عثمان نواى
يصعب على المرء النظر إلى حال السودان وأهله هذه الايام، ومن قبلها
بالتأكيد، حيث ان كل صباح يزداد الوضع سوءا، ولا ياتى التساؤل حول لماذا ما زال
الناس صامتون، ولماذا رغم الغضب وسوء كل شئ لازال هذا النظام حاكما كاتما فوق
انفاس السودانيين.! ولماذا لم يحدث اى عمل مؤثر يؤدى للتغيير المنشود ، ليس فقط
تغيير النظام، ولكن تغيير جذرى لحال البلاد المتكلس فى مرحلة كارثية مزمنة منذ
استقلاله.!
ولكن ربما السؤال الصحيح لم يعد بعد ثمان سنوات على مرور الربيع العربى، وثلاثين عاما من حكم الإخوان المسلمين، وستين عام من حكم النخب الفاشلة، لم يعد السؤال الصحيح لماذا لم يحدث التغيير، بل ماهو التغيير او التغييرات الفعلية التى حدثت على الأرض والتى جعلت من صناعة التغيير الحقيقي الذى يرغب به الشعب السوداني والذي يصلح حاله أمرا صعبا ان لم يكن قد وصل إلى الاستحالة، على الأقل في الوقت الراهن.؟!
والشاهد ان واقع الأوضاع في السودان قد تغير بعمق وبشكل كبير، خاصة في ظل هذا النظام، ابتداء من القيم والعلاقات الاجتماعية التي أصبحت تتسم بقيم الكيزان من إعلاء للمال وتبرير الفساد للوصول إليه من فقه الضرورة الى فقه التحلل، مرورا باعلاء ممارسة العنف في كل مناحي الحياة، بداية من الحروب والابادة مرورا بالنهب المسلح والارتزاق وسيلة للعيش وبشكل محمى من الدولة وانتهاء بالعنف ضد الأطفال والاغتصاب الذى أصبح مرض اجتماعى تعدى ان يكون ظاهرة تعبر عن أقصى درجات انحطاط المجتمع.
ولكن ربما السؤال الصحيح لم يعد بعد ثمان سنوات على مرور الربيع العربى، وثلاثين عاما من حكم الإخوان المسلمين، وستين عام من حكم النخب الفاشلة، لم يعد السؤال الصحيح لماذا لم يحدث التغيير، بل ماهو التغيير او التغييرات الفعلية التى حدثت على الأرض والتى جعلت من صناعة التغيير الحقيقي الذى يرغب به الشعب السوداني والذي يصلح حاله أمرا صعبا ان لم يكن قد وصل إلى الاستحالة، على الأقل في الوقت الراهن.؟!
والشاهد ان واقع الأوضاع في السودان قد تغير بعمق وبشكل كبير، خاصة في ظل هذا النظام، ابتداء من القيم والعلاقات الاجتماعية التي أصبحت تتسم بقيم الكيزان من إعلاء للمال وتبرير الفساد للوصول إليه من فقه الضرورة الى فقه التحلل، مرورا باعلاء ممارسة العنف في كل مناحي الحياة، بداية من الحروب والابادة مرورا بالنهب المسلح والارتزاق وسيلة للعيش وبشكل محمى من الدولة وانتهاء بالعنف ضد الأطفال والاغتصاب الذى أصبح مرض اجتماعى تعدى ان يكون ظاهرة تعبر عن أقصى درجات انحطاط المجتمع.
ان الناظر إلى المجتمع السوداني يرى ان الكيزان قد نفذوا مشروعهم
الغير حضاري بجدارة عبر تحرير السودان من القيم الأخلاقية والفضائل التى كانت تصنع
سياجا حاميا وقاعدة يلتف حولها الناس. وبالتالى أصبح الخلاص الفردى هو الدافع وراء
قيام كل سودانى من النوم صباحا بحث ولهث عن لقمة العيش باى طريقة، واى طرييقة هذه
هى الأزمة الكبرى!! . وفى الضفة الأخرى يتجلى فشل النخب والمعارضة في عدم قدرتها
على الدفاع عن سياجات حماية الشعب السوداني، و فشلها فى تقديم اى بدائل او حلول
تنافس ما يقدمه الكيزان من فساد مع كل نفس يتنفسه السودانيين كل يوم .
اما على المستوى السياسي فإن الكيزان يصنعون لأنفسهم صور مطابقة
لمتطلبات التطبيع مع الغرب عبر تغييرات شكلية سواء في إجراء انتخابات او كتابة
دستور او إبداء الاستعداد للدخول في مفاوضات، لكنهم في العمق لا يريدون إجراء اى
تغييرات حقيقية. هم فقط يرتدون البذات التى تظهرهم بشكل لائق حسب المناسبة. وبهذا
الشكل نجح النظام في كسب الكثير جدا من الوقت الذي ضيعته النخب الحائرة الشائخة
الواهنة. و فقد بذلك الشعب اى ثقة في قيادات القوى السياسية المعارضة للنظام، لأن
من لا يستطيعون إنقاذ أنفسهم كيف سينقذون شعب بأكمله.! للأسف أن الصورة تبدو قاتمة
جدا لمقبل الايام فى السودان، حيث ان انهيار الاقتصاد ليس سوى الحمى على سطح جسد
السودان المريض، الذى قد تسممت أجهزته الداخلية كلها وربما يدخل قريبا حالة غيبوبة
او موت دماغى كامل. هذه الصورة القاتمة لا يمكن عكسها الا من خلال جدية حقيقية من
النخب والقوى الفاعلة في عمل صادق نابع من قدرة على التضامن والتضحية والتعالي على
صغائر الخلافات، حيث أن الوحدة فى تحالفات وكيانات ليست هى المطلوبة، بل وحده
الضمير وصدقية المقصد هى التى ستجمع المختلفين في طريق واحد. بالأمس فى فرنسا في
مشهد فريد تمكنت مظاهرات لأقصى اليمين وأقصى اليسار الذين لم يتفقوا على شئ من قبل
، تمكنت من تغيير قرارات الحكومة هناك برفع الضرائب فى اقل من اسبوعين . لم يتفق
ولم يتحالف اليمين واليسار هناك لكن المقاصد اتفقت فجمعهم الشارع ووحدة الهدف
ومصلحة الشعب التى تعلو فوق كل الخلافات. على القوى السياسية والنخب استعادة
ضمائرها وصدقيتها وجديتها ان كانت تريد حقا التعبير عن مصالح الشعب السوداني ، حتى
تكون مثال مناقض لكذب وفساد الكيزان ،وقتها لن تكون هناك حاجة لكثير من الكلام،
لأن الأفعال الجادة الصادقة تتحدث عن نفسها.
nawayosman@gmail.com
nawayosman@gmail.com
0 comments:
إرسال تعليق