موكب الغد : بين اضطراب القوى السياسية وثبات موقف الشارع



عثمان نواي
ربما يصف البعض المطالبة غدا بتنحي البشير بأنها خطوة قد تكون متعجلة بعض الشئ، ولكنها أيضا لا تخلو كخطوة سياسية من أهمية استباقية، ليس فقط لمحاولة الأحزاب السياسية إثبات وجودها، ولكن لأن المطبخ الداخلى في النظام تخرج منه روائح مختلفة كلها تنبئ بأن الحريق لدور المؤتمر الوطني فى الأيام الماضية، قد حرق اوراقا كثيرة وولاءات أكثر . الآن هناك فى القصر ومجلس الوزراء والقيادة العامة للجيش ورئاسة جهاز الأمن الوطني، إضافة الى دار المؤتمر الوطنى الرئيسي في حى المطار و ملتقيات الإخوان المسلمين في عزاء قائدهم جاويش الذى مات في صمت، كل هذه الغرف المغلقة تعج بتناقضات وصراعات وفوضى عارمة. فى حين أن الثابت الوحيد والمتسق الوحيد هو هتاف الشارع الذي يريد الحرية وإسقاط النظام. اذن اى كان ما سيحدث غدا، فإن الشارع الذى صنع كل هذه الأحداث ووضع جميع الأطراف فى هذا الموقف، هذا الشارع ستكون له الكلمة الأخيرة عبر، مدى صموده وأيضا مدى توسع وزيادة الاعداد. حيث ان التوتر الذى يسود كل الأطراف سيخلق اضطرابات عميقة ومعقدة فى المشهد على المستوى السياسي الفوقى. لكن الشعب السوداني فى الشارع يجب ان يتمسك الان بحقه كقائد وحكم اخير بين كل اللاعبين الذين تضطرب كل حساباتهم الان مع تسارع وتيرة الأحداث ووقع الشارع الذى يسبق ويفاجئ الجميع منذ لحظة اندلاع هذا الحراك . وغدآ لناظره قريب..
nawayosman@gmail.com

Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق