بقلم عثمان نواي
ان الحفاظ على الامتيازات وعلى الدولة السودانية بتركيبتها العنصرية يمكن تفسيره فى اطار تحليل جورج لوبيتز الكاتب الامريكى الابيض المتخصص فى دراسات العرق والعنصرية , والذى ابتكر مصطلحا وتحليلا لبنية الامتيازات التى تسمح باستمرار العنصرية والسيطرة او استعلاء العرق الابيض فى امريكا. فلقد اطلق لوبيتز على تلك العملية المستمرة من انتاج والحفاظ على واعادة انتاج العنصرية والاستعلاء العرقى للبيض فى امريكا , اطلق عليها ( الاستثمار التملكى فى البياض-اوالانتماء للعرق الابيض- Possessive Investment in Whiteness) اذ يقول :" اننى استخدم المصطلح ( الاستثمار التملكى) بشكل مجازى وحرفى. فالبياض – اى الانتماء للعرق الابيض- له قيمة نقدية cash value , فهو المسؤول عن الامتيازات التى تاتى للافراد عبر الارباح من السكن الامن عبر اسواق مبنية على التمييز, والتعليم غير المتساوى فى الفرص للاعراق المختلفة و عبر الشبكات الداخلية التى تمرر فرص التوظيف للاقارب والاصدقاء والذين كانوا قد تكسبوا سابقا من الفرص التى يوفرها التمييز العرقى فى الماضى , وخاصة من خلال انتقال الثروة المتوارثة عبر الاجيال التى تنقل المكتسبات من التمييز الى الاجيال التالية. انى احاجج بان الامريكان من العرق الابيض تم تشجعيهم على الاستثمار فى البياض – الانتماء للعرق الابيض- حتى يظلوا متمسكين بهوية توفر لهم الموارد والقوة والفرص. " ان هذا الوصف الدقيق " للقيمة النقدية" للانتماء للعرق الابيض او الهوية البيضاء فى امريكا يقارب ان لم يطابق تماما الوضع للاثنية العربية فى السودان من حيث الامتيازات والسيطرة والهيمنة على السلطة والثروة. يواصل لوبيتز فى تحليله ليؤكد على اهمية هذا الانتماء للعرق الابيض والهوية التى انشأها ليقول:" ان البياض والانتماء للعرق الابيض هو بالطبع وهم كما انه اختلاق وخيال علمى وثقافى مثل جميع الهويات العرقية , فهى ليس لديها اسس تبررها فى البيلوجيا او الانثربولوجيا. لكن على الرغم من ذلك فان الانتماء للعرق الابيض او البياض, هو حقيقة اجتماعية , هوية خلقت واستمرت مع جميع اثارها ونتائجها المرتبطة بتوزيع الثروة والمكانة الاجتماعية والفرص."
مؤخرا اصبحت الامم المتحدة تعرف الفقر بانه , ليس فقط المحدودية فى الدخل او حتى انعدامه , ولكنه " محدودية او انعدام الفرص". ولذلك فان الة الدولة المبنية على التمييز الاثنى والعرقى تخلق حالة مستمرة من انعدام الفرص او الفقر بالنسبة للمجموعات المضطهدة , ولكنها فى المقابل تفتح مساحات فرص اكبر للمجموعات التى تنتمى للاثنيات او الاعراق المهمينة.
و فى اطار ما يمكننا تسميته على خطى لوبيتز ب (الاستثمار التملكى للاثنية العربية او العروبة) ,وعبر نظام الامتيازات الذى توفره الدولة المهيمن عليها من قبل الاثنية العربية, يصبح الانتماء للاثنية العربية هو نفسه ملكية لها قيمتها النقدية. وبالتالى يصبح الحفاظ على هذا الانتماء وهذه الملكية فى قلب مصلحة الحفاظ على هذا الاستثمار الذى تم عبر مجهودات امتدت لقرون للاجيال المتلاحقة منذ دخول العرب السودان. وتمكنهم من السيطرة على الدولة والأثراء والرفاهية التى انتجت الثروات التى صنعتها تجارة الرقيق ومن ثم بناء الطبقة الوسطى المدينية فى السودان عبر القرن التاسع عشر وحتى بداية القرن العشرين. ومع انتهاء الرق فى السودان منتصف القرن الماضى ظلت علاقات الانتاج على حالها واستمرت الحاجة للحفاظ على النظام الاجتماعى والهوية الاثنية التى تضمن بقاء مجموعات اثنية معينة كمصدر للعمالة للرخيصة وان تستمر اراضيها مصدرا للموارد. ولذلك يجد مشروع التغيير فى السودان ومحاولة الخروج من المأزق التاريخى للدولة العنصرية , يجد نفسه أمام حوائط من الصد المستمر تقودها ذات الفئات الاجتماعية التى يفترض بها المشاركة فى عمليات التغيير أو مساندتها .
