الى اين سيذهب هؤلاء؟


بقلم عثمان نواى
فى ظل استمرار القتل والعنف ضد المتظاهرين السلميين في كل بقاع السودان، وما سجلته الكاميرات من اعتداءات كلاب الأمن وأفراد الأمن الشعبى وكتائب ظل الإسلاميين من اعتداءات على أعراض الناس وحرمات منازلهم ونهب لممتلكاتهم فى وضح النهار، فإن الكيزان قد صنعوا خط اللاعودة فى علاقتهم مع المجتمع السوداني بكل فئاته. فمشاهد الاعتداء على حرمة المنازل هى اخر انحدارات الكيزان ووقعوهم فى فخ التصنيف الذى يشبههم تماما بإنعدام الأخلاق و الشرف والرجولة. وهذا فقط مجرد استعراض بسيط لبعض ما فعله هؤلاء فى مناطق الصراع فى السودان فى دارفور وجبال النوبة. ويبدو أن الخوف بلغ من الكيزان مبلغا جعلهم غير قادرين على إخفاء جرائمهم التى لم تكن تحت عدسات الكاميرات في تلك المناطق النائية وقبل وجود الإنترنت والفيس بوك، ولكن رغم معرفتهم أن كل ما يفعلونه موثق، الا انهم لا يمتنعون.
وهذا ما يدل على ان الخوف والرعب من فقد السلطة وسقوطهم فى أيدى الشعب السوداني الثائر، والذى سوف يكون وشيكا وان نهايتهم تلك سوف يكون ما بعدها قصاص اليم، يرعب منامهم. ولذلك يهرعون كل صباح للقتل والترهيب رغبة فى إسكات أصوات الهاتفين بتسقط بس، لأن ذلك السقوط سوف يعنى سقوطهم في جهنم الدنيا قبل الخلود فيها فى الآخرة. فالكيزان بأفعالهم التى وحدت السودانيين لأول مرة فى كرههم وفى رغبة الانتقام والقصاص منهم من كل بيت وحى وحله، من صاحب الركشة الى الأطباء من دارفور الى القضارف ومن أمبدة الى كافورى، ومن قرى المحس الى كاودا، أن هؤلاء لم يعد ابدا مهما من أين اتوا، كما تساءل الطيب صالح، لأن سؤالهم وسؤال اللحظة الان هو الى أين يذهبون وقد تمرد وخرج عليهم حتى بناتهم وأبنائهم.؟ وقد مس شرهم كل بيت سودانى..
بالأمس هتف الناس فى تشييع الشهداء، كل الكيزان، برة السودان.. وهذا هتاف معبر بلا شك عن ضيق الأفق للإسلاميين والكيزان في السودان بعد كل ما حدث وسيحدث. والحقيقة ان وعى الكيزان بهذه الحقيقة وهذا الرفض الكامل لهم سوف يزيد رعبهم وبالتالى سوف يزيد عنفهم. لأنهم ولأول مرة وعكس كل الأنظمة التى سقطت فهم ليس لديهم اى مكان يذهبون إليه. فحتى الإسلاميين الآخرين والتنظيم الدولى للإخوان المسلمين يتبرأ منهم، ويشعر بالخجل من تجربتهم الفاشلة فى حكم السودان، وبالتالى فإن ملجأ مثل تركيا او قطر ان سقط النظام لن يقبلهم. وهم قد أغلقوا أبواب التواصل مع إيران منذ زمن كما أن الإمارات والسعودية هى أكبر أعداء الإخوان المسلمين، وقد عرضت هذه الدول على البشير عبر الفريق طه قبل سنوات التخلى عن الإسلاميين في مقابل دعم الخليج، لكن البشير اختار الدعم الداخلى للكيزان له على الدعم الخارجي ختى يضمن بقاؤه في السلطة في السودان لأنه ليس له أنصار غيرهم وهم أولياء نعمته . وفى النهاية خرج طه ليصبح تابعيا للسعودية ولم يكن أمام البشير سوى الترنح فى الأزمات الاقتصادية.
ان الكيزان الان وبكل الاتجاهات في حالة حصار حقيقي. والشعب السوداني قد أعلن كلمته فيهم واضحة أن لا مكان لهم في سودان المستقبل. وعليه فإنه ما يدور في أذهانهم الان هو فقط سؤال الى اين يذهبون. وهم يعلمون جيدا ان الملاحقة الدولية والقضائية سوف تطالهم لامحالة، خاصة أولئك أصحاب الجوازات الأجنبية وخاصة إذا ما حاولوا الخروج الى الغرب. ان هؤلاء الفئران الخبيثة المسماة الكيزان هى تعلم الان ان نظامها سقط الا انها تبحث عن الجحور التى تاويها من غضب كل الشعب السوداني. ولكن عليهم أن يعلموا انه قد حانت لحظة الحق وأن المحاسبة هى الشعار الأول لهذه الثورة، ولن يعفى السودانيين حقهم هذه المرة مثل المرات السابقة حتى لا يتجرأ اى حاكم آخر على انتهاك حقوق هذا الشعب. ولذلك عليهم ان يسلموا الى حقيقة مصيرهم وان السجون والمحاكمات العادلة هى مأواهم القادم وان رد أموال الشعب وممتلكاته هى وظيفتهم في الأيام القادمة، وان الحكم اليوم للحق على يد الشعب وفى محكمة الثورة. ومهما قتلتوا الأبرياء فإن الرعب الذى يقتلكم مع كل نفس لن ينجيكم منه سوى مواجهة حقيقة سقوطكم ورد حق الشعب السوداني إليه.. والمجد للشهداء والحرية للمعتقلين والشفاء للمصابين والعار للمتخاذلين ودام السودان حرا أبيا.
nawayosman@gmail.com

Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق