من مظاهر العبقرية، هي أن يأتي الإنسان متسائلاً، مع نفسه، ومع
الآخَرين.
إستطاع الإنسان، من خلال طرح الاسئلة، على نفسه وعلى الآخرين وعلى الحياة وعلى الطبيعة، في رحلة بحثه عن الحقيقة، للإمساك بناصية المعرفة والحكمة والفلسفة التي حركت العقول وأثارتها وحفزتها على التساؤل . فالسؤال عبر التاريخ، ظل هو المفتاح السحري الذي إستخدمه العباقرة والفلاسفة لفتح مغاليق الحياة، وأهتدى الإنسان إلى الوعي والمعرفة والعلم، حينما جاء متسائلاً مع نفسه والآخرين، والحياة والاشياء والطبيعة.
بالسؤال والتساؤل أهتدى الإنسان منذ أزمان بعيدة، ضاربة في القدم والأمكنة، من هناك، من اليونان جاء سقراط وإفلاطون وأرسطو ، وأسسؤ لثقافة الفلسفة والمعرفة والحكمة، التي إنبثقت من جوف الأسئلة، والتساؤل المستمر، هكذا تواصلت عبر التاريخ جهود البحث عن إجابات لتحديات الحياة وأسئلتها، وبها إستطاعت أوربا والغرب عموماً الإفلات من قبضة الظلام الذي كانت تمثله الثقافات القديمة، ومن ثم إنفتحت على آفاق الحياة الجديدة والمعاصرة.
بهذا الفهم والتوجُّه، جاء حسين خوجلي متسائلاً، وهو جالس في مكتبه بجلابيته ومعتمراً عمامته الكبيرة، كأنه تاجر مواشي، أو النسخة الثانية، للفنان كمال ترباس، فالرجلان يشبهان بعضهما بعض الى حد كبير، في المظهر والجوهر ، فالأول أي كمال ترباس كان أول فنان غنى للإنقاذ في بدايات مجيئها الى السلطة عبر الإنقلاب تحت جنح الظلام، قبل ثلاثة عقود من الآن، التي ظل خلالها حسين خوجلي، يُكتب المقالات ويكيل المديح والتبجيل لطغمة الإنقاذ الفاسدة . . !
فإن كان للأزمة العاصفة بالبلاد هذه الأيام من إيجابيات برغم سلبياتها الكبيرة والخطيرة، فإيجابياتها هي دفع حسين خوجلي للتوقف عن المديح المتواصل والثرثرة في الفارغة، والهروب نحو الأمام بطرح الاسئلة، لذلك أتى بتلك الصيغة التي نقلتها إلينا إحدى الفيديوهات المدبلجة حديثاً.
دبلجة عكست عبقرية الشباب التي طوعت التكنولوجيا، وجعلت منها واحدة من أدوات التعبير عن رفض شعبنا ومقاومته لمنطق القهر والطغيان الذي يمثله نظام الإنقاذ، الذي أصبح حائراً وعاجزاً، بعد أن أتبع سلوك النعامة، ودفن رأسه طويلاً، في رمال الأوهام والشعارات الفارغة، التي أوصلته حد الإفلاس السياسي والإنهيار الإقتصادي اللذان تعيشهما البلاد، ودفعا حسين خوجلي للتساؤل، وطرح جملة من الاسئلة، اذ جاء سائلاً، ومتسائلاً مع نفسه : علاقتنا مع أمريكا دي مقفولة ليه. . ؟ !! نحن سوينا ليها شنّوا . . ؟!! يعني، يعني، يعني، القصة دي مقفولة ما لاَ . ؟ يعني أمريكا إحنا عندنا معاها شنوا . . ؟ السعودية الأمور ماشة، إيران الأمور ماشة، مصر الأمور ماشة، قطر الأمور ماشة، حتى فلسطين الأمور ماشة.