ان الحفاظ على الامتيازات وعلى الدولة السودانية بتركيبتها العنصرية يمكن تفسيره فى اطار تحليل جورج لوبيتز الكاتب الامريكى الابيض المتخصص فى دراسات العرق والعنصرية , والذى ابتكر مصطلحا وتحليلا لبنية الامتيازات التى تسمح باستمرار العنصرية والسيطرة او استعلاء العرق الابيض فى امريكا. فلقد اطلق لوبيتز على تلك العملية المستمرة من انتاج والحفاظ على واعادة انتاج العنصرية والاستعلاء العرقى للبيض فى امريكا , اطلق عليها ( الاستثمار التملكى فى البياض-اوالانتماء للعرق الابيض- Possessive Investment in Whiteness) اذ يقول :" اننى استخدم المصطلح ( الاستثمار التملكى) بشكل مجازى وحرفى. فالبياض – اى الانتماء للعرق الابيض- له قيمة نقدية cash value , فهو المسؤول عن الامتيازات التى تاتى للافراد عبر الارباح من السكن الامن عبر اسواق مبنية على التمييز, والتعليم غير المتساوى فى الفرص للاعراق المختلفة و عبر الشبكات الداخلية التى تمرر فرص التوظيف للاقارب والاصدقاء والذين كانوا قد تكسبوا سابقا من الفرص التى يوفرها التمييز العرقى فى الماضى , وخاصة من خلال انتقال الثروة المتوارثة عبر الاجيال التى تنقل المكتسبات من التمييز الى الاجيال التالية. انى احاجج بان الامريكان من العرق الابيض تم تشجعيهم على الاستثمار فى البياض – الانتماء للعرق الابيض- حتى يظلوا متمسكين بهوية توفر لهم الموارد والقوة والفرص. " ان هذا الوصف الدقيق " للقيمة النقدية" للانتماء للعرق الابيض او الهوية البيضاء فى امريكا يقارب ان لم يطابق تماما الوضع للاثنية العربية فى السودان من حيث الامتيازات والسيطرة والهيمنة على السلطة والثروة. يواصل لوبيتز فى تحليله ليؤكد على اهمية هذا الانتماء للعرق الابيض والهوية التى انشأها ليقول:" ان البياض والانتماء للعرق الابيض هو بالطبع وهم كما انه اختلاق وخيال علمى وثقافى مثل جميع الهويات العرقية , فهى ليس لديها اسس تبررها فى البيلوجيا او الانثربولوجيا. لكن على الرغم من ذلك فان الانتماء للعرق الابيض او البياض, هو حقيقة اجتماعية , هوية خلقت واستمرت مع جميع اثارها ونتائجها المرتبطة بتوزيع الثروة والمكانة الاجتماعية والفرص."
مؤخرا اصبحت الامم المتحدة تعرف الفقر بانه , ليس فقط المحدودية فى الدخل او حتى انعدامه , ولكنه " محدودية او انعدام الفرص". ولذلك فان الة الدولة المبنية على التمييز الاثنى والعرقى تخلق حالة مستمرة من انعدام الفرص او الفقر بالنسبة للمجموعات المضطهدة , ولكنها فى المقابل تفتح مساحات فرص اكبر للمجموعات التى تنتمى للاثنيات او الاعراق المهمينة.
و فى اطار ما يمكننا تسميته على خطى لوبيتز ب (الاستثمار التملكى للاثنية العربية او العروبة) ,وعبر نظام الامتيازات الذى توفره الدولة المهيمن عليها من قبل الاثنية العربية, يصبح الانتماء للاثنية العربية هو نفسه ملكية لها قيمتها النقدية. وبالتالى يصبح الحفاظ على هذا الانتماء وهذه الملكية فى قلب مصلحة الحفاظ على هذا الاستثمار الذى تم عبر مجهودات امتدت لقرون للاجيال المتلاحقة منذ دخول العرب السودان. وتمكنهم من السيطرة على الدولة والأثراء والرفاهية التى انتجت الثروات التى صنعتها تجارة الرقيق ومن ثم بناء الطبقة الوسطى المدينية فى السودان عبر القرن التاسع عشر وحتى بداية القرن العشرين. ومع انتهاء الرق فى السودان منتصف القرن الماضى ظلت علاقات الانتاج على حالها واستمرت الحاجة للحفاظ على النظام الاجتماعى والهوية الاثنية التى تضمن بقاء مجموعات اثنية معينة كمصدر للعمالة للرخيصة وان تستمر اراضيها مصدرا للموارد. ولذلك يجد مشروع التغيير فى السودان ومحاولة الخروج من المأزق التاريخى للدولة العنصرية , يجد نفسه أمام حوائط من الصد المستمر تقودها ذات الفئات الاجتماعية التى يفترض بها المشاركة فى عمليات التغيير أو مساندتها .
0 comments:
إرسال تعليق