ازمة السودان كوم .. وأزمة جبال النوبة في جهلائها ومدعييها وغوغائييها كوم تاني ..


       .. عمر منصور فضل
omarmnsr@yahoo.com

 منذ إنفجار موجة الإحتجاجات والتظاهرات الحالية ، والأسافير تتساءل (بإرتياب منطقي وموضوعي ومبرر) عن الموقف الشاذ والنشاز لمدن جنوب كردفان (إقليم جبال النوبة) من هذه الثورة والفورة الشعبية الجماهيرية العارمة .. رغما عن ما هو معلوم للداني والقاصي من الأوضاع المزرية التي خلفتها ممارسات هذا النظام منذ فجر قدومه على السلطة والتي تواصلت (اي تلك الأوضاع السيئة) في المنطقةإلى اليوم بلا إنقطاع للدرجة التي فيها حتى حركة الناس في الشوارع العامة وحركة المركبات العامة محددة بقيود زمنية وقيود جغرافية .. والتعامل مع السلع الإستهلاكية الحيوية واليومية (سكر ، ملح ، دقيق ، وقود ... إلخ) أيضا ، وحركتها ، بقدر معلوم ومضغوط ..

.. وقد ظللت في جدل محتدم وحوار مستدام مع بعض الأصوات الغريبة والمريبة .. (من بعض المدعين بإنهم من ناشطي جبال النوبة ومستنيرها) التي برزت   تنادي أبناء جبال النوبة (في الخرطوم نفسها ، ناهيك عن مناطقهم الأصلية في إقليمهم الأم) بعدم الإستجابة لنداءات الخروج للشارع بدواعي أقل ما يمكن وصفها بأنها ..

 بالغة الضحالة ..

بالغة السذاجة ..

بالغة السطحية ..

موغلة في الإنكفائية والتقوقع والتحوصل والتشرنق ..

شديدة الجهل بفقه المراحل في العمل السياسي والنضالي معا ..

..وحقيقة أعجب ما عجبت له هو كيف لشخص من جبال النوبة ، التي هي من أكبر وأكثر المناطق والقوميات تضررا من هذا النظام على الإطلاق ، أن يقف موقف الحياد وموقف المتفرج من معركة تغيير النظام .. !!!!

.. و قد علقت كثيرا أيضا على بعض التبريرات التي يرددها بعض أبناء جبال النوبة (أو أبناء النوبة) في المنابر الخاصة والعامة كدعاوي ومصوغات لعدم المشاركة مثل ..

1- القول بأن أبناء جبال النوبة (أو أبناء النوبة) قد دفعوا الثمن مقدما منذ سنوات طويلة من أجل تغيير الأوضاع في السودان ، وقدموا ما يكفي من تضحيات خلال التمرد والحرب الطويلة بإقليمهم ، و قد عانوا من ويلات هذا النظام منفردين لسنوات وسنوات (وهذه حقيقة) وإنه ، الآن هي نوبة القوميات الأخرى (وورديتهم) في الصدام مع ألنظام ، وتقديم بعض التضحيات والخسائر ..

2- هذا النظام في الأصل نظام عنصري ويستهدف (الزرقة) وإذا خرج النوبة سيجد النظام ذريعة في تصفيتهم عرقيا في الشارع ..

3- إذا ساهم النوبة في التغيير فإن سرقة الثورة محتملة ، من الجلابة الحاكمين أنفسهم (وهذا شيء وارد ومحتمل وحدث كثيرا في طي الثورات السودانية ، ويحدث في أزمان وأماكن كثيرة) .. فلا معنى لأن يكونوا وقودا لمعركة هي في الأصل بين مكونات مثلث السلطة ..

إلى آخر مثل هذه المواويل والخزعبلات والخرابيط التي هي تماما (نغمات) النظام الحاكم وإحدى آلياته المعلومة في اللعب على وتر العرقيات والجهوية وقاعدة ( devide  and rule) .. قسم وأحكم ، فرق تسد .. لتفتيت الشعب وتمزيقه ، وإبقائه في كنتونات متفرقة ، وإبعاده من الإلتفاف والإتفاق بشكل جماهيري موحد حول أي برنامج من شأنه تهديد بقاء النظام أو تهديم قبضته الأحادية ، مثل هذه الإنتفاضة الماثلة ..

 ** قديما عندما ثارت جبال النوبة ودارفور والنيل الأزرق على المركز أدخلوا في روع سكان الوسط والشمال النيلي بأن هؤلاء الثائرين هم (زرقة) ضد (عرب) السودان ، وأتباع
للكنيسة العالمية يحاربون ضد الإسلام في السودان .. (وإنتو البدخلكم شنو مع العبيد الكفار ديل !) ..

وإستطاعوا بذلك من عزل غالب أبناء الوسط والشمال عن الثورة المسلحة ..

.. والآن تحارب الحكومة إنتفاضة الشعب بنفس السلاح ، بإدخال الروع في أبناء دارفور وجبال النوبة .. بهذه الأقاويل والمواويل ..
ويستغلون (كما هو المعتاد) ربائب النظام والمستوزرين من أبناء هذه المناطق ، والمستطعمين من فتات قوت المركز  ، و كذا بعض الجهلة والغوغاء من ناشطي الكيبورد والمنابر الهلامية في تسويق هذه الدعاوي الساذجة والمثبطة للهمم والباعثة للتخاذل والتشتت والتفرق ..

** وحقيقة أعجب ما أعجب له ، كيف لشخص من جبال النوبة التي هي من أكبر والمناطق والقوميات تضررا من هذا النظام على الإطلاق أن يقف موقف الحياد وموقف المتفرج من معركة تغيير النظام .. !!!!

.. وحتى بذلك المنطق السقيم العقيم بأنهم قد دفعوا فاتورة ثقيلة للنضال منذ سنوات من دون مشاركة القوميات السودانية الأخرى ، فإنهم (أي أبناء إقليم جبال النوبة ، ومثلهم أبناء دارفور) هم أصحاب المصلحة الحقيقية في أن يذهب هذا النظام الفاسد الكالح الغاشم ليرتاحوا هم من هذا العبء الذي أثقل كاهلهم قبل غيرهم .. وليستريحوا من عناء مكابدة الويلات لوحدهم

** كما أن السؤال (في التعليق على نقطة إحتمالية الإستهداف العنصري) .. هو :
هل سيخرج أبناء جبال النوبة في المظاهرات من خلال مواكب منفصلة عن باقي قطاعات الشعب أم كيف سيتم إستهدافهم بشكل خاص لتصفيتهم عرقيا .. !!!؟ ..

ثم ..
إن الخوف من سرقة (محتملة) للثورة لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يكون ذريعة وكابح لأي شخص للركون والرجوع عن المطالبة برحيل (واقع) أسود قاتم يسد أمام كل أبناء الوطن أي فرصة لرؤية أو إستشراف مستقبل افضل ..

** قطار التأريخ لا يتوقف كثيرا في محطاته ، ولا يعبأ بالمتكاسلين والمترددين ، وسيغادر بمن حمل ..

على أبناء الشعب .. بكافة تكويناته العرقية ، و جهاته الجغرافية ، و تنظيماته السياسية ، و فصائله المهنية ... إلخ أن يحزم حقائبه سريعا لركوب القطار .. ليحزم النظام (هو الآخر) حقائب الرحيل إلى الجحيم وإلى مزبلة التاريخ .. وإلا فإن الزمن سيطول في إنتظار الرحلة القادمة من دورة قطار التأريخ الذي لا يدري أحد متى يكون ..🔥⚡

   .. عمر منصور فضل ..
     أمسية الخميس
27 ديسمبر 2018م

Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق