الطيب الزين
من المتعارف عليه، أن كل الشعوب التي احرزت التقدم والتمدن والتحضر، والاستقرار والسلام والعمار، والتنمية والرخاء، هي الشعوب التي تمسكت بالديمقراطية برغم عيوبها، التي لايمكن مقارنتها بعيوب الشمولية والدكتاتورية، التي تلغي سلطة الشعب، وتصادر حرياته العامة، بعد ان تسطو على السلطة وتتربع على عرشها بلا وجه حق...!
كما فعلت عصابة الانقاذ التي خالفت الشرع والشرعية في 1989، يوم ان قفزت الى قمة السلطة بزانة الخيانة والتآمر، ومن ثم قهرت الناس في آرائهم وافكارهم واعتقاداتهم ومعاشهم، وحشرتهم حشراً متعسفاً في مشروعها، المناقض للحرية والاستقرار والسلام والتقدم والتعايش، الذي برر منع النشاط السياسي، وشن حملات اعتقالات متواصلة، وملاحقات للمعارضين، وفصل تعسفي، وإعدامات للضباط الوطنيين، وانتهاج سياسة الانفتاح الاقتصادي، الذي انتهىت الى تكريس احتكارالسوق لمجموعة بعينها على حساب الأغلبية من الشعب. وتأجيج الحرب على الجنوبيين ، بتكوين مليشيات في جهات مختلفة وتسليحها وعسكرة الشعب بالقوة، انتهت بانفصال الجنوب. واحتكارالاعلام وتوظيفه في بث برامج عبثية سُميت ببرامج الجهاد، ثم واصل عبثه فأشاع القبلية في دار فور، عملاً بمنطق فرق تسد، وقسم أهل دارفور الى عرب وزرقة..! وورط السودان في محاولة اغتيال رئيس دولة، ودعم جماعات معارضة في كل من تشاد وارتريا، واثوبيا، وليبيا، ومصر، وكل هذه المشاريع التخريبية انتهت الى الفشل، لان الاوطان لا تبنى بخيانة الشعب والتآمر على الجيران والاشقاء والاصدقاء ، بل كل التجارب الانسانية الناجحة، أظهرت ان الاوطان لا تبنى بالقهر والتعسف والظلم، وإثارة النعرات العنصرية في وطن مثل السودان، مترامي الأطراف وزاخر بالتعدد والتنوع.
لذلك لابد من كسر طوَّق التخلف، والإمساك بناصية الحرية، لان الحرية ليست كلمة تلقى في الهواء، أو شعارات جوفاء. الحرية هي مضمون ومعنى، هي وعي وارادة، هي تدريب على التعلم، ومشروع تقدم وتطور، وتدريب للذات على الصبر، والمواجهة والابداع والخلق، وتهذيب للعقل والنفس والروح، وتزويد الضمير والوجدان بقيم الحياة.
الحرية هي قيم بناء للذات والآخر، هي قيم وفاء وتفاني من أجل الوطن والشعب. الحرية هي مد جسور احترام وتبادل للمصالح مع دول الجوار والاشقاء والاصدقاء، بل كل دول العالم . الحرية في الداخل هي ركيزة لترسيخ قيم التعايش والتفاهم، والعدالة والمساواة، والنزاهة والشفافية، والاخلاص والتفاني، وتزويد العقل بملكات التفنن والتفلسف والتفكر.
الحرية ليست ان تكون مصبراً في واقع يعج بالعميان، ولا ان تكون ذكياً في وسط شعب يمجد الغباء والأغبياء...! الحرية هي نار ونور، وقوة ومناعة للفرد والمجتمع، هي حافز للتعلم والممارسة والمعايشة، والتفاعل مع الآخر، الحرية هي احساس ومسؤولية، هي فكرة وممارسة تمكن الشعب من انتخاب ممثليه، وتفسح المجال للبرامج الوطنية الموضوعية المستجيبة لتطلعات الشعب في الأمن والاستقرار، والتنمية الشاملة والمتوازنة، الحرية هي التي تمكن الشعب من بناء دولة المؤسسات، ممثلة في قضاء مستقل، وبرلمان منتخب انتخاباً حراً من قبل الشعب، وسلطة تنفيذية خادمة للشعب، وصحافة حرة، تضطلع بدور المتابعة والمراقبة ونشر الوعي والمعرفة، وملاحقة ظواهر الفساد في مؤسسات الدولة والمجتمع.
