|
ارتكبت قوات حكومية سودانية ومليشيات تابعة للنظام يوم الجمعة 22 سبتمبر 2017، مجزرة بشعة في معسكر كلمة للنازحين في ولاية جنوب دارفور راح ضحيتها خمسة قتلى على الاقل الي جانب عشرات القتلى والمفقودين، مع تزايد القلق على الاوضاع في المعسكر في ظل عدم وجود الخدمات الصحية الكافية لاسعاف الجرحي والمصابين.
ومنذ اعلان النظام السوداني عن عزم رئيسه عمر البشير على زيارة دارفور، والتي بدأت فعليا يوم الخميس 21 سبتمبر 2017 بعد تأجيلها عدة ايام، عمت إقليم دارفور الكبير بولاياته المختلفة مظاهرات حاشدة ترفض الزيارة ذات الأهداف السياسية التي تسعى الي تسويق وهم كاذب للاستقرار في السودان وفي دارفور على وجه الخصوص بعد نجاحه في تدجين المجتمع الدولي لتقليل وجود بعثة السلام الدولية يوناميد في الإقليم.
وكانت الهيئة العامة للنازحين قد اصدرت بياناً يوم الثلاثاء 19 سبتمبر 2017 ينتقد زيارة البشير الي دارفور والي معسكر كلمة (وهو المعسكر الذي شهد مذابح متعددة على يد القوات الحكومية منذ اندلاع الحرب في دارفور في عام 2003) وقامت بتسيير مسيرة سلمية وتسليم مذكرة الي مقر بعثة السلام الدولية يوناميد ترفض فيها استقبال البشير وتطالب البعثة بحماية النازحين من أي انتهاكات متوقعة في حالة زيارة البشير. ورفضت أيضا معسكرات وتجمعات النازحين في زالنجي وقريضة زيارة البشير وأعلنت عدم خروجها لاستقباله. وقدر يعقوب عبد الله فوري المنسق العام لمعسكرات النازحين واللاجئين عدد المشاركين في مظاهرة اليوم الثاني لتسليم المذكرة بنحو (200) ألف نازحا ونازحة في مختلف انحاء إقليم دارفور. بينما خرج الآلاف أمس في معسكرات الحميدية وخمسة دقائق بزالنجي وسط دارفور منددين بزيارة البشير وتطالب بالعدالة وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية في اليوم الأول للزيارة. وتم استخدام القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين والمحتجين السلميين والتي وصلت لحد استخدام المروحيات العسكرية المقاتلة في مواجهتهم. ووصف الشفيع عبدالله منسق معسكرات النازحين بولاية وسط دارفورحديث البشير عن العودة الطوعية للنازحين بأنه خطة جديدة لارتكاب المزيد من القتل وتفكيك المعسكرات. واضطرت مظاهرات النازحين والمواطنين الحاشدة في إقليم دارفور البشير الي التحرك بمروحية وتم منع الصحفيين ومراسلي وكالات الاخبار الذين رافقوا البشير في زيارته من التنقل معه.
الشاهد ان الأهداف السياسية التي يرغب النظام في فرضها من خلال زيارة البشير بادعاء وجود سلام واستقرار في إقليم دارفور تتناقض مع واقع بقاء معسكرات النازحين ومدى المعاناة فيها كما تشكل استفزازاً بالغاً لضحايا الحرب من سكان المعسكرات في ظل غياب أي إجراءات حقيقية لتحقيق السلام او المحاسبة والعدالة بخصوص الانتهاكات التي تم ارتكابها على مدى العقدين الماضيين في الإقليم.
اضطرت السلطات في جنوب دارفور الي تغيير مكان استقبال البشير من معسكر كلمة الي محلية بليل المجاورة. غير ان مليشيات وقوات حكومية قامت في مساء يوم الخميس والساعات الأولى من فجر يوم الجمعة 21-22 سبتمبر بالهجوم على معسكر كلمة بالأسلحة النارية، وهو ما خلف عشرات القتلى والجرحى من سكان المعسكر.
|
|
|
|
0 comments:
إرسال تعليق