محمود جودات
منذ صدور قرارات مجلس التحرير إقليم جبال
النوبة وتتصاعد إنفاس القائدين في الحركة الشعبية لهثا وراء انهاء المهام المتفق عليها
سرا كما تسرب عنها من خبر ولقد كان مهندسها الصادق المهدي الساعد الايمن للنظام ومخطط
برامج استمرار النظام في السلطة لأطول قت ممكن، فقبل انطلاق قطار الرحلة الأخيرة الذي يقوده المؤتمر الوطني
إلى وليمة تقطيع الكيكة الفاسدة التي صنعت من دم الشعب السواني يتسابق الرجلين للحاق
بالكية وعلى الرغم مما فيها من رأئحة نتنة تزكم الانوف إلا ان الرجلين كانهما ذئاب
جائعة تريد ان تنقض على فريسة لتلتهمها وما فتئوا يغشى عليهم من عظمة الفاجعة والكبسة
التي سببها لهم مجلس تحرير اقليم جبال النوبة وكلما تشرق الشمس في يوم جديد بزيد فيهم
الخوف من فقدهم اللحاق بالقطار ولكن لظروف المسافرين فيه ووعلى مقولة حكم القوي على
الضعيف لآن النظام مضغوط من المعازيم الجياع والعطشى للسلطة ( الاحزاب والمستفيدين
من الفوضى ) قرر سائق القطار ان يترك عربة في المحطة للركاب المتأخرين الباب مفتوح
فقد أمر الكمساري بذلك ويجعل عليها لافته مكتوبة عليها لا تعجلوا حققكم محفوظ نجن لا نضيع حقوق من هم مثلنا .
لا ندري كيف يدير الحكام شئون رعيتهم ونحن
كرعية محكومين نتصور أننا إذا طلبنا من الحاكم أن يغادرنا واعفيناه عن إدارة شئوننا
عليه أن يرفع القبعة تحية لنا وينصرف عنا دون أن يلتفت خلفا محترما نفسه لأنه يعلم
أننا لا نريده أن يحكمنا وقد يكون العيب فينا ولكنه يؤمن بحريتنا وخياراتنا فلن يحاول
فرض نفسه علينا بالقوة أو بالحيل وتلك هي قمة الشرف والأمانة لقد جعل مالك عقار وياسر
عرمان من قرارات مجلس التحرير إقليم جبال النوبة معركة مصير بينهم وبين غالبية أعضاء
الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان لدرجة السعي لدفع المال كرشوة لشراء زمم
بعض القيادات واستمالة النفوس الضعيفة أليهم لدعمهم في إجهاض قرارات مجلس التحرير إقليم
جبال النوبة وهذه لعمري لا تحدث إلا أن يكون هناك جرم عظم ارتكب في حق هذا الشعب المناضل
في المنطقتين ويخشى فضحه مدوية عرضها السموات الأرض.
فليسأل الذين يوالون مالك عقار وياسر عرمان
على رغم مما ظهر من فسادهم المالي وتجاوزاتهم في إدارة قمة الحركة الشعبية فليسأل هولاء
المطبلين أنفسهم ما سبب اصرار مالك عقار وياسر عرمان في التمسك بالمناصب ؟؟ ولم تهدأ
المناورات المغرضة وحبك المؤامرات والاستقطاب بهدف الغاء قرارات مجلس تحرير اقليم جبال
النوبة التي تمثل القيمة الحقيقية لنضال شعب جبال النوبة وبدونها لن يكون هناك معنى
للنضال ومجلس التحرير هو الذي اوقد شعلة التغيير لتصحيح الاعوجاج الذي احدثه هولاء
وأوجد نفسه مشروعية اتخاذ القرار مستندا إلى قاعدته العريضة المتمثلة في الجمهمور والجيش
الشعبي وهو حق أصيل لهم ومالك وعرمان يبذلان جهدا جبارا لتعطيل مسيرة الاصلاح ولو كان
هذا الجهد الذي يبذل الأن من قبل مالك وياسر لتدمير الحركة الشعبية بذل في تقويم الحركة
وتعديل المسار لكان افيد للجميع ولا ندري كيف سمحت لهم ضمائرهم ان يصنعوا نفقا مظلما
داخل جسم المؤسسة الثورية العظيمة التي صمدت
بكل صلابة عصية على حكومة دولة بأكملها وظلت متماسكة كما هي فياتي هولاء ليمرر عبره
اجندة خفية هدامة فيها مكاسب شخصية تم فيها بيع الحركة بكل عظمتها بثمن بخس فلا غرابة
أن يصر هولاء في تحدي شعب المنطقتين والمضي
قدما لتنفيذ اجندتهم حتى لو أدى ذلك إلى تفكيك الحركة الشعبية مثلما هو مخطط لها من
قبلهم ووبالبرغم أن ذلك الاتفاق المشبوه لو تم لن يحصل أهل المنطقتين على اي شيء من
حقوقهم التي ناضلوا من أجلها .
