خطر البيوتات المالكة التى تعوق التغيير


عثمان نواي
@OsmanNawayPost
عندما يتساءل الناس لماذا استمرت الإنقاذ ٣٠ عاما رغم ان الجميع علم مدى سوئها من الايام الأولى، فإن الإجابة لا تكمن فقط في أن النظام كان قويا أو انه استخدم العنف بشكل مفرط رغم أهمية هذا العامل. لكن الإجابة الاشمل والتى أثبتت صحتها في الايام واللحظات الحرجة التى مر بها النظام ولم يسقط، تلك الإجابة تقترح وجود الكثير من أصحاب المصلحة في بقاء النظام وبل الأهم إعاقة اى تغيير محتمل.. تلك الإعاقة وتلك المصلحة تختلف فى درجاتها حسب أصحابها. فهناك من يريدون ان يضمنوا بقاء النظام حتى يكونوا متأكدين من أنهم هم وحدهم سوف يحلون مكانه.، وهناك من يريدون بقاء النظام لأنه يشكل الغطاء السياسى والامنى والاقتصادى الذى يسمح لهم بالبقاء والازدهار سواء كانوا من أصحاب الأموال، او من تجار الدين من المشايخ والوعاظ او كانوا من أهل السلطة التى ما كان لهم الوجود فيها دون هذا النظام.
على اختلاف هذه الشرائح فإن التغيير الذى يحدث هذه الأيام لا يظنن احد انه يغلغل ويهز عرش أسرة البشير فقط ولا بيوتات الكيزان فقط. فإن التغييرات القادمة لامحالة سوف تؤدى إلى زلزلة الارض تحت أقدام بيوتات السلطة والمال والدين فى السودان، سواء التقليدية سواء الطائفية والصوفية والقبلية منها، او الطفيلية التى نهبت أموال الشعب فى عهد نميرى او الكيزانية وحليفتها الانتهازية التى تنامت مع فساد الإنقاذ العميق. ولعمرى لأنهم يغشاهم هذه الأيام زلزال شديد فى كل مرة هتفت حناجر الشباب والشابات "سلمية سلمية ضد الحرامية" او " نحنا مرقنا ضد الناس السرقو عرقنا". لان هذه الهتافات العميقة المعنى انما تحلل وبدقة الحد الفاصل للمواجهة بين الشعب السوداني وبين أعداءه من كل هؤلاء الحرامية والسارقين على اتساع طيفهم واختلاف انتماءاتهم، فإنهم جميعا ضد الشعب السودانى والان الشعب عرف حقيقة أعداءه وهو يعلنها صريحة انه مرق ضدهم. وهذه التضاد لهو وعى كبير سوف ياتى بعده تغييرات يعلم هؤلاء السدنة السارقين لقوت وصوت وموارد السودانيين انها سوف تقتلعهم من جذورهم.
على المستوى السياسي أيضا هناك تلك البيوتات التقليدية التى تظن أن الأمور في السودان لا يمكن ان تمر الا على هواها، هؤلاء من بعد " البوخة" المتكررة للشارع المنتفض إصابتهم "دوخة" اسكتتهم. فالتغيير القادم لا يشملهم بالتأكيد كبيوتات لكن جماهير الشعب تقبل فى صفوفها كل من هتف وخرج ضد الحرامية. الحرامية بكل أنواعهم سارقى قوت الشعب، وسارقى صوت الشعب، وسارقى حلم الشعب فى وطن معافى يحكمه العقل والعدل، وليس الجهل والتغييب والوصاية.
ومن أهم بشريات هذا الحراك هو أن الثورة على هذه البيوتات اتتهم من داخلها، فابنائهم من الشباب وصغار السن هم ليسوا فقط فى قلب الحدث بل صناع الحدث أيضا ويقف بعضهم فى مواجهة أهله بل يتبرأ البعض منهم . وهذا مما يؤكد أن تغييرات عميقة جدا قد حدثت، وهذا سوف يضع كثير منهم فى موقع يحسد عليه فى محاولة قمع الحراك الحالى لأنهم سيضطرون للبدء من داخل بيوتهم. رغم أن ما هو قادم أقوى منهم ولكن لازال يستوجب الحيطة والحذر والتمسك بهذا المد من الوعى المتنامي والتأكيد على مطالب الشعب بكل جذريتها في اقتلاع كل الحرامية وعدم الارتكان الى الانتصارات السريعة فالطريق مازال طويلا نخو انتزاع السودانيين للسلطة لكى تكون في يد الشعب وحده وانتزاع كل ما، سرقه هؤلاء من عرق هذا الشعب العظيم .. والمجد للشهداء..
nawayosman@gmail.com

Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق