بقلم/ محمد نياتو
ربما
يظن البعض من أبناء الجيل الحالي أن جهاز الراديو أو المذياع لم يكن يشكل أثرا في
ثقافة المجتمع وترقيته وإنما هو مجرد صندوق أثري موجود بالبيت مثله وصندوق الأدوات
القديم المنسي بركن قصي بمخزن الدار.....
وللذين عاصروا فترة إزدهار أجهزة المذياع بماركاتها الشهيرة مثل
تليفنكن
وتوشيبا
وفيلبس .... خاصة الشهير بأبوطارة
وسانيو
وناشيونال
وسوني... وخلافها من الماركات العالمية... كانت تعد فترة رقي وتطور ذهنية البشر علي مستوي العالم في أريافه وحواضره....
حينذاك كانت أجهزة الراديو توجد فقط بالمقاهي والدكاكين الكبيرة بالأسواق حيث يهرع الناس لسماع ماتبثه من أغاني وأخبار ومنوعات.... وأذكر أن مواعيد البث كانت محدودة جدا حيث تبدأ من السادسة صباحا وحتي الثانية عشر ظهرا... ثم تبدأ عند السادسة مساء وحتي منتصف الليل حيث بعدها كنت تري الناس تناقش وتحلل ماإستمعوا لها من مواد بشكل قيم ومتواصل حتي بدء مواعيد البث التالي.....
والطريف أن الناس كانوا يدعون مشاغلهم ويهرعون لأقرب مقهي أو دكان في السوق للإستماع بكل أدب إلي برامج الإذاعة التي لم تزد علي الأخبار وبعض الأغاني لكبار الفنانين وشئ من الأدب المتنوع....
ثم بدأ إنتشار الأجهزة بالمنازل وسط إحترام الناس الشديد لهذه الأجهزة وكأنها مخلوقة بأرواحها... فكنت تري الراديو مسجي بفوطة نظيفة وموضوع علي أفخم المناضد بالبيت ولايجوز للأطفال المرور بتلك الناحية ويمنع منعا باتا فتحه إلا للكبار أو حصرا علي رب الأسرة....
وعندما يفتح الراديو يجب علي كل من بالمنزل أن يلتزم الصمت ولاصوت يعلو إلا صوت الراديو وربما بغرض التصدق علي الجيران أو إكرامهم بالإستمتاع بمايبث من برامج....
ولم تكن قنوات الإذاعة كثيرة وإنما محدودة وأشهرها عالميا الBBC أو راديو لندن ثم تليها إذاعة الشرق أو هنا القاهرة... أما محليا فسادت إذاعتنا القومية هنا أم درمان... وعلي قلة هذه القنوات إلا أنها كانت كافية جدا لملء فراغ الناس وتثقيفهم.... دنى وبعدها تكون مجرد صندوق جلدى ليس إلا.....
وتحضرنى طرفة عن واحد من الأبالة( رعاة الأبل) فقد عدداً من إبله
ولجيل الخمسينات والستينات طرائف وملح عجيبة مع هذا الجهاز أو مع ماكان يبثه من برامج..... وكنت ترى الرجل يحمل جهاز راديو ( كما نحمل الهواتف الجوالة اليوم) وهو يستمع للبرامج أثناء سيره.... وحتى فى السفر كنت ترى الرجل يفتح جهاز الراديو أثناء فترة القيلولة او حين يصبح وقبل قيام العربة.....
وأكثر ما أذكره هو وضوح وكثرة محطات البث الفضائية فى الصباح الباكر ونحن نستعد للسفر للدلنج من محطة الأبيض حيث يقوم الكل بإختيار هذه المنطقة لإختبار صلاحية جهازه للعمل بالأقاليم لأنه فى ذلك الوقت كان من الصعوبة إلتقاط ترددات البث فى الاقاليم إلا عبر بعض الماركات القوية لأجهزة الراديو مثل ناشيونال وسانيو.... اما البعض منها فكان حدها كوستى او ودم وبدأ فى البحث عنها حتى فترت همته... وأثناء جلوسه للراحة تحت إحدى الأشجار خطرت له فكرة وقال فى نفسه..... إن هذا الراديو يأتى بالأخبار من أقاصى الدنيا فلماذا لا أشغله ليأتنى بأخبار إبلى الضالة...... وما أن قام بفتحه حتى سمع المذيع يقول وبصوت جهوري..... هناااا أم درمان.......فشعر الرجل بغيظ شديد وقذف الراديو بعيداً وهو يقول.....