دعونا نلامس جذور الأزمة تحليلا بناءاً
على المؤشرات التي عملت على تفاقمها ، وهي فيما كان الجيش الشعبي والغالبية العظمة
من المقاتلين منهمكون في العمليات العسكرية ويحققون الانتصارات الباهرة على قوات النظام
ومليشياته الاجرامية بكافة مسمياتها كان هناك من يحفر تحت الخنادق ليخرج منه ماء الطوفان
ليغرق جنودها المرابط على ساحات الوغى مما
دل على أن عملية تفكيك الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان كانت تجري بهدوا في غفلة من أبنا المنطقتين وكانت لذلك مقدمات ومنها هناك مجموعات
وقيادات وكوادر رئيسية اختفت من الحركة الشعبية وبدون تفاصيل لأن الكثيرون يعرفون من
الذي تم إقصائه ومن الذي فصل او طرد او تم إحالته للمعاش أو اجبر للخروج من صفوف النضال
ومعظمهم الآن حركة شعبية خارج المنظومة الفاعلة وهذه كانت واحدة من خطط إضعاف الحركة
الشعبية والجيش الشعبي التي تم تنفيذ جزء كبير منها على يد رئاسة الحركة الشعبية وهذا
الضعف اصاب الحركة الشعبية واثر عليها من الناحية السياسية اكثر ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح
في جولات المفاوضات التي كانت عبارة عن حفلة شاي وفي كل مرة لا نلمس أي نتائج ايجابية
وحتى الآن لا ندري ما حقيقة الثمانين في المئة التي يحكى بأنه تم التفاق عليها بين
الطرفين الحركة والحكومة لا ندري ما هي وماذا فيها وظللنا لعدد 13 من الجولات البالونية
حتى وصلنا إلى مسمى جولة غير رسمية، طيب إذا كانت هي جولة غير رسمية لماذا الإعلان
عنها؟؟ أما كان افضل أن يعلن عن محتوى الجولات الرسمية السابقة حتى نعرف إلى اين وصلنا ؟؟ .
في المراحل الأخيرة استمر التركيز في عدد
من الجولات في الحديث عن الإغاثة والمعابر والموافقة وعدم الموافقة وتقديم تنازلات
وصلت إلى ثمانين في المئة ثم علقت كل هذه الاشياء على المشعقيبة دون نتائج هذه الطريقة
كانت مقلقة وفيها غموض مخيف استدعت التوضيح والمكاشفة حتى لا يموت الناس وتزهق الارواح
سدىً فقد كان لابد من وقفة هنا لمراجعة المسار وفك طلاسم الغموض المريب الذي صحاب ملف
المفاوضات التي ظلت في ضمور مستمر ولقد فرضت الاحداث نفسها وافردت سؤال لماذا نحن نتنازل
باستمرار وما الذي اضعف الحركة سياسيا جعلها غير قادرة على حسم العديد من المسائل ومن
المسئول عن ذلك ؟؟
نعود لنجاوب على جزء من الأسئلة اولا: بالنسبة
لملف المفاوضات نحن لا نشك في قدرات اعضاء وفد الحركة الشعبية التفاوضي ولكن نخشي عليهم
الضعف في المقاومة والتكتيك كما الحنكة السياسية والقانونية محلها التمرس المستمر لأكتساب
الخبرة حتى نتمكن من قرأت ما بين السطور وكذلك شدة الضغوط المفروضة من الجانب التي
نعتبره محايد ولكنه قد يكون عامل ضغط على الحركة بإعتبار أن الحكومة تكتسب الصبغة لشرعية
والقانونية وكل هذه عوامل توضع في الاعتبار لأنها لو لم يتم التعامل معها بعمق فكري
وخبرة وحسم لن تجني الحركة الشعبية ثمار المفاوضات ونحن لا نجزم بأننا محقين فيما نقول
ولكنا نجتهد في فهم الموقف ومن الملاخظ كان هناك تغيير لوفد الحركة المفاوض باستمرار
لربما كان لا يعادل الطرف الاخر والتغيير المستمر يتم تنازليا كان فيه ريبة شديدة .
ثانيا : عملية الاحلال التي تمت في مكاتب
الحركة الشعبية، لاحظنا نشاط الامين العام السابق القائد ياسر عرمان في تحريك مكاتب
الحركة الشعبية الخارجية والداخلية وكيف تم فيها عمليات إحلال تعيين افراد موالين له
وإزالة العناصر الفاعلة التي كانت نشطة في تلك
المكاتب وكان لها علاقات جيدة في موطنها
مع منظمات وجهات رسمية وهذه وكانت عمليات الاحلال واحدة من الأدوات التي ساهمت بشكل
فعال في تحطيم مقدرات الحركة في العمل السياسي بمعنى أن ازاحة او إعفاء أوتجاهل أعضاء
قدامي من أماكن عملهم وإحلالهم بعناصر اقل ما يقال فيهم انهم موالين لشخصية ما هذا
عمل اعاق الحركة واضر بها كثيرا نظرا على انهم اي هولا المعينين جاوا مفروضين فرضا
وبطريقة مخالفة للديمقراطية ولم يقدموا للحركة الشعبية اي عمل ولا حتى الاعلامي فظلوا
كمجموعات متعارفة لهم صلات قديمة مترابطين فيما يخصهم ويخدمون مصالحهم فيما بينهم .
