الطيب الزين
ان اتسق البيان بالفعل، فالسودان، يبدو انه على مشارف مرحلة جديدة، مرحلة حاسمة، مرحلة تؤشر بكل وضوح، ان المواجهة بين الأعلى والأدنى على أشدها، ولئن كانت غير متكافئة.
مرحلة تقول قد مضى عهد الغموض والمخاتلة، وكل شيء اصبح واضحاً للعيان.
لذا جاء البيان، الذي أطلقه موسى هلال، بلسان الناطق باسم مجلس الصحوة الثوري، والذي ناشد كل أبناء السودان، لاسيما أبناء القبائل العربية في كل من دارفور، وكردفان، والنيل الأزرق، هذا الحزام ، الذي كان يشكل حزاماً للتلاقي الحضاري، اذ تحول الى نقطة تقاطع حضاري، في ظل حكم المشروع الحضاري ...!
الذي ارتفعت فيه متاريس الحرب، وسالت دماء الأبرياء على اكثر من صعيد.
البيان الذي طالعناه وسمعناها، إن صح، فانه سيزلزل عرش الفساد والانتفاخ، اي اصحاب البطون المنتفخة، في وطن ظلت تتسع فيه مظاهر الفساد والفقر والبؤس يوماً بعد الآخر...!
ملايين من الفقراء ينسحبون في رحلة معاكسة نحو الوراء، مدفوعين غصباً عنهم، نحو خطوط الموت في الصحراء والجبال، والفيافي البعيدة .!
الاغلبية من الشعب في العاصمة، والمدن والارياف، تعيش حالة من الافلاس والعوز والبؤس الغائر في الجسد والروح وفِي العظام والعيون..!
أما المتخمون، الحاكمين باسم الدين، يعيشون حياة الدعة والراحة والمتعة في وقت يتسول فيه الصبية الصغار لقمة العيش، يتعلقون بهذه السيارة وتلك يستجدون ويستعطفون، مخدوعين بمظاهر التدين الزائف، لا يعرفون انهم يعيشون في عالم خاوي من القيم ..! قيم الرحمة والعدل، عالماً يتقهقر فيه الضعفاء الى حد اليأس والاحباط.
الرزق الحلال اصبح صعباً او مستحيلاً في وطن يحكمه الفاسدون. تتبدل احوال البشر باستمرار، الا هم، فإنهم محافظون على عنصرهم المميز، وقادرون على تحدي عوامل الطبيعة لمعرفتهم بأصول التقلب والتلون والوصولية، وشربهم إكسير الكذب والنفاق اللذان يمنحانهم المناعة ويمدان لهم حبل البقاء في السلطة اكثر من ربع قرن ، بلا شرعية، سوى شرعية القتل والفتك والغدر..!
يتلادغون على مرأى من الناس. إلا أن سمهم الرسمي لا يؤذيهم، وعضتهم لا تميت غير المواطن المسكين لفقدانه المصل الواقي من سم الاستبداد والانتهازية الزعاف.
فهل بإمكان الفقير ان يتنفس في دولة صودرت فيها الحرية والهواء، لسحب الأوكسجين منه وبيعه في السوق السوداء...؟ في وطن بيعت فيه الكرامة والشهامة، والعزة والشموخ ..؟
أؤلئك الذين يبارون الضفادع تبجحاً وانتفاخاً، ماذا يربطهم بعالم المحتاجين والجياع..؟
الحكم عندهم وظيفة إلتهام كل شيء: الكائن والجماد. خلال الثمانية وعشرين عاماً تبدلت تضاريس المجتمع السوداني، فلم يبق من طبقاته إلا طبقة الشحم المتراكمة فوق بُطُون الحاكمين الفاسدين والانتهازيين.
المتخمون طوال عهدهم المظلم، وما عرفه الوطن من حركات مقاومة ونضال، الا انهم ظلوا في الحكم مطمئنون، لان الهبات التي شهدها الشارع السوداني لم تتوفر على الاليات اللازمة للإطاحة بهم، لذلك لم يعتريهم الخوف، وإن اعتراهم شيئاً منه، في بعض الأحيان، لكن هذه المرة، بالآليات المتوفرة لموسى هلال، وإن إتسقت اقواله بأفعاله، وتطلعاته بتطلعات السواد الأعظم من الشعب السوداني، وقواه الحية، فالطوفان سيكون هو المصير المحتوم، الذي ينتظر المتخمون، الذين باعوا ضمائرهم وقيم الدين على قارعة الطريق، وبرعوا في سياسة فرق تسد . لا اريد ان أتوسع في الموضوع لان الأزمة ازدادت اتساعاً بنداء موسى هلال الأخير.
ان اتسق البيان بالفعل، فالسودان، يبدو انه على مشارف مرحلة جديدة، مرحلة حاسمة، مرحلة تؤشر بكل وضوح، ان المواجهة بين الأعلى والأدنى على أشدها، ولئن كانت غير متكافئة.
مرحلة تقول قد مضى عهد الغموض والمخاتلة، وكل شيء اصبح واضحاً للعيان.
لذا جاء البيان، الذي أطلقه موسى هلال، بلسان الناطق باسم مجلس الصحوة الثوري، والذي ناشد كل أبناء السودان، لاسيما أبناء القبائل العربية في كل من دارفور، وكردفان، والنيل الأزرق، هذا الحزام ، الذي كان يشكل حزاماً للتلاقي الحضاري، اذ تحول الى نقطة تقاطع حضاري، في ظل حكم المشروع الحضاري ...!
الذي ارتفعت فيه متاريس الحرب، وسالت دماء الأبرياء على اكثر من صعيد.
البيان الذي طالعناه وسمعناها، إن صح، فانه سيزلزل عرش الفساد والانتفاخ، اي اصحاب البطون المنتفخة، في وطن ظلت تتسع فيه مظاهر الفساد والفقر والبؤس يوماً بعد الآخر...!
ملايين من الفقراء ينسحبون في رحلة معاكسة نحو الوراء، مدفوعين غصباً عنهم، نحو خطوط الموت في الصحراء والجبال، والفيافي البعيدة .!
الاغلبية من الشعب في العاصمة، والمدن والارياف، تعيش حالة من الافلاس والعوز والبؤس الغائر في الجسد والروح وفِي العظام والعيون..!
أما المتخمون، الحاكمين باسم الدين، يعيشون حياة الدعة والراحة والمتعة في وقت يتسول فيه الصبية الصغار لقمة العيش، يتعلقون بهذه السيارة وتلك يستجدون ويستعطفون، مخدوعين بمظاهر التدين الزائف، لا يعرفون انهم يعيشون في عالم خاوي من القيم ..! قيم الرحمة والعدل، عالماً يتقهقر فيه الضعفاء الى حد اليأس والاحباط.
الرزق الحلال اصبح صعباً او مستحيلاً في وطن يحكمه الفاسدون. تتبدل احوال البشر باستمرار، الا هم، فإنهم محافظون على عنصرهم المميز، وقادرون على تحدي عوامل الطبيعة لمعرفتهم بأصول التقلب والتلون والوصولية، وشربهم إكسير الكذب والنفاق اللذان يمنحانهم المناعة ويمدان لهم حبل البقاء في السلطة اكثر من ربع قرن ، بلا شرعية، سوى شرعية القتل والفتك والغدر..!
يتلادغون على مرأى من الناس. إلا أن سمهم الرسمي لا يؤذيهم، وعضتهم لا تميت غير المواطن المسكين لفقدانه المصل الواقي من سم الاستبداد والانتهازية الزعاف.
فهل بإمكان الفقير ان يتنفس في دولة صودرت فيها الحرية والهواء، لسحب الأوكسجين منه وبيعه في السوق السوداء...؟ في وطن بيعت فيه الكرامة والشهامة، والعزة والشموخ ..؟
أؤلئك الذين يبارون الضفادع تبجحاً وانتفاخاً، ماذا يربطهم بعالم المحتاجين والجياع..؟
الحكم عندهم وظيفة إلتهام كل شيء: الكائن والجماد. خلال الثمانية وعشرين عاماً تبدلت تضاريس المجتمع السوداني، فلم يبق من طبقاته إلا طبقة الشحم المتراكمة فوق بُطُون الحاكمين الفاسدين والانتهازيين.
المتخمون طوال عهدهم المظلم، وما عرفه الوطن من حركات مقاومة ونضال، الا انهم ظلوا في الحكم مطمئنون، لان الهبات التي شهدها الشارع السوداني لم تتوفر على الاليات اللازمة للإطاحة بهم، لذلك لم يعتريهم الخوف، وإن اعتراهم شيئاً منه، في بعض الأحيان، لكن هذه المرة، بالآليات المتوفرة لموسى هلال، وإن إتسقت اقواله بأفعاله، وتطلعاته بتطلعات السواد الأعظم من الشعب السوداني، وقواه الحية، فالطوفان سيكون هو المصير المحتوم، الذي ينتظر المتخمون، الذين باعوا ضمائرهم وقيم الدين على قارعة الطريق، وبرعوا في سياسة فرق تسد . لا اريد ان أتوسع في الموضوع لان الأزمة ازدادت اتساعاً بنداء موسى هلال الأخير.
0 comments:
إرسال تعليق