يعني إحنا شايلين مصائب العالم الإسلامي من الله خُلقوا ، يعني إحنا عندنا شنوا . . ؟ أمريكا تشبهنا في حاجات كثيرة، ومجتمع منفتح، وأي حاجة عايزها امريكا عملناها ليها، إحنا ما عندنا معاها عداوة كتيرة، ولا عندنا شغلة في القاعدة، ولا دعمنا القاعدة ، واسامة ابن لازم وطردناه، كل شيء عايزة امريكا عملناه ليها، علاقاتنا كلها بايظة، وإحنا أصَّلوا آخر الدول العربية اللي دخلها الاسلام بالدارجي الفصيح. . ! الموت مع الجماعة عرس، نحن العرب اللي نزلت فيهم الرسالة الإسلامية، خلونا نبقى ذيهم، اذا تابوا تبنا، وإذا آبوا، أوبنا، وإذا حاربوا حاربنا، لكن ما نشيل وش القباحة، العالم دا بقى قرية واحدة، خلونا نقدم ثمارنا للعالم، يا أخي ما تقيدونا بشعارات عفى عليها الزمن.
تساؤلات كبيرة، وإن جاءت بلغة بسيطة، إلا أنها في تقديري تشكل إلتفاتة هامًة ومهمة من شخص مثل حسين خوجلي كونه رئيس تحرير، مضمون حديثه عقلاني إن صح وصدق فيه مراجعة ونقد مبطن للتجربة وإن كانت مراجعة متأخرة، لكنها في كل الاحوال تبقى مراجعة مهمة وذاهبة في الاتجاه الصحيح، ربما تساعد النظام الحالي في مراجعة نفسه ودفعها للبحث عن حلول عقلانية، تجنب البلاد المزيد من الخراب والدمار، بجانب انها حتماً ستساعد الساسة الجدد، على التفكير والتحلي بثقافة طرح الاسئلة، بدلاً من الاكتفاء بالاجابات الجاهزة، وإطلاق الشعارات الفارغة، وإدعاء إمتلاك الحقيقة المطلقة، عندها سيكتشفون، أي قادة النظام أو الساسة الجدد الذين سيتولون مسؤولية الحكم بعد رحيل النظام الذي أصبح مثل وقت لا أكثر ، عظمة ثقافة طرح الاسئلة والتواضع امام الذات والاخرين والاعتراف بالجهل الذي يدفع الى التساؤل الذي يقود الى العبقرية أو على الأقل الموضوعية، لذا في تقديري أن حسين خوجلي يستحق لقب نصف عبقري، في وطن أدمن حكامه الفشل والاستجداء والغباء بإدعاء إمتلاك المعرفة والحقائق المطلقة.
إستطاع الإنسان، من خلال طرح الاسئلة، على نفسه وعلى الآخرين وعلى الحياة وعلى الطبيعة، في رحلة بحثه عن الحقيقة، للإمساك بناصية المعرفة والحكمة والفلسفة التي حركت العقول وأثارتها وحفزتها على التساؤل . فالسؤال عبر التاريخ، ظل هو المفتاح السحري الذي إستخدمه العباقرة والفلاسفة لفتح مغاليق الحياة، وأهتدى الإنسان إلى الوعي والمعرفة والعلم، حينما جاء متسائلاً مع نفسه والآخرين، والحياة والاشياء والطبيعة.
بالسؤال والتساؤل أهتدى الإنسان منذ أزمان بعيدة، ضاربة في القدم والأمكنة، من هناك، من اليونان جاء سقراط وإفلاطون وأرسطو ، وأسسؤ لثقافة الفلسفة والمعرفة والحكمة، التي إنبثقت من جوف الأسئلة، والتساؤل المستمر، هكذا تواصلت عبر التاريخ جهود البحث عن إجابات لتحديات الحياة وأسئلتها، وبها إستطاعت أوربا والغرب عموماً الإفلات من قبضة الظلام الذي كانت تمثله الثقافات القديمة، ومن ثم إنفتحت على آفاق الحياة الجديدة والمعاصرة.
بهذا الفهم والتوجُّه، جاء حسين خوجلي متسائلاً، وهو جالس في مكتبه بجلابيته ومعتمراً عمامته الكبيرة، كأنه تاجر مواشي، أو النسخة الثانية، للفنان كمال ترباس، فالرجلان يشبهان بعضهما بعض الى حد كبير، في المظهر والجوهر ، فالأول أي كمال ترباس كان أول فنان غنى للإنقاذ في بدايات مجيئها الى السلطة عبر الإنقلاب تحت جنح الظلام، قبل ثلاثة عقود من الآن، التي ظل خلالها حسين خوجلي، يُكتب المقالات ويكيل المديح والتبجيل لطغمة الإنقاذ الفاسدة . . !