الحرية هي إطلاق عنان الخيال والعقل ليعانقا هامة الإبداع، والمعاني الانسانية الكبيرة الخلاقة، ليحلقا بعيداً في سفوح المعرفة والابداع المشرعة على الضوء والألق الطليق، الحرية هي أفق مشرئب خلاق ومتحرر يغلق خلفه كل الأبواب المظلمة، أو التي يمكن ان يتسلل منها الظلام ، ويكسر كل القيود الخانقة والهادمة والضيقة.
الحرية هي أفق مفتوح لا ينتهي الى انسداد، الحرية هي لسان لا يتلعثم، الحرية موقف لا يعرف الحياد. الحرية نزاهة لا تتعايش مع الفساد، الحرية جرأة، جرأة للمعرفة والاختلاف والاختيار الحر، الحرية هي أن يملك الشعب رصيداً وافراً من الصبر والتجربة والمعرفة والشغف والإحساس بجمال الحياة، وقيمة العمل. الحرية أمل لا يعرف الموت، هي تطلع مستمر بان الغد أفضل، ويجب ان يكون أجمل، هكذا تظل الحياة حركة دائمة لا تعرف التوقف، لذا لابد ان يكون العقل حراً ومسكوناً بشغف التطلع لمعانقة هامة المعاني الكبيرة ، الحرة الوامضة بالحرية والرحابة والجرأة والإنارة التي تحرر العقول من قيود الظلام، والنفوس من شرور الجشع والطمع والحقد والحسد، ليعيش الجميع متساوون في الحقوق والواجبات، في وطن ترفرف فيه رايات الحرية والعدالة والسلام.
الطيب الزين
من المتعارف عليه، أن كل الشعوب التي احرزت التقدم والتمدن والتحضر، والاستقرار والسلام والعمار، والتنمية والرخاء، هي الشعوب التي تمسكت بالديمقراطية برغم عيوبها، التي لايمكن مقارنتها بعيوب الشمولية والدكتاتورية، التي تلغي سلطة الشعب، وتصادر حرياته العامة، بعد ان تسطو على السلطة وتتربع على عرشها بلا وجه حق...!
كما فعلت عصابة الانقاذ التي خالفت الشرع والشرعية في 1989، يوم ان قفزت الى قمة السلطة بزانة الخيانة والتآمر، ومن ثم قهرت الناس في آرائهم وافكارهم واعتقاداتهم ومعاشهم، وحشرتهم حشراً متعسفاً في مشروعها، المناقض للحرية والاستقرار والسلام والتقدم والتعايش، الذي برر منع النشاط السياسي، وشن حملات اعتقالات متواصلة، وملاحقات للمعارضين، وفصل تعسفي، وإعدامات للضباط الوطنيين، وانتهاج سياسة الانفتاح الاقتصادي، الذي انتهىت الى تكريس احتكارالسوق لمجموعة بعينها على حساب الأغلبية من الشعب. وتأجيج الحرب على الجنوبيين ، بتكوين مليشيات في جهات مختلفة وتسليحها وعسكرة الشعب بالقوة، انتهت بانفصال الجنوب. واحتكارالاعلام وتوظيفه في بث برامج عبثية سُميت ببرامج الجهاد، ثم واصل عبثه فأشاع القبلية في دار فور، عملاً بمنطق فرق تسد، وقسم أهل دارفور الى عرب وزرقة..! وورط السودان في محاولة اغتيال رئيس دولة، ودعم جماعات معارضة في كل من تشاد وارتريا، واثوبيا، وليبيا، ومصر، وكل هذه المشاريع التخريبية انتهت الى الفشل، لان الاوطان لا تبنى بخيانة الشعب والتآمر على الجيران والاشقاء والاصدقاء ، بل كل التجارب الانسانية الناجحة، أظهرت ان الاوطان لا تبنى بالقهر والتعسف والظلم، وإثارة النعرات العنصرية في وطن مثل السودان، مترامي الأطراف وزاخر بالتعدد والتنوع.
