رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات (المنطقتين) المهندس/ إبراهيم محمود :لن نسمح بدخول المساعدات الإنسانية عبر مسار خارجي




رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات (المنطقتين) المهندس/ إبراهيم محمود:وفد (الشعبية) لجأ للتكتيكات بسبب الخلاف مع عقار وعرمان

لن نسمح بدخول المساعدات الإنسانية عبر مسار خارجي

(الحركة الشعبية شمال) لا تملك إرادة حقيقية للسلام
(قطاع الشمال) استخدم الملف الإنساني لأجندات خاصة
حاوره بأديس أبابا: عبد الرؤوف طه
حمّل رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات المنطقتين (جنوب كردفان – النيل الأزرق)، المهندس إبراهيم محمود، وفد الحركة الشعبية – شمال، مسؤولية تعليق جولة مفاوضات أديس أبابا الأخيرة.
وأعلن محمود لـ(الصيحة) من مقر المفاوضات (فندق راديسون بلو)، رفضهم القاطع لمقترح الحركة لإدخال المساعدات الإنسانية عبر مناطقها دون إشراف حكومي، بحسبان ذلك طعن في سيادة الدولة، وقال (لن نسمح بتكوين دولة داخل الدولة).
عن جولة التفاوض الحالية، والمتوقع في الجولة المقبلة كان حوارنا الآتي:-
ما هو تقييمك لجولة المفاوضات الحالية؟
الجولة الحالية شهدت اللقاء بيننا والحركة الشعبية شمال بعد تغيير قيادتها التي كنا نتمنى أن نصل معهم لاتفاق حول وقف العدائيات امتداداً لاتفاق (خارطة الطريق)، ومن ثم يأتي تكوين اللجان السياسية والترتيبات الأمنية. ولكن الطرف الآخر استخدم نفس التكتيكات السابقة والأسلوب السابق في التفاوض.
ما هي التكتيكات التي استخدمها الطرف الآخر؟
طلبوا أن يكون لهم سيادة على الأرض التي تقع تحت سيطرتهم، وأن تدخل المساعدات الإنسانية عبر الطائرات الخارجية، وهو أمر يخالف الأعراف الدولية التي تقدر سيادة الدولة، وأن تكون للدولة كامل السلطات على الحدود وتملك بهذا الحق سلطات هجرية وجمارك. وهم يريدون إدخال المساعدات من الخارج عبر المعبر الحدودي الموجودين فيه من غير احترام لسيادة الدولة.
كيف تعاملت الوساطة مع المقترح الذي دفعت به الشعبية شمال حول نقل المساعدات الإنسانية؟
امبيكي أخبرهم حال أرادوا إدخال الإغاثات عبر الحدود الموجودين فيها فيمكن أن تكون هنالك نقطة للجمارك والإجراءات الهجرية، وأن تكون النقطة مشتركة بين الحكومة والشعبية شمال لتفتيش المساعدات والتأكد من كونها عبارة عن مساعدات إنسانية وليست ذخائر أو أسلحة، ولكنهم رفضوا ذلك.
لماذا في رأيك؟
رفضوا حتى المقترح السابق الذي اتفقنا عليه وينص على توفير الولايات المتحدة الأمريكية نسبة 20% التي كان يحتجون بها للأدوية والمعدات الطبية حيث يتم توفيرها عبر المعونة الأمريكية. وافقت الحكومة على المقترح ولكن وفد الشعبية رفض ذلك وهم يستخدمون نفس الأسلوب السابق لتأجيل المفاوضات.
ما هو سر الرفض من الشعبية شمال لكل المقترحات التي قدمت سواء من جانبكم أو الوساطة الافريقية رفيعة المستوى؟
لأنهم ليسوا على استعداد في الوقت الحالي للمضي قدماً في طريق السلام وتنفيذ خارطة الطريق.
عضو وفد الحركة المفاوض، د. أبكر آدم إسماعيل يحمل وفد الحكومة مسؤولية تعليق الجولة الحالية؟
الكل يعلم أنهم سبب تعليق المفاوضات، وحتى امبيكي قال إنهم يستخدمون الأساليب السابقة، وأعني الملف الإنساني لتحقيق أغراضهم الخاصة والسياسية وليس من أجل السلام.
وشخصياً قلت لهم إننا لن نقبل أن تأتي المساعدات من أي مكان في العالم، إلا عبر سلطات الدولة. والسودان دولة محترمة ولها سيادة، ولا يمكن أن تكون هنالك سيادة لمجموعة متمردة على الحدود والإجراءات الهجرية والجمركية. (هذا ما لا يعقل أبداً).
ملف المساعدات الإنسانية ظل عقبة كؤود في طريق السلام منذ العام 2012م؟
لأن الشعبية شمال لا تريد السلام، ولا يطرحون أشياء من أجل السلام. لا يمكن أن تكون هنالك سيادة لحركة متمردة على حدود الدولة، أو أن تمارس السيادة داخل الدولة. بمعنى هم يريدون دولة داخل الدولة، لذلك هم يطلبون مثل هذه الأشياء بغرض التعجيز وعدم المضي قدماً في طريق السلام.
في تقديرك ماذا تريد الشعبية شمال؟
وفد قطاع شمال لا يملك إرادة حقيقية من أجل السلام.
لماذا؟
قد تكون القيادة الجديدة لم ترتب أوضاعها، ولا تعرف ماذا تريد. وقد تكون تكتيكات للمشاكل الداخلية بينهم ومجموعة مالك عقار وياسر عرمان. إذا كانت هنالك إرادة حقيقية للسلام فإن خارطة الطريق واضحة وهم وقعوا على خارطة الطريق كحركة شعبية قطاع الشمال.
الذي وقع خارطة الطريق هم فصيل (عقار – عرمان) وليس القيادة الحالية للحركة بقيادة عبدالعزيز الحلو؟
لا يهمنا من وقع، ولكن كمؤسسة قد وقعت الحركة الشعبية شمال.
ما هو الأمر الإيجابي في الجولة الحالية؟
الأمر الجيد أن الطرفين التزما بوقف العدائيات ووقف إطلاق النار، وهذا خلق حقيقة جواً من السلام في المنطقتين وخفف على المواطنين المعاناة. ونحن ملتزمون بوقف إطلاق النار، أيضاً من الأمور الإيجابية اتفاقنا على جولة ثانية من أجل التفاوض.
كانت هنالك جولة منفصلة مع امبيكي بعد تعليق المفاوضات؟
كانت بخصوص خارطة الطريق، والأطراف التي وقعت معنا خارطة الطريق لنمضي إلى الأمام في تنفيذ بنودها. وهذه الأطراف وعلى وجه التحديد الإمام الصادق المهدي عن حزب الأمة وحركتي دارفور (العدل والمساواة وتحرير السودان) فقد أوضحنا لامبيكي أن الحوار الوطني انتهت مرحلته الأولى، ودخلنا المرحلة الثانية.
ماذا في هذه المرحلة؟
هي مرحلة مهمة جداً، مرحلة الحوار حول الدستور، وأن القوى السياسية المعارضة والمقاطعة للحوار تتحدث عن مؤتمر دستوري ولم يتحدثوا عن حوار وطني، لذلك إذا كانوا جادين فعليهم أن يكونوا جزء من البرنامج الوطني الذي يخاطب التحديات التي تواجه السودان.
وإن لم يأتوا؟
لا بد أن يأتوا؛ لأن ما يريدونه في الجانب السياسي موجود في الحوار، وهم يريدون حواراً حول الدستور والترتيبات المطلوبة للانتخابات في 2020م خاصة أنها استحقاق دستوري لا يمكن تجاوزه. وأبلغنا الآلية بأن عامل الزمن ضاغط جداً ولا نستطيع أن نحبس الشعب السوداني وأن القوي السياسية اتفقت على قيام الانتخابات والتي يجب أن نستعد لها ويجب أن نتفق على مفوضية محايدة للدستور وأن نتفق على مجلس الأحزاب السياسية وأن نتفق على قانون الانتخابات قبل انعقادها. ومفوضية الانتخابات بعد تكوينها تحتاج لعام كامل للترتيب للانتخابات وكذلك النقاش حول الدستور الدائم الذي يحتاج لزمن لذلك لا نستطيع الانتظار لوقت طويل. ويجب على القوى السياسية المقاطعة للحوار إذا رغبت أن تكون جزءً من البرنامج الوطني مناقشة هذه الأمور وذلك متاح لهم إذا أقنعوا به الجمعية العمومية للحوار. ونحن على استعداد لذلك، ولكن هنالك عامل زمن يجب أن يراعلا لأننا لا نستطيع أن نحبس الشعب السوداني.
متى تنطلق جولة المفاوضات القادمة؟
لم يحدد لها زمان حتى الآن.
هل صحيح أن الشعبية شمال طالبت بمناقشة المسائل السياسية قبل الترتيبات العسكرية؟
هنالك خارطة طريق موقعة بين الطرفين وهي التي تحدد المسار. والمسار يتحدث عن وقف عدائيات، ومن بعد ذلك تكوين لجنة مشتركة لإيصال المساعدات الإنسانية، وتكوين لجنة مشتركة لمناقشة الترتيبات الأمنية الخاصة بهم وتكوين لجنة مشتركة الترتيبات السياسية الخاصة بالمنطقتين ثم الذهاب للجنة العليا للحوار ليكونوا جزءً من الحوار الوطني في مرحلة القادمة.


الصيحة
Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق