تقوم العديد من دول العالم
باستبدال العملة القديمة، بواحدة أخرى جديدة، لأسباب عديدة يصعب حصرها، منها
تفسيرات تتعلق بالاقتصاد أو التضخم أو الحروب أو حتى أسباب تتعلق بالكيانات
السياسية الجديدة، على سبيل المثال عند تشكيل الاتحاد الأوربي، اندمجت العديد من
الدول وغيّرت عملتها أو عندما تنهار بعض الكيانات السياسية مثل ما حدث في الاتحاد
السوفييتي السابق، الذي تحول الى 17 دولة لكل منها عملة منفصلة.
لكن
أهم وأخطر سبب لتبديل العملة، بحسب الخبير الاقتصادي في بنك ألمي جاسم المظفر هو
التضخم.
يقول
المظفر لـ “الكومبس”: “الكثير من البلدان أعلنت افلاسها بسبب التضخم على سبيل
المثال البرتغال كانت من أوائل تلك الدول حيث أعلنت افلاسها في القرن السادس عشر
عند اكتشاف أمريكا.
ماذا تفعل السويد لتحصن نفسها من ذلك التضخم؟
تقوم
السويد عادة بقياس نسبة التضخم سنويا بحيث تكون الزيادة في الأسعار والإيجارات
والعقارات متوازنة مع الزيادة في الرواتب بحيث تبقى ضمن الطبيعي وهي 2 الى 3% ولكن
إذا حدث وزادت هذه النسبة التي تصل الى مستويات جنونية في بعض الدول مثل ما حدث في
ألمانيا عام 1920 عندما أصبح سعر الدولار الواحد قرابة 4,2 مليون مارك، بعد أن كانت
قيمة الدولار الواحد 40 ماركاً.
إذا
أراد أحدهم شراء قهوة فانه يأخذ معه عربة من الأوراق النقدية كما يدفع بالدول لخوض
حروب أو اتخاذ إجراءات أكثر عقلانية مثلا تركيا عندما وصل سعر الدولار الواحد الى
مليون ونصف ليرة قاموا بوضع خطة معالجة على مدى 9 سنوات.
كذلك
عانت الهند كثيراً اثناء قرارها بتبديل العملة الوطنية، حيث انها لم تأخذ بالحسبان
المدة الزمنية التي يحتاجها بلد مثل الهند لتغير عملته الوطنية، أخذين بنظر
الاعتبار أن الملايين من الناس لم يكن لديهم اي حساب مصرفي او ما شابه ذلك مما خلق
طوابير من الناس التي تتزاحم على شبابيك البنوك بغية تغير العملة في الوقت الذي
حددته السلطات هناك، مما اضطر الحكومة الى تغير الوقت النهائي للتغير لعدة مرات.
الخبير الاقتصادي جاسم المظفر
يتبادر الى ذهن الكثيرين سؤال وهو لم لا تقوم الدولة بطبع الكثير
من الأوراق النقدية؟
لابد
من معرفة أن كل عملة نقدية تطبع تكون قيمتها في الاقتصاد العالمي مغطاة بالذهب
والعملات التي لا تكون مغطاة بمعدن الذهب لا تعكس القدرة الشرائية للبلد.
على
سبيل المثال ما حدث في العراق عندما قام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بطبع
العملة العراقية غير مغطاة بالذهب، وكذلك استخدمت إيران آلية طبع العملة العراقية
لإغراق السوق العراقية بعملة غير مغطاة مما دفع بآفة التضخم في العراق لتصل الى
ارقام قياسية عجزت الدولة عن معالجتها.
هل يمكن القول إن تبديل العملة يعتبر طريقة أيضا لمكافحة الفساد؟
بالتأكيد،
على سبيل المثال من يصبح مليارديراً فجأة فانه يتعرض لمحاسبة في حال غيرت الدولة
عملتها ومواجهة سؤال من أين لك هذا؟ فيقوم البعض بتحويل أموالهم الى عملة أخرى أو
شراء عقارات أو ذهب.
عندما
تعجز الدول عن دفع ديونها او دفع فوائد الديون فإنها تعلن افلاسها كما حدث سابقاً
في فنزويلا والأرجنتين، فيتدخل البنك الدولي لتنظيم عملية الافلاس فيقوم بإقراض
الدولة المفلسة وجدولة الديون القديمة ووضع خطة للتقشف ويتدخل في السياسة الداخلية
للدولة مثل ما تعرضت له اليونان من شروط تعسفية من قبل الاتحاد الأوربي بعد ان
أعلنت افلاسها.
تغيير
العملة في السويد هو حالة صحية تتم وفق حساب اقتصادي مخطط له وفوائد تغيير العملة
كثيرة منها امتصاص المبالغ النقدية ” بالأسود ” وإعادة هيكلة الاقتصاد مِن جديد،
ولكن السويد لم تفصح بشكل مباشر عن سبب تغيير آخر عملة لها ولكن بشكل عام البلد
مقبل على التوجه نحو العملة الإلكترونية الديجيتال المتوقع العمل بها.
كمثال
آخر على أهمية تبديل العملة، عند سحب العملة الورقية من فئة 20 كرون تم اكتشاف ان
20 مليون ورقة من هذه الفئة لم تعاد الى البنوك ولا أحد يعرف أين ذهبت.
0 comments:
إرسال تعليق