لذلك لابد من كسر طوَّق التخلف، والإمساك بناصية الحرية، لان الحرية ليست كلمة تلقى في الهواء، أو شعارات جوفاء. الحرية هي مضمون ومعنى، هي وعي وارادة، هي تدريب على التعلم، ومشروع تقدم وتطور، وتدريب للذات على الصبر، والمواجهة والابداع والخلق، وتهذيب للعقل والنفس والروح، وتزويد الضمير والوجدان بقيم الحياة.
الحرية هي قيم بناء للذات والآخر، هي قيم وفاء وتفاني من أجل الوطن والشعب. الحرية هي مد جسور احترام وتبادل للمصالح مع دول الجوار والاشقاء والاصدقاء، بل كل دول العالم . الحرية في الداخل هي ركيزة لترسيخ قيم التعايش والتفاهم، والعدالة والمساواة، والنزاهة والشفافية، والاخلاص والتفاني، وتزويد العقل بملكات التفنن والتفلسف والتفكر.
الحرية ليست ان تكون مصبراً في واقع يعج بالعميان، ولا ان تكون ذكياً في وسط شعب يمجد الغباء والأغبياء...! الحرية هي نار ونور، وقوة ومناعة للفرد والمجتمع، هي حافز للتعلم والممارسة والمعايشة، والتفاعل مع الآخر، الحرية هي احساس ومسؤولية، هي فكرة وممارسة تمكن الشعب من انتخاب ممثليه، وتفسح المجال للبرامج الوطنية الموضوعية المستجيبة لتطلعات الشعب في الأمن والاستقرار، والتنمية الشاملة والمتوازنة، الحرية هي التي تمكن الشعب من بناء دولة المؤسسات، ممثلة في قضاء مستقل، وبرلمان منتخب انتخاباً حراً من قبل الشعب، وسلطة تنفيذية خادمة للشعب، وصحافة حرة، تضطلع بدور المتابعة والمراقبة ونشر الوعي والمعرفة، وملاحقة ظواهر الفساد في مؤسسات الدولة والمجتمع.
الحرية هي إطلاق عنان الخيال والعقل ليعانقا هامة الإبداع، والمعاني الانسانية الكبيرة الخلاقة، ليحلقا بعيداً في سفوح المعرفة والابداع المشرعة على الضوء والألق الطليق، الحرية هي أفق مشرئب خلاق ومتحرر يغلق خلفه كل الأبواب المظلمة، أو التي يمكن ان يتسلل منها الظلام ، ويكسر كل القيود الخانقة والهادمة والضيقة.
الحرية هي أفق مفتوح لا ينتهي الى انسداد، الحرية هي لسان لا يتلعثم، الحرية موقف لا يعرف الحياد. الحرية نزاهة لا تتعايش مع الفساد، الحرية جرأة، جرأة للمعرفة والاختلاف والاختيار الحر، الحرية هي أن يملك الشعب رصيداً وافراً من الصبر والتجربة والمعرفة والشغف والإحساس بجمال الحياة، وقيمة العمل. الحرية أمل لا يعرف الموت، هي تطلع مستمر بان الغد أفضل، ويجب ان يكون أجمل، هكذا تظل الحياة حركة دائمة لا تعرف التوقف، لذا لابد ان يكون العقل حراً ومسكوناً بشغف التطلع لمعانقة هامة المعاني الكبيرة ، الحرة الوامضة بالحرية والرحابة والجرأة والإنارة التي تحرر العقول من قيود الظلام، والنفوس من شرور الجشع والطمع والحقد والحسد، ليعيش الجميع متساوون في الحقوق والواجبات، في وطن ترفرف فيه رايات الحرية والعدالة والسلام.
الطيب الزين
0 comments:
إرسال تعليق