فشل النظام . . ويقظة المعارضة.



الطيب الزين 
ان المظاهرات التي إنطلقت مؤخراً في أعقاب إرتفاع أسعار الاساسية، وانهيار العملة الوطنية في مقابل العملات الأجنبية، تقول: أن جراب النظام اصبح بالياً، ومخيلة صناع الاكاذيب في مؤسساته، قد اصبحت معطوبة، وعاجزة عن إنتاج المزيد منها، في ضوء ما بلغته الأوضاع في بلادنا، للحد الذي لم تعد تفيد معه الشعارات الهلامية والتطمينات الفارغة التي لا تثمن ولا تغني عن جوع...! 
لذلك تحرك الشارع السوداني، ناقلاً مطالبه من البيوت ومواقع العمل وقاعات الدّراسة، إلى الشارع العريض، ناشداً التغيير السياسي الشامل الذي يضفي الى بر الأمان والحرية والديمقراطية والخلاص، لتحقيق الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي، الامر الذي اصاب النظام واجهزته بالخوف والهلع من هذا الحراك، الذي إنطلق رفضاً للغلاء وحياة البؤس
الحراك الجماهيري، هو حراك مبشر، وواعد بالخير، لأن الشباب السوداني بدأ يسطر أروع الملاحم ضد نظام الظلم والاستبداد، كما أبان الحراك النضالي ان رحم حواء السودان ولاد، فها هم الشباب الأبطال الشرفاء يخرجون من أجل تصحيح الإعوجاج، وإبتكار طرق جديدة في النضال، حتماً ستترك بصمات نوعية في مسيرة النضال الوطني المعاصر
وقد فعل حسناً، قادة القوى السياسية، الذين وجهوا الشباب أن يكون تعبيرهم بالوسائل السلمية والحضارية، تجاوزاً للحفر والمطبات والعقبات التي تحاول اجهزة النظام الأمنية إدخال حراك الشارع السوداني في انفاق مهلكة، عبر المواجهة المسلحة، من أجل عرقلة مسيرة التغيير التي بدأت تتبلور في وعي الشعب وعقول الشباب، فالنظام حينما شعر بخطورة الموقف، عمل على تشتيت أنظار الرأي العام، بان اطلق حملة إعلامية كاذبة ضد ارتريا، متهماً إياها بأنها قد فتحت أراضيها للقوات المصرية، لكن الذي ظهر للناس ان ذلك ما هو الا احد أقنعة نظام الاستبداد، الذي ظل يتخفى وراءها طوال سنوات حكمه التي قاربت الثلاثين عاماً. . ! يلبس لكل مرحلة قناعها، لذا على القوى السياسية ان تنتبه لهذه الأساليب والألاعيب، التي تسعى لجعل الشعب السوداني بين خيارين مُرين: إما القبول بالقهر والكبت والاستبداد والفساد، أو إنتظار الفوضى والحرب الأهلية في حال إنهيار النظام، الذي يسعى بكل ما يستطيع ان يظهر حراك الجماهير الذي يستهدف التغيير الشامل والخلاص الأبدي من واقع الظلم والاستبداد وحياة الفقر البؤس، إلى حراك للمزايدة بين القوى السياسية من أجل الكسب السياسي، لهذا الحزب أو ذاك، وهو سلاحه الأخير الذي يمتلكه، بعد أن تكشفت أكاذيبه تجاه ارتريا . ! منطبقاً عليه المثل الذي يقول: عينك في الفيل، وتطعن في ظله. .! وما أكثر الافيال الافريقية الراتعة في أراضينا، في كلا من الفشقة وحلايب وشلاتين. . ! 
لهذا على القوى السياسية ان تحافظ على وحدتها ويقظتها وتواصل حراكها السياسي الفاعل الذي زلزل أركان النظام هذه المرة، بمزيد من التلاحم مع الشارع، والانتباه الى المخاطر والمزالق، لقطع الطريق عليه، حتى يستمر الحراك الجماهيري في كل مدن وقرى السودان، لأن التغيير أصبح ضرورة ملحة لكل الفئات والشرائح والمكونات في السودان
ولعل من أهم الثمار التي سيجنيها الشعب السوداني بعد كل هذا الصبر والمقاومة، أنه سيستعيد قراره وخياره الديمقراطي الذي سيعينه في تنظيم حياته والتخطيط لمستقبله بعيداً عن المزايدات ومنطق الاستبداد ، بحيث تتمكن هذه التحولات المُنتظرة، من خلق مناخ سياسي جديد معافى، يمكن من تجاوز العقبات وكسر القيود وتحطيم أصنام الاستبداد، وتصحيح أخطاء الماضي، وخلق بيئة سياسية جديدة معفاة تمكن كل القوى السياسية من التواصل الخلاق، الذي يحرر عقول الشعب من الخوف والجوع ويفجر الطاقات ويخلق الكفاءات لهذا فإننا نعتقد أن اللحظة السياسية التي تعيشها بلادنا هي لحظة حساسة ومصيرية تتطلب مشاركة حقيقية وفعالة من جميع القوى السياسية في الشارع وكل مواقع النضال الاخرى، ويقظة دائمة، سيساهمان في تحديد شكل المستقبل السياسي في بلادنا القائم على الديمقراطية والحرية والقانون والعدالة الاجتماعية والمساواة.
Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق