إدانة العنصرية والإبادة الجماعية : فرض عين ام فرض كفاية

عثمان نواي
لا يمكن تجاهل النقاش الحاد بين بعض النخب والمثقفين السودانيين هذه الأيام والاتهامات المتبادلة حول موضوع العنصرية وحول مساندة أو عدم مناصرة شعوب الهامش المكتوية بالحرب من قبل أهل المركز ونخبه وأحزابه السياسية. خاصة وأن البلاد تمر الان بمفترق طرق داخل كل قواه السياسية الفاعلة في المعارضة. النقاش الدائر حول ما إذا كان يجدر بإدانة العنصرية والتكتل لدعم قوي الهامش هو فرض عين ام فرض كفاية على نسق المناهج الفقهية.
اي هل يكفي أن تقوم بعض المجموعات من النخب التي تنتمي إلى المركز بإدانة العنصرية لكي  ينتهي النقاش حول الموضوع. هل تلك الإدانة الفردية التي لا تشمل في الغالب الا إعداد قليلة، هل هي كافية وتغني عن المطالبة بمواجهة أكبر للواقع المعاش للعنصرية والذي يمارس عبر شرائح مجتمعية واسعة ومسيطرة؟ وفي ذات النسق فإن الحروب والإبادة الجماعية والقتل اليومي لنفس المجموعات الاثنية التى تمارس ضدها العنصرية في المركز وتقتل وتباد في داخل أقاليمها، هل مجرد مساندة بعض الأفراد والشخصيات للنضال في تلك المناطق هو كافي لرفع عبء المحاسبة والتساؤل على أقل تقدير حول صمت البقية؟
 هل هذه النخب التي تتصدى للادانة والمناصرة علي قلة عددها هل هي قائدة في داخل مجموعتها ومطاعة بحيث يشكل موقفها رأي عام أو موقف جماعي؟ لماذا تشعر هذه النخب بالرغبة المستمرة في أن توضح تميزها عبر مواقفها وتعتبر أن اتخاذ تلك المواقف هو في حد ذاته دليل كافي على وجود التغيير أو على الأقل الحركة نحوه، حتى وإن كانت تلك المواقف شخصية لاتمثل واقع اجتماعي أو سياسي بل مناقضة لواقعها.؟ وهل هذه الفئة التي أنبرت لدعم الهامش وأدانة العنصرية مستعدة لمواجهته مع الاثنيات التي تنتمي إليها وألعمل داخلها لتغيير سلوكها العنصري كمجموعات، أم أن تلك المواقف لا تتعدى المكتوب والمصرح به علنا دون الغوص في عملية تغيير حقيقية للواقع ومواجهته وتحمل عواقب تلك المواجهة مع الذات الأوسع الممثلة في المجموعة التي ينتمون إليها.
هذه التساؤلات لا تقلل من حجم الاحترام والتقدير لكل من يتخذ جانب الحق احقاقا له. بل هي تساؤلات فرضتها قرائن الأحوال التي التبست فيها المواقف المبدئية مع المصالح السياسية والأثنية وتحديات فقد الامتيازات التاريخية التي تفرضها المواجهة التاريخية الواجبة عاجلا لا آجلا
 
Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق