الطيب الزين
كتب د. غازي صلاح الدين مقالاً نشر في موقع الراكوبة، تحت عنوان: تجدد المواعظ والعبر .. مما استجد بين السعودية وقطر..!
حاول من خلاله، ان يوحي بانه لم يكن يوماً عابقاً في ثلاجة التاريخ، ولم يلزم الصمت، تجاه الخراب والدمار الذي ألحقه نظام الانقاذ بالوطن والشعب ..! وها هو اليوم يكتب مناشداً السعودية وقطر، بالتحلي بالحكمة، وتفويت الفرصة على المتربصين بالعالم العربي والإسلامي، وقد حشد في ذلك الكثير من التجارب وآخرها تجربة الخلاف بين العراق والكويت، الذي انتهى بزوال حكم البعث بقيادة صدام حسين، وإحتلال العراق، وعودة آلِ الصباح الى الحكم في الكويت وبقائهم فيه حتى الآن ...! وهاهم يقومون بدور الوساطة بين السعودية وقطر، والعارف بالمنطقة وظروفها وثقافتها ونهج حكامها القائم على اللا عقل واللا ديمقراطية، لن يعول كثيراً على هذه الوساطة، ولن يتفاجأ بالمآلات التي سوف تؤول اليها مستقبلا .
انها بحق مفارقة عجيبة ..! من يريد لأمته الصلاح والفلاح، الأجدر به ان يحقق ذلك أولاً لشعبه ووطنه، اي تناقض هذا...؟ الا تستحق عذابات الشعب السوداني مقال، "مكرب" مثل مقاله الذي سطره بشأن الخلاف السعودي، القطري...؟ غازي صلاح الدين اليوم، أو لنقل لسنوات خلت، هو خارج كابينة النظام ، وقد كوّن حزب الإصلاح هذا صحيح . لكن هل خروجه متأخراً من دهاليز النظام سيعفيه من مسؤوليته تجاه العذابات التي عاناه ويعانيها الشعب السوداني ودوره فيها...؟ طرحنا لهذا السؤال القصد منه القول: بأننا شعب ما زال يتحلى بذاكرة حية وقادرة على إسترعاج كل المرارات والظروف والسياسات والوجوه التي أنتجت هذه الازمة وحصادها المر...!
لذلك ليس غريباً البته ان نرى حبات عقد النظام الحاكم تنفرط يوماً بعد آخر، بالامس كان صلاح قوش، وقبله الراحل د الترابي وجماعته، واليوم الفريق طه عثمان...! ومعاناة الشعب السوداني تتعمق وتتسع في أمنه ومأكله وملبسه وشرابه..! دافعنا الثاني لكتابة هذا المقال، هو كشف النزعة الانتهازية والتناقض بين الاقوال والافعال في الساحة السياسية السودانية ..!
وهنا يجدر بِنَا ان نتساءل.. أي معنى للتاريخ اذا لم يستطع حفر بصماته في وجوه الناس...؟ الى هذا الحد ظن د غازي صلاح الدين أننا قد فقدنا الإحساس بالتاريخ، والإحساس بالدهشة ونحن نقلب وجوه رموز الاسلام السياسي في كل من السودان، وتركيا وغزة وقطر إنتهاءاً بأيران...؟
للاسف الشديد بعد تآمر بعض العرب على العراق واسقاط نظام الحكم القائم فيه، أصبحت الساحة العربية فارغة من الرجال اصحاب المواقف والارادة، وهكذا ليبيا.. لذاك نجد انفسنا في مسرح العبث السياسي الذي لم ولن تنتهي فصوله اذا استمرت الاحوال كما هي عليه الان وخلال الأعوام الماضية.!
ما بين الامس واليوم، شهدت المنطقة العربية تطورات جمة، لكن محصلتها هي الخراب والدمار وتناسل الحروب، في كل من السودان وسوريا ليبيا واليمن، وإنحسار الوعي وتفشي ثقافة الظلام الى الحد الذي جعل البعض يعتقد أننا لم نعد نقو على التمييز بين التاريخ المثقوب والمشاعر المثقوبة...؟
ما اتعس حظنا وحظ الأطفال والنساء، والمساكين، والكادحين والنازحيين والمشرديين في صحراء دارفور وكهوف جبال النوبة، ما أتعس حظ الايتام الذين ولدوا وتربوا تحت حكم نظام الإنقاذ، الذين عانوا ويلات الجهل والفقر والجوع تحت رايات الاسلام السياسي، بعد أن راح آباؤهم حطباً في حروب المشروع الحضاري، الذي اصبح فيه التعليم للاغنياء، والحكم والسلطة والمال بيد الانتهازيين والأغبياء...!
نعم لحل الخلاف بين السعودية وقطر، لكن هل الخلاف بين قطر والسعودية، هو خلاف حدود حتى يمكن تلافيه وتجاوزه بهكذا مقالات أو وساطات..؟ الخلاف أعمق، ودكتور غازي صلاح الدين ، هو أول العارفين.
الخلاف هو بين مشروعين.. مشروع يدعم السلفيين والمشروع الآخر يدعم الاخوان المسلمين، وكلا المشروعين لا يخدمان قضايا المنطقة ولا يقدمان حلولا جدية لمعاناة شعبها المسكين المغلوب على أمره، إنطلاقاٌ من موريتانيا وإنتهاء بسلطنة عمان. لذا لابد من إحترام العقل وإعماله والحفاوة به ليستفيق العرب من سباتهم الذي بلغ حتى الان قرونا، لذا فشلوا في بناء الدولة العربية المعاصرة، لأن الديمقراطية غائبة والعقول مغيبة، فهم الان بين خيارين لا ثالث لهما إما اليقظة والوعي وإما الانتحار والتلاشي في وسط المثلث الذي يتربص بهم، وهو مثلث الخطر التاريخي، والاستراتيجي ممثلاً في اسرائيل وإيران وتركيا. والدول الثلاثة كل واحدة منها تعمل من وراء واجهات مختلفة، لكن غايتها في المحصلة النهائية، هي وأد العقل العربي.
كتب د. غازي صلاح الدين مقالاً نشر في موقع الراكوبة، تحت عنوان: تجدد المواعظ والعبر .. مما استجد بين السعودية وقطر..!
حاول من خلاله، ان يوحي بانه لم يكن يوماً عابقاً في ثلاجة التاريخ، ولم يلزم الصمت، تجاه الخراب والدمار الذي ألحقه نظام الانقاذ بالوطن والشعب ..! وها هو اليوم يكتب مناشداً السعودية وقطر، بالتحلي بالحكمة، وتفويت الفرصة على المتربصين بالعالم العربي والإسلامي، وقد حشد في ذلك الكثير من التجارب وآخرها تجربة الخلاف بين العراق والكويت، الذي انتهى بزوال حكم البعث بقيادة صدام حسين، وإحتلال العراق، وعودة آلِ الصباح الى الحكم في الكويت وبقائهم فيه حتى الآن ...! وهاهم يقومون بدور الوساطة بين السعودية وقطر، والعارف بالمنطقة وظروفها وثقافتها ونهج حكامها القائم على اللا عقل واللا ديمقراطية، لن يعول كثيراً على هذه الوساطة، ولن يتفاجأ بالمآلات التي سوف تؤول اليها مستقبلا .
انها بحق مفارقة عجيبة ..! من يريد لأمته الصلاح والفلاح، الأجدر به ان يحقق ذلك أولاً لشعبه ووطنه، اي تناقض هذا...؟ الا تستحق عذابات الشعب السوداني مقال، "مكرب" مثل مقاله الذي سطره بشأن الخلاف السعودي، القطري...؟ غازي صلاح الدين اليوم، أو لنقل لسنوات خلت، هو خارج كابينة النظام ، وقد كوّن حزب الإصلاح هذا صحيح . لكن هل خروجه متأخراً من دهاليز النظام سيعفيه من مسؤوليته تجاه العذابات التي عاناه ويعانيها الشعب السوداني ودوره فيها...؟ طرحنا لهذا السؤال القصد منه القول: بأننا شعب ما زال يتحلى بذاكرة حية وقادرة على إسترعاج كل المرارات والظروف والسياسات والوجوه التي أنتجت هذه الازمة وحصادها المر...!
لذلك ليس غريباً البته ان نرى حبات عقد النظام الحاكم تنفرط يوماً بعد آخر، بالامس كان صلاح قوش، وقبله الراحل د الترابي وجماعته، واليوم الفريق طه عثمان...! ومعاناة الشعب السوداني تتعمق وتتسع في أمنه ومأكله وملبسه وشرابه..! دافعنا الثاني لكتابة هذا المقال، هو كشف النزعة الانتهازية والتناقض بين الاقوال والافعال في الساحة السياسية السودانية ..!
وهنا يجدر بِنَا ان نتساءل.. أي معنى للتاريخ اذا لم يستطع حفر بصماته في وجوه الناس...؟ الى هذا الحد ظن د غازي صلاح الدين أننا قد فقدنا الإحساس بالتاريخ، والإحساس بالدهشة ونحن نقلب وجوه رموز الاسلام السياسي في كل من السودان، وتركيا وغزة وقطر إنتهاءاً بأيران...؟
للاسف الشديد بعد تآمر بعض العرب على العراق واسقاط نظام الحكم القائم فيه، أصبحت الساحة العربية فارغة من الرجال اصحاب المواقف والارادة، وهكذا ليبيا.. لذاك نجد انفسنا في مسرح العبث السياسي الذي لم ولن تنتهي فصوله اذا استمرت الاحوال كما هي عليه الان وخلال الأعوام الماضية.!
ما بين الامس واليوم، شهدت المنطقة العربية تطورات جمة، لكن محصلتها هي الخراب والدمار وتناسل الحروب، في كل من السودان وسوريا ليبيا واليمن، وإنحسار الوعي وتفشي ثقافة الظلام الى الحد الذي جعل البعض يعتقد أننا لم نعد نقو على التمييز بين التاريخ المثقوب والمشاعر المثقوبة...؟
ما اتعس حظنا وحظ الأطفال والنساء، والمساكين، والكادحين والنازحيين والمشرديين في صحراء دارفور وكهوف جبال النوبة، ما أتعس حظ الايتام الذين ولدوا وتربوا تحت حكم نظام الإنقاذ، الذين عانوا ويلات الجهل والفقر والجوع تحت رايات الاسلام السياسي، بعد أن راح آباؤهم حطباً في حروب المشروع الحضاري، الذي اصبح فيه التعليم للاغنياء، والحكم والسلطة والمال بيد الانتهازيين والأغبياء...!
نعم لحل الخلاف بين السعودية وقطر، لكن هل الخلاف بين قطر والسعودية، هو خلاف حدود حتى يمكن تلافيه وتجاوزه بهكذا مقالات أو وساطات..؟ الخلاف أعمق، ودكتور غازي صلاح الدين ، هو أول العارفين.
الخلاف هو بين مشروعين.. مشروع يدعم السلفيين والمشروع الآخر يدعم الاخوان المسلمين، وكلا المشروعين لا يخدمان قضايا المنطقة ولا يقدمان حلولا جدية لمعاناة شعبها المسكين المغلوب على أمره، إنطلاقاٌ من موريتانيا وإنتهاء بسلطنة عمان. لذا لابد من إحترام العقل وإعماله والحفاوة به ليستفيق العرب من سباتهم الذي بلغ حتى الان قرونا، لذا فشلوا في بناء الدولة العربية المعاصرة، لأن الديمقراطية غائبة والعقول مغيبة، فهم الان بين خيارين لا ثالث لهما إما اليقظة والوعي وإما الانتحار والتلاشي في وسط المثلث الذي يتربص بهم، وهو مثلث الخطر التاريخي، والاستراتيجي ممثلاً في اسرائيل وإيران وتركيا. والدول الثلاثة كل واحدة منها تعمل من وراء واجهات مختلفة، لكن غايتها في المحصلة النهائية، هي وأد العقل العربي.
0 comments:
إرسال تعليق