فإن كان للأزمة العاصفة بالبلاد هذه الأيام من إيجابيات برغم سلبياتها الكبيرة والخطيرة، فإيجابياتها هي دفع حسين خوجلي للتوقف عن المديح المتواصل والثرثرة في الفارغة، والهروب نحو الأمام بطرح الاسئلة، لذلك أتى بتلك الصيغة التي نقلتها إلينا إحدى الفيديوهات المدبلجة حديثاً.
دبلجة عكست عبقرية الشباب التي طوعت التكنولوجيا، وجعلت منها واحدة من أدوات التعبير عن رفض شعبنا ومقاومته لمنطق القهر والطغيان الذي يمثله نظام الإنقاذ، الذي أصبح حائراً وعاجزاً، بعد أن أتبع سلوك النعامة، ودفن رأسه طويلاً، في رمال الأوهام والشعارات الفارغة، التي أوصلته حد الإفلاس السياسي والإنهيار الإقتصادي اللذان تعيشهما البلاد، ودفعا حسين خوجلي للتساؤل، وطرح جملة من الاسئلة، اذ جاء سائلاً، ومتسائلاً مع نفسه : علاقتنا مع أمريكا دي مقفولة ليه. . ؟ !! نحن سوينا ليها شنّوا . . ؟!! يعني، يعني، يعني، القصة دي مقفولة ما لاَ . ؟ يعني أمريكا إحنا عندنا معاها شنوا . . ؟ السعودية الأمور ماشة، إيران الأمور ماشة، مصر الأمور ماشة، قطر الأمور ماشة، حتى فلسطين الأمور ماشة.
يعني إحنا شايلين مصائب العالم الإسلامي من الله خُلقوا ، يعني إحنا عندنا شنوا . . ؟ أمريكا تشبهنا في حاجات كثيرة، ومجتمع منفتح، وأي حاجة عايزها امريكا عملناها ليها، إحنا ما عندنا معاها عداوة كتيرة، ولا عندنا شغلة في القاعدة، ولا دعمنا القاعدة ، واسامة ابن لازم وطردناه، كل شيء عايزة امريكا عملناه ليها، علاقاتنا كلها بايظة، وإحنا أصَّلوا آخر الدول العربية اللي دخلها الاسلام بالدارجي الفصيح. . ! الموت مع الجماعة عرس، نحن العرب اللي نزلت فيهم الرسالة الإسلامية، خلونا نبقى ذيهم، اذا تابوا تبنا، وإذا آبوا، أوبنا، وإذا حاربوا حاربنا، لكن ما نشيل وش القباحة، العالم دا بقى قرية واحدة، خلونا نقدم ثمارنا للعالم، يا أخي ما تقيدونا بشعارات عفى عليها الزمن.
تساؤلات كبيرة، وإن جاءت بلغة بسيطة، إلا أنها في تقديري تشكل إلتفاتة هامًة ومهمة من شخص مثل حسين خوجلي كونه رئيس تحرير، مضمون حديثه عقلاني إن صح وصدق فيه مراجعة ونقد مبطن للتجربة وإن كانت مراجعة متأخرة، لكنها في كل الاحوال تبقى مراجعة مهمة وذاهبة في الاتجاه الصحيح، ربما تساعد النظام الحالي في مراجعة نفسه ودفعها للبحث عن حلول عقلانية، تجنب البلاد المزيد من الخراب والدمار، بجانب انها حتماً ستساعد الساسة الجدد، على التفكير والتحلي بثقافة طرح الاسئلة، بدلاً من الاكتفاء بالاجابات الجاهزة، وإطلاق الشعارات الفارغة، وإدعاء إمتلاك الحقيقة المطلقة، عندها سيكتشفون، أي قادة النظام أو الساسة الجدد الذين سيتولون مسؤولية الحكم بعد رحيل النظام الذي أصبح مثل وقت لا أكثر ، عظمة ثقافة طرح الاسئلة والتواضع امام الذات والاخرين والاعتراف بالجهل الذي يدفع الى التساؤل الذي يقود الى العبقرية أو على الأقل الموضوعية، لذا في تقديري أن حسين خوجلي يستحق لقب نصف عبقري، في وطن أدمن حكامه الفشل والاستجداء والغباء بإدعاء إمتلاك المعرفة والحقائق المطلقة.
0 comments:
إرسال تعليق