الطيب الزين
منذ أن تم إعلان بيان نداءالسودان في باريس، إنطلقت على مختلف المواقع والتوجهات والتوقعات، جملة من الاسئلة طرحتها بعض الاقلام وهي تتساءل: ما الغرض من وراء إحياء هذا التجمع، الذي قد سمعنا عنه منذ فترة ليست بالقصيرة، هل الغرض منه العمل فعلاً، بناء تنظيم حقيقي وفعال، يسهم في ضخ دماء جديدة ونقية في شرايين العمل السياسي المعارض، وبالتالي يخرج المعارضة من ثباتها وشرذمتها وانتهازيتها، ويجعلها تتجاوز به حصاد تجربتها المُرة حتى الآن، التي تقول: إنها ليست أفضل من النظام، إن لم تكن هي الأسوأ . . !
الصحراء والغابات والجبال في السودان ملئ بقطع الأسلحة الثقيلة والخفيفة التي يحملها مقاتلي قوى المعارضة، لكن في الوقت ذاته تعجز هذه المعارضة، منفردة ومجتمعة، عن إنشاء قناة فضائية، واحدة فاعلة تقاتل بها أوهام وأكاذيب النظام التي تملأ الارض والفضاء . . ؟ !!
ليس هذا فحسب، المعارضة السودانية ما زالت مواقفها تتسم بالتقلب والتغير بين ليلة وضحاها مثل الطقس الاوروبي لاسيما البريطاني منه، فمرة تلجأ إلى قاعات التفاوض والحوار ، وتارة أخرى تلجأ إلى ميادين القتال لتحاروه بالسلاح. . !
هذا الأسلوب مهما إعتز به فاعليه، ودافع عنه ممارسوه، فهو اُسلوب لا يخدم الا النظام، واصحاب الاجندة الخاصة وتجارب الماضي والحاضر خير شاهد، فكابينة النظام تعج بأصحاب المصالح الخاصّة، أمثال عبدالرحمن الصادق المهدي ومبارك الفاضل وأبو قردة وغيرهم . . !
فالمعارضة السودانية ممثلة في قوى نداء السودان، إن هي فعلاً صادقة وجادّة، فيما تقول: فهي مُطالبة، قبل غيرها ان تغير سلوكها، وتحدد موقفها وآليات عملها.
وتجيب على بعض الاسئلة، ومن تلك الاسئلة هل هي مقتنعة أن النظام يؤمن بالحوار ...؟ ولو آفترضاً جدلاً أن النظام قبل بحوارها، فهل سيقبل بحوار يؤدي إلى فقدانه السلطة . . ؟ أم هي تريد إعداد العدة بتوسيع قاعدتها وتضخيم حجمها وصوتها، للدخول معه في حوار للتوصل الي صيغة تضمن لها مشاركته كما فعل البعض من قبل . . ؟ فإن كانت هذه رغبتها، إي المشاركة في مؤسسات النظام تحت أي عنوان أو إطار ، فهذه الرغبة، قد تحصل عليها، لكن عليها أن تفهم أن شهر عسلها هذا لن يطول ! أما اذا كانت هي مع خيار الحرية والديمقراطية، فهذا يعني أنها مطالبة بالتزام موقف مبدئي قائم على الصدق والموضوعية والمبدئية والوضوح، الذي فيه تجسيد حقيقي لقيم النضال لتشكل بديلاً قيمياً وعملياً مناقضاً لثقافة الغش والخداع والانتهازية التي أشاعها النظام بين الناس والقوى السياسية خلال الثلاثة عقود الاخيرة. موقف بهذا الوضوح والصراحة والامانة والتواصل المستمر مع كل قطاعات الشعب هو المرشح للظفر بثقة الشعب وسيقوى ويتسع سياسياً واجتماعياً وثقافياً يوماً بعد آخر من خلال الانفتاح على الجميع لصالح مشروع وطني قائم على رؤية سياسية إسترايجية واضحة تعظم من شأن الديمقراطية وقيمها وتراهن عليها طريقاً لحل الازمة الوطنية التي تمددت وتوسعت وتعمقت، منذ إستقلال السودان في ١٩٥٦، بسبب الانقلابات العسكرية التي عطلت مسيرة الديمقراطية، التي بواسطتها تجازوت بعض المجتمعات الديمقراطية شرور الصراع العنيف على السلطة، كونها أعظم وأفضل إبتكار توصلت إليه البشرية، موقف كهذا من شأنه إقناع الشعب السوداني، بأنه لا خلاص له من الأزمة السياسية والاقتصادية التي يعانيها، الإ بالخلاص من النظام، الذي أصبح يُعاني حالة من الضعف والهوان لا يحسده عليها أحد، بعد أن إستنفد كل أكاذيبه وحيله التي فشلت حتى الآن ، في تقديم حلول حقيقية للأزمة الإقتصادية التي ألقت بمضاعفاتها الخطيرة على حياة الأغلبية من الشعب التي تعاني من الفقر والبؤس، في وقت تستأثر وتنعم فيه مجموعة صغيرة من الشعب بخيرات وثروات البلاد وهي الفئة المرتبطة بالنظام ومصالحه، إذن واقع حال سيّء بهذا المستوى الذي تعيشه بلادنا منذ ثلاثين عاماً، جدير بلفت إنتباه قوى نداء السودان لاهمية التعلم من تجارب الماضي واستقاء الدروس والعبر لتصحيح مسار العمل النضالي المعارض، عبر إنتهاج خط سياسي واضح، قائم على التواصل مع الشعب وتبصيره بالحقائق وإشراك الشباب والمثقفين الفاعلين، في هذه المهمة الوطنية العظيمة، سيما وبلادنا تعاني من مشكلات متعددة ومتشابكة ومتجذرة في واقعنا السياسي والثقافي والاجتماعي، تمتد بداياتها مع بداية تشكل الدولة السودانية الحديثة، التي عطلت مسيرتها الديمقراطية حلقة الانقلابات العسكرية التي ألغت الحياة السياسية ونكلت بالسياسيين الوطنيين المعارضين الذين ظلوا يطالبون بالحريات وإستقلالية القضاء ومؤسسات الدولة عن السُلطة، التي أمعنت في سياسة فرق تسد وتعميق الشروخ والفوارق بين مكونات وأطياف المجتمع السوداني في المقابل أبقت على مكونات وثقافات من قبل الدولة الجهوية والقبلية. . ! وأزاحت بل وحاربت الثقافات الديمقراطية عن المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي، لصالح مشروعها الظلامي الضلالي، وإتخذت من بعض القوى والعناصر الكارهة للوحدة الوطنية والوطن، سدنة، لها وقوة إحتياط تحركها وقت اللزوم. . !
لا شك أن إجتماع قوى المعارضة السودانية أمر مهم، لكن الأهم من ذلك هو فعلها ونشاطها الملتزم بالخط الوطني المُوصل إلى يوم الخلاص من ثقافة الاستبداد والفساد وحكم الطغيان، لذا لابد من حضور الإرادة السياسية القوية والفاعلة وحضور المصلحة العليا للوطن في عقلية الأطراف المشاركة في نداء السودان. كما أتمنى أن يكون قد فهم قادة قوى نداء السودان، كل نداءات الأقلام سواء، التي عبرت عن تحفظاتها وشكوكها ويأسها، أو التي عبرت عن آمالها وإيمانها وتفاؤلها.
فالمهم هو، ليس حدية الأقوال، وإنما جدية الأفعال وجدواها .
منذ أن تم إعلان بيان نداءالسودان في باريس، إنطلقت على مختلف المواقع والتوجهات والتوقعات، جملة من الاسئلة طرحتها بعض الاقلام وهي تتساءل: ما الغرض من وراء إحياء هذا التجمع، الذي قد سمعنا عنه منذ فترة ليست بالقصيرة، هل الغرض منه العمل فعلاً، بناء تنظيم حقيقي وفعال، يسهم في ضخ دماء جديدة ونقية في شرايين العمل السياسي المعارض، وبالتالي يخرج المعارضة من ثباتها وشرذمتها وانتهازيتها، ويجعلها تتجاوز به حصاد تجربتها المُرة حتى الآن، التي تقول: إنها ليست أفضل من النظام، إن لم تكن هي الأسوأ . . !
الصحراء والغابات والجبال في السودان ملئ بقطع الأسلحة الثقيلة والخفيفة التي يحملها مقاتلي قوى المعارضة، لكن في الوقت ذاته تعجز هذه المعارضة، منفردة ومجتمعة، عن إنشاء قناة فضائية، واحدة فاعلة تقاتل بها أوهام وأكاذيب النظام التي تملأ الارض والفضاء . . ؟ !!
ليس هذا فحسب، المعارضة السودانية ما زالت مواقفها تتسم بالتقلب والتغير بين ليلة وضحاها مثل الطقس الاوروبي لاسيما البريطاني منه، فمرة تلجأ إلى قاعات التفاوض والحوار ، وتارة أخرى تلجأ إلى ميادين القتال لتحاروه بالسلاح. . !
هذا الأسلوب مهما إعتز به فاعليه، ودافع عنه ممارسوه، فهو اُسلوب لا يخدم الا النظام، واصحاب الاجندة الخاصة وتجارب الماضي والحاضر خير شاهد، فكابينة النظام تعج بأصحاب المصالح الخاصّة، أمثال عبدالرحمن الصادق المهدي ومبارك الفاضل وأبو قردة وغيرهم . . !
فالمعارضة السودانية ممثلة في قوى نداء السودان، إن هي فعلاً صادقة وجادّة، فيما تقول: فهي مُطالبة، قبل غيرها ان تغير سلوكها، وتحدد موقفها وآليات عملها.
وتجيب على بعض الاسئلة، ومن تلك الاسئلة هل هي مقتنعة أن النظام يؤمن بالحوار ...؟ ولو آفترضاً جدلاً أن النظام قبل بحوارها، فهل سيقبل بحوار يؤدي إلى فقدانه السلطة . . ؟ أم هي تريد إعداد العدة بتوسيع قاعدتها وتضخيم حجمها وصوتها، للدخول معه في حوار للتوصل الي صيغة تضمن لها مشاركته كما فعل البعض من قبل . . ؟ فإن كانت هذه رغبتها، إي المشاركة في مؤسسات النظام تحت أي عنوان أو إطار ، فهذه الرغبة، قد تحصل عليها، لكن عليها أن تفهم أن شهر عسلها هذا لن يطول ! أما اذا كانت هي مع خيار الحرية والديمقراطية، فهذا يعني أنها مطالبة بالتزام موقف مبدئي قائم على الصدق والموضوعية والمبدئية والوضوح، الذي فيه تجسيد حقيقي لقيم النضال لتشكل بديلاً قيمياً وعملياً مناقضاً لثقافة الغش والخداع والانتهازية التي أشاعها النظام بين الناس والقوى السياسية خلال الثلاثة عقود الاخيرة. موقف بهذا الوضوح والصراحة والامانة والتواصل المستمر مع كل قطاعات الشعب هو المرشح للظفر بثقة الشعب وسيقوى ويتسع سياسياً واجتماعياً وثقافياً يوماً بعد آخر من خلال الانفتاح على الجميع لصالح مشروع وطني قائم على رؤية سياسية إسترايجية واضحة تعظم من شأن الديمقراطية وقيمها وتراهن عليها طريقاً لحل الازمة الوطنية التي تمددت وتوسعت وتعمقت، منذ إستقلال السودان في ١٩٥٦، بسبب الانقلابات العسكرية التي عطلت مسيرة الديمقراطية، التي بواسطتها تجازوت بعض المجتمعات الديمقراطية شرور الصراع العنيف على السلطة، كونها أعظم وأفضل إبتكار توصلت إليه البشرية، موقف كهذا من شأنه إقناع الشعب السوداني، بأنه لا خلاص له من الأزمة السياسية والاقتصادية التي يعانيها، الإ بالخلاص من النظام، الذي أصبح يُعاني حالة من الضعف والهوان لا يحسده عليها أحد، بعد أن إستنفد كل أكاذيبه وحيله التي فشلت حتى الآن ، في تقديم حلول حقيقية للأزمة الإقتصادية التي ألقت بمضاعفاتها الخطيرة على حياة الأغلبية من الشعب التي تعاني من الفقر والبؤس، في وقت تستأثر وتنعم فيه مجموعة صغيرة من الشعب بخيرات وثروات البلاد وهي الفئة المرتبطة بالنظام ومصالحه، إذن واقع حال سيّء بهذا المستوى الذي تعيشه بلادنا منذ ثلاثين عاماً، جدير بلفت إنتباه قوى نداء السودان لاهمية التعلم من تجارب الماضي واستقاء الدروس والعبر لتصحيح مسار العمل النضالي المعارض، عبر إنتهاج خط سياسي واضح، قائم على التواصل مع الشعب وتبصيره بالحقائق وإشراك الشباب والمثقفين الفاعلين، في هذه المهمة الوطنية العظيمة، سيما وبلادنا تعاني من مشكلات متعددة ومتشابكة ومتجذرة في واقعنا السياسي والثقافي والاجتماعي، تمتد بداياتها مع بداية تشكل الدولة السودانية الحديثة، التي عطلت مسيرتها الديمقراطية حلقة الانقلابات العسكرية التي ألغت الحياة السياسية ونكلت بالسياسيين الوطنيين المعارضين الذين ظلوا يطالبون بالحريات وإستقلالية القضاء ومؤسسات الدولة عن السُلطة، التي أمعنت في سياسة فرق تسد وتعميق الشروخ والفوارق بين مكونات وأطياف المجتمع السوداني في المقابل أبقت على مكونات وثقافات من قبل الدولة الجهوية والقبلية. . ! وأزاحت بل وحاربت الثقافات الديمقراطية عن المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي، لصالح مشروعها الظلامي الضلالي، وإتخذت من بعض القوى والعناصر الكارهة للوحدة الوطنية والوطن، سدنة، لها وقوة إحتياط تحركها وقت اللزوم. . !
لا شك أن إجتماع قوى المعارضة السودانية أمر مهم، لكن الأهم من ذلك هو فعلها ونشاطها الملتزم بالخط الوطني المُوصل إلى يوم الخلاص من ثقافة الاستبداد والفساد وحكم الطغيان، لذا لابد من حضور الإرادة السياسية القوية والفاعلة وحضور المصلحة العليا للوطن في عقلية الأطراف المشاركة في نداء السودان. كما أتمنى أن يكون قد فهم قادة قوى نداء السودان، كل نداءات الأقلام سواء، التي عبرت عن تحفظاتها وشكوكها ويأسها، أو التي عبرت عن آمالها وإيمانها وتفاؤلها.
فالمهم هو، ليس حدية الأقوال، وإنما جدية الأفعال وجدواها .
0 comments:
إرسال تعليق