جموع الشعب السوداني المجيد
نحييكم تحية الإجلال والمحبة، وأنتم تسطِّرون التاريخ
بجسارة صوتكم وتضحياتكم هذه الأيام، كما فعلتم من قبل.
وإذ نقف وقفة كاملة الانحياز لخياراتكم في الثورة
والتغيير، وإذ نحن منكم وفيكم، وإذ مصيرنا جميعاً يرتبط بسيادة الشعب وكرامته على
أرض السودان، نخاطبكم اليوم في ما يخص امتداد الثورة وأهدافها الأصيلة، حيث
منشودنا جميعاً؛ حيث بناء السودان ليكون بلداً يتمتع فيه شعبه بتوفّر الحقوق،
المادية والمعنوية، في الحرية والسلام والعدالة، والنماء الاقتصادي المستدام
والاستقرار السياسي والتقدُّم الاجتماعي، واستيعاب سعة الطموحات العامة والخاصة
لجميع الأفراد والجماعات المنتمية لهذا البلد.
وإذ اتفقنا على أن الطغمة الغاشمة، الجاثمة حالياً على صدر
البلاد، القابضة على السلطة بلا حق ولا استحقاق، والتي أذلّت من بالداخل وشرَّدت
من بالخارج، وعاثت فساداً وإجراماً كاملاً في البلاد، فاشلة في تحقيق جميع الأهداف
الأصيلة، المذكورة عاليه، بل وعقبة كبيرة تحول دون تحقيقها منذ 30 سنة، فإن توحُّد
إرادة الشعب على إسقاطها وتجاوزها إنما هو أحد مراحل مسيرة كبرى، لا تنتهي بإسقاط
الطغاة وإنما تنتقل لمرحلة لاحقة من مسيرة بناء السودان، كيما يصبح وطناً كريماً
لنا جميعاً.
لا يفوتنا في هذه الظروف أن نتناول إحدى النتائج الواضحة
للسنوات العجاف تحت ظل حكم الطغمة الحاكمة، ونحاول التخطيط لمعالجتها منذ الآن،
حتى نكون على أهُبة الاستعداد مع سقوط هذا النظام قريباً. لا نذيع سرّاً حين نقول
إن السودان اليوم يعاني، ضمن ما يعاني، من عجزٍ مهني كبير، نتيجة لسياسات أدّت
لخروج أفواجٍ كبيرة من الكفاءات والمهارات من أبناء وبنات البلد، لظروف عدّة،
ولغياب الحوكمة الراشدة التي تتيح المناخ الإيجابي للكفاءات والمهارات التي بقيت
بالداخل كيما تنتج وتبدع، وتخدم أعمال البناء والتطوير، (بل بالعكس تقوم الطغمة
بالتضييق عليهم وشغلهم بأنفسهم وشحّ أجورهم وصعوبة ظروف عملهم وحرمانهم من التعبير
أو إدارة مهنهم بمعرفتهم). هذا العجزُ المهني أحد أكبر العوائق أمام مسيرة بناء
السودان؛ ورغم أن ما يُسمّى بهجرة العقول مشكلة يشترك فيها السودان مع عدة بلدان نامية،
يجوز قول إن السودان حالة قصوى بسبب ما ذكرناه عاليه. هذا هو الأمر الذي من أجله
نُسطّر هذا البيان.
هذا البيان بمثابة عهد والتزام من مجموعة من فئات هذا
الشعب، أمام بقية الشعب، بالاستعداد لتوظيف كفاءاتهم المهنية، ومواردهم المتاحة،
لخدمة مسيرة البناء. مبادرة هذا البيان، وعملية تنسيقه، تمّت مع تجمّع المهنيين
السودانيين.
نحن، الموقعون على هذا البيان، نؤكد دعمنا ووقوفنا مع
خيارات الشعب السوداني في الثورة والتغيير، ونعلن عن التزامنا الجاد بالمساهمة في
بناء أرض السودان وخدمة الشعب حسب كفاءاتنا وخبراتنا ومعارفنا، وأن نكون مشاركين
مع زملائنا ونظرائنا في الداخل في إعادة تأسيس وبناء وتطوير المؤسسات السودانية
بتقديم الرأي العلمي والمهني، وإسداء النصح والمشورة، كما نلتزم بالقيام بأي
تكاليف في هذا الخصوص وفي حدود إمكانياتنا، المهنية والمادية، تُطلَب منا تحت ظل
الفترة الانتقالية في سودان ما بعد التغيير.
ونضيف، نحن الموقّعون، توضيحاً مُهماً، في ظل هذه الأيام
المليئة بالحماس والتضحيات كما هي مليئة بفرص التسلّق واحتمال سرقة الثورات: ما
نعنيه بعهدنا هذا لا يشمل أي طموحات قيادية مادية، إنما نوقّع أدناه حصراً بخصوص
المساهمة والخدمة عبر مشورات التخطيط وتكاليف التنفيذ بما تقتضيه كفاءاتنا
وخبراتنا ومعارفنا، وفق إشارة الشعب وقياداته المتوافق عليها.
عاش نضال الشعب السوداني من أجل السلام والحرية والكرامة
عاشت مسيرة الشعب السوداني نحو النماء والازدهار
(نُشِر في 13 يناير 2019، مع
فتح باب التوقيعات)
قائمة الموقعين على بيان "التزام البناء والخدمة" (الاسم، ومجال الخبرة أو الكفاءة):
نستقبل التوقيعات عبر الإيميل:
build.serve.spa@gmail.com
0 comments:
إرسال تعليق