أمين زكريا -قوقادى
أكدنا فى مقال سابق بعنوان
" عرجاء عرمان ان ضلت هل تعيدها الصور الى مراحها؟" هى صور وجه عرمان فى
زيارته للجبال قبل سنه اى فى أبريل 2016 التقاطها مع القيادات والفرقة الموسيقية ونطة
التور رغم أن المعنيين كانوا الضيوف القادمين من جنوب أفريقيا. .ملا عرمان والمطبلاتية
الدنيا وكل المؤسسات بالصور والتقارير، باعتبار أن شعب جبال النوبة هو من كلفه وفوضه
لقيادته والتفاوض نيابة عنهم...و هذه هى الأكاذيب التى ظل يرددها بدون حياء،
ففى إحدى مظاهرات نيويورك أمام الأمم المتحدة قال عرمان ان" يوسف كوه فوضه قائدا
لجبال النوبة " وهو ما ظل يردده للحكومه اليوغنديه والاثيوبيين و جنوب أفريقيا
ودول الترويكا"امريكا وبريطانيا والنرويج " بجانب الآلية الافريقية..
عرمان يعلم علم اليقين أن العالم أجمع أنه
لا حركة أو جيش شعبى بدون المناضلين من جبال النوبة والذين يشكلون الاكثرية من جيش
وحركة شعبية، لذلك كان يعتقد أن بوابة جبال النوبة هى الحيطة القصيرة التي يقفز
عبرها لتحقيق طموحاته الشخصية،- بعد فشله فى نظرية التوطين فى قطاع الشمال قبل الحرب،
ومن جاء بهم عرمان لمؤسسات الحركة قبل الحرب كثير منهم كانوا غواصات امنية-. ان
الفهم السطحى لتاريخ النضال الطويل لشعب جبال النوبة الذى ثار فى أكثر من 23 ثورة ضد
الاستعمار الخارجى البريطاني والتركي، بمعنى الثورات فى جبال النوبة لم
تختصر فى ثورتى السلطان عجبنا والفكى الميراوى اللذان اختصرهما تاريخ السودان فى سطور،
فقد ثار شعب النوبة لأكثر من ثلاثة عقود ضد الاستعمار الداخلى عبر ثورة الحركة الشعبية
لتحرير السودان ، فمن يستهتر بوعى هذا الشعب ونضالاته ويحاول أن يقفز من فوق رؤوسهم
لتحقيق مآرب شخصية عليه معاودة قراءة التاريخ القديم والحديث والمعاصر.
فجبال النوبة ليست أثنية أو قبائل متفرقة
يسهل ضربها أو فتنتها.. فهم شعب كما أشار ذلك البروفسور وليام ادمز..
لولا ذهاب عقار للجبال لن يستطيع عرمان
ذهابها منفردا بعد أن سحب مجلس التحرير بجبال النوبة الثقة منه ورفضه رئيسا للمفاوضات
وسحب منه ملفات الخارجية والتحالفات، فعرمان الذى صدق نفسه بطلا فى العام الماضى
ها هو يسير خلف عقار على الرغم من أنه فريق وترك اللواء جقود يسير فى الصف الاول، ولولا
قميصه البنمبى لما ميزه الكثير من الرفاق. والتضليل الرمزي لعرمان عبر صور مختلفه متخذا
رواكيب القش خلفيه والتصوير مع قيادات من جبال النوبة والنيل الأزرق، هى تمثيلة مكشوفة
للبساطه لكسب ود الذين لا يعرفونه جيدا، فهو بشخصيته المتغطرسه والمدعية لكل أنواع
المعرفة وهى شخصية مريضة نفسيا ومتعالية.
كنكشة عرمان فى موقع الأمين العام وهى الوضعية
التى أرادها عقار فى نقاشاته مع مجلس التحرير، ترك هذا الأمر مليون علامة
استفهام، وخاصة الصفقة التى تم الترتيب لها مع الصادق المهدي والنظام، وعقار ساوره
الخوف انه بذهاب عرمان فهذا ضمنيا يعنى ذهابه وذلك لا يقل عن علاقة هامان وفرعون،
فعرمان هو العقل المتامر في معظم هندسة قرارات عقار بما فيها إنزال بعض الرفاق للمعاش
وفصل البعض وإقصاء البعض وتشويه اخرين باغتيالات سياسيه بمن فيهم الحلو.
محاولات عقار-عرمان فى شق شعب جبال النوبة
وبخاصة الجيش الشعبى هى محاولة يائسة، لن تمر على قيادات شعب جبال النوبة بالحركة والجيش
الشعبى لتحرير السودان، ولذلك عمليات الاستقطاب المحدودة التى أستخدم فيها كل
الحيل غير المشروعة، حتما ستنقلب علية، فشعب جبال النوبة حدد خيارات نضاله وخاصة فيما
يتعلق بحق تقرير المصير والاحتفاظ بالجيش لفترة عشرين سنه، فى الوقت الذى كان عرمان
ينوى الابتعاد عن حق تقرير المصير و وجود جيشين بالإضافة إلى علاقة الدين بالدولة،
وهى النقاط التى هندسها الصادق المهدى واكل طعمها عرمان ومن لف حوله، ولم يبقى لعرمان
فى اطرائه للصادق المهدى إلا أن يلبس جلباب جناح امجكو المطرز بألوان الدراويش،
وبالتالى السؤال لعرمان لصالح من يعمل؟
حاول عرمان الذى تردد فى الذهاب إلى جبال
النوبة بانكسار شديد أن يتواضع وفى نفس الوقت يدبر المكائد والدسائس والمؤامرات لاستقطاب
بعض القيادات فى محاولة لا أخلاقية لشق صفوف الجيش الشعبى لتحرير السودان، الذى
لم يحدث فى تاريخ نضال الحركة الشعبية أو تاريخ النوبة منذ القدم..
لم يكن عرمان ذكيا، فلقد منعته البارانويا
" داء العظمة" من أن يعتذر لشعب جبال النوبة والنيل الأزرق، عن أنه
اجتهد فى التفاوض ولكنه أخطأ التقدير، وكأن ذلك سيخفف عنه النقد وقد يعطيه فرصة
للتصحيح، ولكن كبريائه الزائف منعه من التفكير الصحيح، فأصبح يصيغ المبررات باسم
رئيسه والمجلس القيادى فى محاولات فاشلة لسياسة اللف والدوران عبر محاولات استقطاب
بعض القيادات من جبال النوبة والنيل الأزرق لكى تواجه بعضها...وهذه المؤامرة لن تنجح
لأنها مكشوفة للجميع حتى للذين يدعى عرمان استقطابهم.
التحية والتقدير للرفاق بالنيل الأزرق فى
ثورتهم التصحيحية الموازية والداعمة لقرارات مجلس تحرير جبال النوبة الذى أكد على المصير
المشترك فى بيانه.
واخير إذا لم يعى عقار ويحترم الدرس الأول
لشعب جبال النوبة ومجلس تحريرة، فإن الخطوة القادمة قد تكون سحب الثقة منه شخصيا..
سنظل نرصد ونواصل. ..
وثورة حتى النصر. ..
أمين زكريا -قوقادى
10 مايو 2017
0 comments:
إرسال تعليق