أنى قلت ليك وين إبلى تقول لى هنا أم درمان....؟
وكثيراً ماكنت أشاهد البعض من كبار السن وهم يستمعون للمذيع ويأمنون بطأطأة رؤوسهم على مايستمعون من أخبار وكأنهم جلوس مع المذيع شخصياً وربما خرجت من أحدهم جملة إعتراضية على خبر أذاعى وكأنه يريد إيصال رأيه للجهة التى أصدرت القرار..... وهناك الكثير والمثير من أخبار المجتمع مع هذا الصندوق المتكلم او مانسميه بال(مذياع) وسنتطرق له بمعيتكم فكونوا معنا ونهاركم Sudani
وللذين عاصروا فترة إزدهار أجهزة المذياع بماركاتها الشهيرة مثل
تليفنكن
وتوشيبا
وفيلبس .... خاصة الشهير بأبوطارة
وسانيو
وناشيونال
وسوني... وخلافها من الماركات العالمية... كانت تعد فترة رقي وتطور ذهنية البشر علي مستوي العالم في أريافه وحواضره....
حينذاك كانت أجهزة الراديو توجد فقط بالمقاهي والدكاكين الكبيرة بالأسواق حيث يهرع الناس لسماع ماتبثه من أغاني وأخبار ومنوعات.... وأذكر أن مواعيد البث كانت محدودة جدا حيث تبدأ من السادسة صباحا وحتي الثانية عشر ظهرا... ثم تبدأ عند السادسة مساء وحتي منتصف الليل حيث بعدها كنت تري الناس تناقش وتحلل ماإستمعوا لها من مواد بشكل قيم ومتواصل حتي بدء مواعيد البث التالي.....
والطريف أن الناس كانوا يدعون مشاغلهم ويهرعون لأقرب مقهي أو دكان في السوق للإستماع بكل أدب إلي برامج الإذاعة التي لم تزد علي الأخبار وبعض الأغاني لكبار الفنانين وشئ من الأدب المتنوع....
ثم بدأ إنتشار الأجهزة بالمنازل وسط إحترام الناس الشديد لهذه الأجهزة وكأنها مخلوقة بأرواحها... فكنت تري الراديو مسجي بفوطة نظيفة وموضوع علي أفخم المناضد بالبيت ولايجوز للأطفال المرور بتلك الناحية ويمنع منعا باتا فتحه إلا للكبار أو حصرا علي رب الأسرة....
وعندما يفتح الراديو يجب علي كل من بالمنزل أن يلتزم الصمت ولاصوت يعلو إلا صوت الراديو وربما بغرض التصدق علي الجيران أو إكرامهم بالإستمتاع بمايبث من برامج....
ولم تكن قنوات الإذاعة كثيرة وإنما محدودة وأشهرها عالميا الBBC أو راديو لندن ثم تليها إذاعة الشرق أو هنا القاهرة... أما محليا فسادت إذاعتنا القومية هنا أم درمان... وعلي قلة هذه القنوات إلا أنها كانت كافية جدا لملء فراغ الناس وتثقيفهم.... دنى وبعدها تكون مجرد صندوق جلدى ليس إلا.....
وتحضرنى طرفة عن واحد من الأبالة( رعاة الأبل) فقد عدداً من إبله
ولجيل الخمسينات والستينات طرائف وملح عجيبة مع هذا الجهاز أو مع ماكان يبثه من برامج..... وكنت ترى الرجل يحمل جهاز راديو ( كما نحمل الهواتف الجوالة اليوم) وهو يستمع للبرامج أثناء سيره.... وحتى فى السفر كنت ترى الرجل يفتح جهاز الراديو أثناء فترة القيلولة او حين يصبح وقبل قيام العربة.....
وأكثر ما أذكره هو وضوح وكثرة محطات البث الفضائية فى الصباح الباكر ونحن نستعد للسفر للدلنج من محطة الأبيض حيث يقوم الكل بإختيار هذه المنطقة لإختبار صلاحية جهازه للعمل بالأقاليم لأنه فى ذلك الوقت كان من الصعوبة إلتقاط ترددات البث فى الاقاليم إلا عبر بعض الماركات القوية لأجهزة الراديو مثل ناشيونال وسانيو.... اما البعض منها فكان حدها كوستى او ودم وبدأ فى البحث عنها حتى فترت همته... وأثناء جلوسه للراحة تحت إحدى الأشجار خطرت له فكرة وقال فى نفسه..... إن هذا الراديو يأتى بالأخبار من أقاصى الدنيا فلماذا لا أشغله ليأتنى بأخبار إبلى الضالة...... وما أن قام بفتحه حتى سمع المذيع يقول وبصوت جهوري..... هناااا أم درمان.......فشعر الرجل بغيظ شديد وقذف الراديو بعيداً وهو يقول.....
أنى قلت ليك وين إبلى تقول لى هنا أم درمان....؟
وكثيراً ماكنت أشاهد البعض من كبار السن وهم يستمعون للمذيع ويأمنون بطأطأة رؤوسهم على مايستمعون من أخبار وكأنهم جلوس مع المذيع شخصياً وربما خرجت من أحدهم جملة إعتراضية على خبر أذاعى وكأنه يريد إيصال رأيه للجهة التى أصدرت القرار..... وهناك الكثير والمثير من أخبار المجتمع مع هذا الصندوق المتكلم او مانسميه بال(مذياع) وسنتطرق له بمعيتكم فكونوا معنا ونهاركم Sudani
0 comments:
إرسال تعليق