أن تلك المكاتب التي تم تفكيكها بواسطة
ياسر عرمان كانت تعتبر اهم آليات الحركة الشعبية الفاعلة التي تؤكل بمهام عظيمة ومنها
بناء علاقتها مع الاصدقاء في تلك الدول والمحيطة لتجلب للحركة الشعبية الدعم اللازم
عندما تحتاجهم وهذه المكاتب لو احسن استغلالها وحسب البناء الهيكلي للحركة الشعبية
ما طالت الحرب وما تعثرات المفاوضات وما ضج الناس في المعسكرات يتضورون جوعا ويصرخون
من ألم المرض ومن باب الأهدار المالي بالتأكيد لقد تم الصرف على هذه المكاتب ومن مال
الحركة الشعبية ونحن لا نلوم الذين تم الاحلال بهم ولكن يقع اللوم على الذي استخدمهم
لتنفيذ اجندة خفية ، وبهذا يكون الفشل الإداري اصبح ياكل جسم الحركة الشعبية بسبب إهمال
اهم اركان النضال وهي الاركان الاربعة العمل العزيمة والشرف والتضحية .
نحن مثل الأخرين كنا نراقب كغيرنا عمليات
ابعاد العناصر الفاعلة وإزالتهم من جسم الحركة ولقد تم بذلك حرمان الحركة الشعبية من
الكفاءات القادرة على العمل الفكري السياسي الذي يدعم القوة العسكرية في الميدان ويخلق
آليات التواصل الجماهيري الإعلامي بأنواعه للتوعية والتبصير ويختصر المسافات بين القاعدة
والقمة ويشكل مثلث متساوي الاضلاع محكم بالديمقراطية والحرية والعدالة وللأسف فأن عمليات
الاحلال نجحت في فصل اجزاء مهمة من جسم الحركة الشعبية ولكن لأنها حركة ثورية لها جذور
عميقة على أرض السودن تتوارثها الاجيال ظل فيها الشرفاء يعملون ويحافظون على أرثها
ومجلس التحرير إقليم جبال النوبة وكذلك في النيل الازرق مثال حيا وحتى من الذين جندهم
ياسر عرمان فيهم مواطنون مخلصون شرفاء عملوا وفق ايمانهم بالمشروع القومي ولأيماننا
بأن الثورة ليست أشخاص انما هي هدف لتحقيق مشروع وكما قلنا سابقا نحن لا نلوم الذين
تم الاحلال بهم ولكن اللوم يقع على الذي قصد بهم اجندته الخاصة والتلاعب بمصير شعوب
الهامش واختطاف ثورتهم .
ولو كانت الديمقراطية تقول رأي الاغلبية
هو السائد حتى ولو كانت الاغلبية على خطاء والاغلبية ولقد اتت قرارات مجلس التحرير
المنطقتين بالعملية الديمقراطية حيث اكتسبت الشرعية وتميزت عن قيادات الحركة بانها
بنيت على القاعدة الجماهيرية بالديمقيراطية فيما كانت قيادة الحركة الشعبية مكتب تم
تعينه وتكليفه لمدة ستة شهور ولقد اخفق أو تعمد عدم إجراء عملية تأسيس المكاتب بالطريقة
الصحيحة لإدارة الحركة الشعبية وبذلك يعتبر مجلسي التحرير في جبال النوبة والنيل الازرق
هي القاعدة الشرعية التي يجب أن ينطلق منها الاصلاحات الهيكلية وإعادة بناء مؤسسات
التنظيم بقدراتها الحقيقية ويتم إنهاء عمليات الاستقطاب بأن يكف مالك وياسر عن التمادي
في توسيع الشقاق ويتنازلوا عند رغبة الجماهير والجيش الشعبي لتوحيد كل اعضاء الحركة
الشعبية تحت مظلة واحدة متمسكة باللوائح والقوانين التي يتفق عليها لتصبح قادرة على
استيعاب المرحلة القادمة والتعامل مع الاحداث وفق متطلبات لمرحلة في بناء تخالفات جادة
تتوافق مع رؤية الحركة الشعبية في تغيير النظام واحلال الامن والسلام ، والخير للقائد
مالك عقار والقائد ياسر عرمان تقديم الاعتذار لجماهير الحركة الشعبية شمال حتى يحفظ
لهم مكانتهم وتاريخيهم النضالي بدلا من المناكفات والتحدي السافر لمصير شعوب ناضلت
من أجله فبعد أن تكشفت كل الرؤى والمؤامرات لن يفيد ان نقول انا ومن بعدي الطوفان علنيا
لو كان فينا صحوة ضمير ان ننظر إلى اوجاع وألام هذا الشعب الذي يعاني ويلات الحرب ويعيش
دون الحياة المطلوبة فلا تعرضوا الثورة لمن يشتريها بخسا فهي مدفوعة الثمن دما وباقي
انهار من الدماء سترويها .
0 comments:
إرسال تعليق