بيت العنكبوت . . !



الطيب الزين

من يلقي نظرة تأمل صادقة في واقعنا العاري من القيم، حتماً سيصاب بخيبة أمل كبيرة من جراء صمت البعض، أو حيادهم، تجاه الظلم والمظالم الباهظة التي دفعها البعض ، لذلك يتساءل المرء إلى متى سيظل هؤلاء يرتدون أقنعتهم الخشبية هذه . . ؟
كي لا يروا الواقع المُر بكل تجلياته ، وألا يروا وجوههم البائسة في مرآته الفاضحة . . ؟
إلى متى يلزم هؤلاء الصمت تجاه عذابات الضحايا . . ؟
وإنتهاك حقوق الأغلبية . . ؟ هذا النوع من الأسئلة، أفهم تماماً انه من الاسئلة الحارقة الكاوية للبعض، لكن لابد من طرحه، لأن الغاية هنا، ليس توزيع الاتهامات الباطلة،
بل تحريك المياه الراكدة، للإفاقة من ثقافة الأوهام التي ظلت تدحرجنا، ونتدحرج معها بلا وعي نحو مغارات الظّلام، منذ أزمان بعيدة، وهكذا ظللنا مع الايام يوماً بعد أخر، مخدوعين بكلماتها الفارغة، عن الدين والوحدة الوطنيّة، والحريّة، والعدالة الإجتماعية، طوال ستة عقود وأكثر ، نرى هذه القيم تُستباح وتذبح ليل نهار، على مدارج السلطة والجاه، من أجل حماية بيت العنكبوت اللعين. . !
هذا البيت، بيت السلطة والاستبداد الذي وظفت من أجل حمايته كل المنابر ، لتبقى الاغلبية غارقة في أوحال الجهل والتخلّف، تعصف بها الحروب والمآسي، دون إلتفاتة من قبل الساكنين فيه، أو الطامحين إليه، لمآلات ذلك على مجمل الحياة العامة، في بلادنا التي ظلت تسير من سيّء إلى أسوأ . . !
بعد ان همشت ثقافة الماء، لصالح ثقافة الدماء، التي استباحت كل شيء في الوطن، وشرعنة قتل الإنسان، وإنتهاك حقوقه، لصالح مشروع حكم القهر والإستبداد، تكريساً لمنطق جوع كلبك يتبعك. . !
من أجل إبقاء الاغلبية غارقة في أوحال الجهل والتخلف والحروب والفقر واليأس والإستسلام لهذا الواقع البائس والسعي للتكيف والتلائم معه ليصبح كل شيء قابلاً للبيع والشراء في سوق السياسة والنخاسة على حساب المبادئي والقيم . . !
طرحي لهذه الاسئلة بهذه الصيغة والكيفية علها تعري وتفضح الكلاب الضآلة، وتستجيب لنداءات الشهداء الحارة، الذين سقطوا من أجل بناء الدولة الوطنية، التي توفر مواقعاً وفرصاً عادلة لكل ابناء الوطن.
أسئلتي هذه، أردت منها تحريض الاغلبية لإخراج سيوفها من أغمادها واشهارها في وجه حماة بيت العنكبوت، أسئلة علها تساعد الوطن على مغادرة اروقة الدجى، ومنعطفات الآه، ووحشة الليل، وأمسيات الأنين، الى حيث الفجر الذي يعشق الفرح والأفراح ويعانق العافية والمنعة والنجاح، فجراً يزيل تجاعيد االأزمنة عن وجه بلادنا التي أرهقها الضياع وأمتص رحيق عمرها طول السفر في طرقات الحياة المتعرجة . . ! 
Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق