم وبجثمان المرحوم من باريس
إلى الخرطوم ليواري الثرى في ظروف غامضة حتى الان لم يعرف من هم الورثة وكيف ستوزع
التركة والموروث الأخر حي ( نظام المؤتمر الوطني ) وكما نعلم بطبيعة الحال السودانية
أن الابناء غير متكافئون في تقاسم الميراث او التركة المتفق عليها سرا لذلك كانت مهمة الصادق المهدي في غاية السرية وهناك
مجموعة من لأسئلة المطروحة التي تدور في عقول الناس التي انتظرت سنين طويلة تحلم بان
تعيش في حضن وطن تحبه وطن هو ملك لهم مخصص لهم ارضا وسماء وطن خلقهم الله فيه لأنهم
لا يعلمون بأنهم اتوا إليه من اي جهة أخرى اين ذهبت نتيجة هذا النضال لست سنين عجاف
؟؟ من الذي سرق النضال ووجهه لصالحه ؟؟ وهل تمت صفقة بين قيادة الحركة الشعبية ونظام
المؤتمر الوطني اصبح فيه شعب جبال النوبة ضحية بدون ان يدري ابناء النوبة المقاتلين
في الجيش الشعبي ؟؟ ما نصيبهم من التسوية التي تمت هل هي مرضية ؟؟ لماذا تصمت قيادة
الحركة الشعبية ولا تخاطب المواطنين بحقيقة ما تم من اتفاقيات خصوصا عن التسوية ؟؟
لعدم الشفافية بين القمة والقاعدة ستظل الشكوك في مصداقية القيادة قائمة حتى ينقشع
اظلام.
اعتقد إذا تمت التسوية بما لا تلبي مطالب
شعب جبال النوبة ستستمر الثورة حتى تحقيق الأهداف لأن دماء الشهداء التي روت هذه ارض
ستحرق اقدام كل من يمشي عليها قبل أن يرد لها اعتبارها فهي دين علينا لأنها نزفت من
أجلنا .
0 comments:
إرسال تعليق