مستجدات قضية الحاج رحال تية والدعوة لمواصلة المناصرة


 بقلم عثمان نواى
انتهت الجلسة الثالثة بتاريخ 26 يوليو 2018 في محكمة سنار في قضية ( الحاج رحال تيه ) و المدعو ( عثمان الزين ) و بعد سماع شهود ( رحال ) المحكمة أدانت المتهم ( عثمان الزين ) بالمواد الآتيه :
144
الإرهاب .
160
الإساءة .
164
إشاعة النعرات بين القبائل .
و الجلسة القادمة ستكون في يوم 1 أغسطس 2018 بسنار . وخلفية الأمر هي أن الأخ رحال الذي يعمل في محطة وقود قام في الأيام الماضية وأثناء زحمة الاصطفاف للوقود، قام بمنع رجل يدعي عثمان الزين من تخطي بقية السيارات والتقدم لبداية الصف وكسر النظام. وهذ المدعو عثمان الزين تبين أنه نائب امين الحركة الإسلامية في سنار و مدير الشركة الإسلامية التعاونية. وعندما قام الحاج رحال بإيقاف الرجل من التقدم قام الأخير بالصعود علي العربة ومخاطبة الناس وقال انه يكره أشد ما يكره النوبة وقال متي أتى النوبة من الكراكير ليحكمونا وثم قال اخيرا انه بإمكانه أن يدهس الحاج رحال تيه بسيارته في لحظة لأن رحال لا يساوى شيئا وليس له قيمة وان شركته يمكنها دفع القيمة أن وجدت . ثم نزل وضرب رحال في ظهره. هذا هو المشهد الذي شهد عليه العشرات من المواطنين وضح النهار. إلا ان الحاج رحال تية بوعي كبير بحقوقه رفض أن يرد مباشرة للرجل العنصري وفضل الذهاب الي المحكمة ورفع قضية ضد الرجل الذي توعده علنا بالقتل واهانه وقبيلته واثنيته علنا امام الناس. وقد بدأت المحاكمة في يوم 18يوليو 2018، وقد استمرت الجلسة 3 ساعات تم فيها الاستماع الي الشهود الذين أثبتوا الواقعة بينما أصر المتهم المعتدي علي رحال بانكار الواقعة التي شهدها العشرات.
ان النقطة الهامة جدا في قضية الحاج رحال والتي ربما ما انتبه لها كثيرون هو أن الرجل كان يقوم بما أصبح عملا شاذا في ظل النظام القائم. وهو النزاهة والالتزام بالمساواة بين المواطنين في الحصول علي الخدمة وعدم خرق القانون بقصد المحاباة لأصحاب اللحى ومدعي التدين تجار الدين الذين يحكمون السودان. والمعروف أن شعب جبال النوبة بتاريخه الطويل في الخدمة المدنية والعسكرية في السودان منذ عهد الاستعمار كان له مميزات خاصة في الالتزام والدقة والنزاهة والأمانة. ولكن هذه القيم يبدو أنها تنهار بشدة في ظل هذا النظام الجائر حتى أصبح الملتزم بها هو شخص يستحق الإهانة والتمييز والتهديد بالقتل. ان هؤلاء الفاسدين والمجرمين من إسلاميين مدعين وضعوا السودان في أسفل دول العالم في معدلات الفساد التي فاقت كل تصورات وكل قدرة على قياسها. ولهذا يبدو أن التزام وانضباط الحاج رحال كان مستفز للغاية لمعتادي كسر القانون والفساد والرشوة والمحاباة من أمثال عثمان الزين وعصابته التي تحكم السودان بالقوة والعنصرية والتمييز والعنف وتدمير الأخلاق والقيم.
ان الانتباه لهذا الجانب من القضية له أهميته أيضا، اولا في ضرورة الثناء على رحال تيه كرجل يحافظ علي نزاهته المهنية وعلي حقوق الآخرين قبل حقه هو شخصيا، وثانيا في أهمية الانتباه أيضا الي حقيقة أن مسألة المساواة في الحقوق بين مواطني السودان لها جانب مهم يجب النظر إليه أيضا وهو جانب التمييز الكبير من هو كوز وغني وينتمي للسلطة وبين بقية المواطنين في السودان بكل أشكالهم وانتمائاتهم. وهذه معركة أخرى أيضا يجب خوضها لكي تعود حقوق المواطنة كاملة للحاج رحال كموظف نزيه يقوم بعمله لكنه يتعرض للاهانة والعنصرية بسبب تمسكه بنزاهته في وجه رجل عنصري اولا وفاسد ومستغل لسلطاته في ترهيب الناس من جانب آخر. لذلك المعركة ضد العنصرية لا تنفصل من المعركة من أجل تحقيق المواطنة المتساوية وحماية حكم القانون واستعادة قيم النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد واستغلال النفوذ الذي أصبح سرطان يتشعب في جسد الدولة السودانية ويقتلها بشكل متسارع. لذلك التحية للحاج رحال تية لنزاهته اولا وقيمه الإنسانية والمهنية الرفيعة والنادرة في هذا الزمن ومن ناحية ثانية له كامل التحية علي اتساقه الأخلاقي في مواصلة معركته بذات القيم الأخلاقية النزيهة والرفيعة عبر تثبيت حقه القانوني والمطالبة بحق ليس له فقط بل لكل النوبة الذين تمت اهانتهم عبر اهانته.
من جانب آخر تستمر الدعوة للتضامن مع الحاج رحال تية في هذه القضية في الجلسة التي ستقام يوم 1 أغسطس 2018 بسنار. كذلك تستمر الدعوة الي القانونيين والحقوقيين وكل السودانيين للعمل الجاد من أجل قانون ينهي العنصرية وكل ممارساتها اللفظية أو غيرها، حيث انه لكانت هذه المحاكمة أكثر عدالة وسهولة في ظل وجود قانون محدد لمثل هذه الانتهاكات، ولأننا يجب أن نعترف بوجود العنصرية كازمة ماثلة في السودان تحتاج الي قوانين رادعة واعتراف بها بشكل واضح. باعتبار هذا الأمر من أهم مستحقات العدالة الانتقالية والتغيير نحو دولة المواطنة المتساوية في السودان.

Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق