الطيب الزين
المشهد الذي ألهب شعوري وحوله الى ما يشبه جرحاً مفتوحاً أغمدت فيه حفنة ملح، هو رؤية صور الشهداء والجرحى يسقطون في المظاهرات، التي نظمها نازحي معسكر كلمة، رفضاً لزيارة الزعيم العاري . . !
الزعيم الذي عجز عن الذهاب إلى مقر الامم المتحدة في نيوريوك ومقابلة قادة العالم وإلقاء كلمة السودان..! بل ذهب الى دارفور التي شهدت جرائمه ضد إنسانها البسيط الذي عانى في زمنه وأزمان سابقة من واقع التهميش، بل فاقم واقع التهميش في عهده المشؤوم حتى أوصله حد القتل واستباحة حياة الانسان ومكتسباته. . !
الزعيم العاري، جاء الى السلطة على ظهر دبابة مفترساً الشرعية الديمقراطية القائمة في حينها، ومنذ يومها وحتّى يومنا هذا، ظل يمارس هوايته المفضلة، هواية الإفتراس. . !
إفتراس الوطن والشعب والسلطة والمال العام والدين والقيم والأخلاق والأحزاب وقادتها . . . !
إفتراس لا يكشف عن حالة توازن في النفس وقوة في الفكر ووضوح في الرؤية، بل إفتراس يكشف عن أزمة في النفس وفِي الروح وفِي العقل والضمير .. !
لسبر أغوار اللغز المحير الذي يقف وراء ممارسات الزعيم العاري، لابد من إيجاد طريقة جديدة للنظر، وتغيير زاوية الرؤية إلى أفعاله المناقضة لأقواله، وبتلك الطريقة نتجاوز الطرق التقليدية في قراءة نفسية الطاغية، التي لا توفر مفتاحاً ملائماً لفهم تصرفاته وأفعاله، وهو يعيش واقع الازمة التي تجعله يعيش كطريد متوحد، في وسط غابة من صعاليك المدينة وثعالب السياسة، وأباطرة الفساد، الذين كل منهم منصرف الى مصالحه، اما هو، فمنصرف إلى همومه وأحلامه مع كل ما فيها من كوابيس مزعجة ونزوات شيطانية تتطلب تكلفة استثنائية كي تتحقق..!
لكنه مع ذلك يعول على المفاجآت والاقدار التي لا يرقى الإدراك العادي الى سبر كنهها ..!
ولأنه زعيم يعشق الكذب والخداع منذ صباه، لذا في شيخوخته، راح يعد الشعب في دارفور الجريحة بمشروع حوض البقارة لتحقيق التنمية التي ستعيد الى دارفور سيرتها الاولى. . ! سيرتها الاولى التي رأها في غزارة امطار هذا العام. . ! لذاك أرخى لخياله اللجام، متسائلاً: لماذا غاب الخير، طوال الفترة الماضية ..؟ سؤال سيفتح شهية اختصاصي علم النفس للبحث في نيات هذا الرجل الذي زار أرض دارفور التي ضمت بين حناياها رفات الآلاف من ضحاياه، ومع ذلك خطب فيهم بلغة السّلام، متسائلاً عن الشيطان الذي دخل بينهم فأجج نيران الحرب وسوغ قتل الانسان لاخيه الانسان..؟؟؟!!
من يحلل خطابات الزعيم العاري، يفهم انه يعيش في أزمنه اخرى، أزمنه خارج الزمن الحاضر الشاهد على فشله وعجزه وجرائمه وبشاعاته التي يحار في فهمها الانسان السوي..! يقف الحب والتوق الى السيطرة الذي يتحول الى شغف وراء كل اعمال الطغاة. يرافق ذلك اعتقاد بأنهم رجال المصير، وبأنهم مكلفون اداء مهمات فائقة الأهمية. لا يثبط إرادتهم لدى مواجهة المصاعب فحسب، بل يبعد عنهم شعور الندامة او تبكيت الضمير إزاء التكلفة البشرية والمادية التي يتحملون مسؤولية إزهاقها وهدرها.
بهذا نصل إلى القانون الذي يحكم سلطة الطغاة: إنه قانون التمتع بممارسة السلطة. الطاغية يحب التمتع بالسلطة كما يتمتع الطفل بألعابه. الطاغية شخص لا يفهم التفاهم الودي مع الآخرين، قدر حاجته إلى إثارة أزمات وحوداث يكرس بها بطولته الزائفة . . ! هذا جوهر فكرة التسامي الذي يذكر بجدلية العبد والسيد لدي هيغل؛ السيد يعيد إنتاج قوته والعبد يعيد إنتاج عبوديته على قاعدة العدوان على الضعفاء وإنتهاك رفاهية الآخَرين. لذلك سيظل الطاغية عارياً مهما طال بقاءه في السلطة ما دام وصلها عبر الدبابة. فهو عاري من القيم والاخلاق والشرعية الشعبية. لذا لابد من إستعادة الديمقراطية مهما طال عمر الظّلم، لبناء وطن متصالح مع نفسه.
المشهد الذي ألهب شعوري وحوله الى ما يشبه جرحاً مفتوحاً أغمدت فيه حفنة ملح، هو رؤية صور الشهداء والجرحى يسقطون في المظاهرات، التي نظمها نازحي معسكر كلمة، رفضاً لزيارة الزعيم العاري . . !
الزعيم الذي عجز عن الذهاب إلى مقر الامم المتحدة في نيوريوك ومقابلة قادة العالم وإلقاء كلمة السودان..! بل ذهب الى دارفور التي شهدت جرائمه ضد إنسانها البسيط الذي عانى في زمنه وأزمان سابقة من واقع التهميش، بل فاقم واقع التهميش في عهده المشؤوم حتى أوصله حد القتل واستباحة حياة الانسان ومكتسباته. . !
الزعيم العاري، جاء الى السلطة على ظهر دبابة مفترساً الشرعية الديمقراطية القائمة في حينها، ومنذ يومها وحتّى يومنا هذا، ظل يمارس هوايته المفضلة، هواية الإفتراس. . !
إفتراس الوطن والشعب والسلطة والمال العام والدين والقيم والأخلاق والأحزاب وقادتها . . . !
إفتراس لا يكشف عن حالة توازن في النفس وقوة في الفكر ووضوح في الرؤية، بل إفتراس يكشف عن أزمة في النفس وفِي الروح وفِي العقل والضمير .. !
لسبر أغوار اللغز المحير الذي يقف وراء ممارسات الزعيم العاري، لابد من إيجاد طريقة جديدة للنظر، وتغيير زاوية الرؤية إلى أفعاله المناقضة لأقواله، وبتلك الطريقة نتجاوز الطرق التقليدية في قراءة نفسية الطاغية، التي لا توفر مفتاحاً ملائماً لفهم تصرفاته وأفعاله، وهو يعيش واقع الازمة التي تجعله يعيش كطريد متوحد، في وسط غابة من صعاليك المدينة وثعالب السياسة، وأباطرة الفساد، الذين كل منهم منصرف الى مصالحه، اما هو، فمنصرف إلى همومه وأحلامه مع كل ما فيها من كوابيس مزعجة ونزوات شيطانية تتطلب تكلفة استثنائية كي تتحقق..!
لكنه مع ذلك يعول على المفاجآت والاقدار التي لا يرقى الإدراك العادي الى سبر كنهها ..!
ولأنه زعيم يعشق الكذب والخداع منذ صباه، لذا في شيخوخته، راح يعد الشعب في دارفور الجريحة بمشروع حوض البقارة لتحقيق التنمية التي ستعيد الى دارفور سيرتها الاولى. . ! سيرتها الاولى التي رأها في غزارة امطار هذا العام. . ! لذاك أرخى لخياله اللجام، متسائلاً: لماذا غاب الخير، طوال الفترة الماضية ..؟ سؤال سيفتح شهية اختصاصي علم النفس للبحث في نيات هذا الرجل الذي زار أرض دارفور التي ضمت بين حناياها رفات الآلاف من ضحاياه، ومع ذلك خطب فيهم بلغة السّلام، متسائلاً عن الشيطان الذي دخل بينهم فأجج نيران الحرب وسوغ قتل الانسان لاخيه الانسان..؟؟؟!!
من يحلل خطابات الزعيم العاري، يفهم انه يعيش في أزمنه اخرى، أزمنه خارج الزمن الحاضر الشاهد على فشله وعجزه وجرائمه وبشاعاته التي يحار في فهمها الانسان السوي..! يقف الحب والتوق الى السيطرة الذي يتحول الى شغف وراء كل اعمال الطغاة. يرافق ذلك اعتقاد بأنهم رجال المصير، وبأنهم مكلفون اداء مهمات فائقة الأهمية. لا يثبط إرادتهم لدى مواجهة المصاعب فحسب، بل يبعد عنهم شعور الندامة او تبكيت الضمير إزاء التكلفة البشرية والمادية التي يتحملون مسؤولية إزهاقها وهدرها.
بهذا نصل إلى القانون الذي يحكم سلطة الطغاة: إنه قانون التمتع بممارسة السلطة. الطاغية يحب التمتع بالسلطة كما يتمتع الطفل بألعابه. الطاغية شخص لا يفهم التفاهم الودي مع الآخرين، قدر حاجته إلى إثارة أزمات وحوداث يكرس بها بطولته الزائفة . . ! هذا جوهر فكرة التسامي الذي يذكر بجدلية العبد والسيد لدي هيغل؛ السيد يعيد إنتاج قوته والعبد يعيد إنتاج عبوديته على قاعدة العدوان على الضعفاء وإنتهاك رفاهية الآخَرين. لذلك سيظل الطاغية عارياً مهما طال بقاءه في السلطة ما دام وصلها عبر الدبابة. فهو عاري من القيم والاخلاق والشرعية الشعبية. لذا لابد من إستعادة الديمقراطية مهما طال عمر الظّلم، لبناء وطن متصالح مع نفسه.
0 comments:
إرسال تعليق