حان الوقت للشباب الثائر ان يمتلك حق التعبير عن توجهات ثورته!

بقلم عثمان نواى
@OsmanNawayPost
الأحداث تتسارع فى اتجاهات عديدة، وثورة السودان التى بدأت آثارها تأتى أكلها بانسحاب ٢٢ حزب من احزاب الحوار اليوم أصبحت فى أمس الحاجة لان تعبر عنها قيادتها الحقيقية الموجودة فى الشارع، و التى اطلق عليها الرصاص فى كل مظاهرة، وأولئك الشباب الذين يسهرون على تفعيل التغطية الإعلامية والحقوقية للثورة من خارج وداخل السودان، والذين يستمرون فى الحفاظ على الهاشتاج فى قمة الرواج بين مغردى العالم وبكل اللغات، والذين يقذفون البمبان على الشرطة والذين يحرقون اللساتك فى كل حلة حتى أرهقوا النظام وحرسه. هذا الشباب هو صاحب المصلحة الأول من هذا الحراك لأنه هو الذي يمتلك المستقبل لهذا الوطن ، وعليه ان يبدا فى المطالبة بصك ملكيته منذ الآن وقبل فوات الأوان.
ان النقاش ليس ابدا حول الأحزاب السياسية او اى كيان حين يتم الحديث عن حق الشباب في امتلاك حق التعبير عن توجهات ومطالب ومالات الثورة. فليكن للأحزاب وجودها ولكن من خلال الشباب فى داخلها، وان لم يتم السماح لهم من قبل قياداتهم لتوجيه دفة القيادة فهم كشباب ثائر يجب ان يفتح لنفسه منصات تعبير توحد جهوده.
الان وقبل فوات الأوان حان للشباب الوقت لكى يبحثوا ويتواصلوا مع كل القيادات الشعبية والمحلية في كل المناطق التى اشتعلت فيها المظاهرات فى كل السودان والحرص على وجود قوى للقادة المحليين من كل قرية ومدينة. لان تخطى ازمة المركزية فى العمل السياسي والجماهيرى وحل مشكل عدم تمثيل كل السودانيين ريف وحضر هو أحد أهم أهداف التنظيم والإدارة الناجحة للثورة ومخرجاتها، وحتى بتم تجاوز الأخطاء التاريخية التي افشلت المشروع الوطني وكل الانتفاضات السابقة . فالذين تمكنوا من قيادة شباب وشيب عطبرة وأحرقوا دار المؤتمر الوطني فى ١٩ ديسمبر وأعلنوا استقلال جديد للسودان من الشارع العام الذى يمثل الجميع وليس من داخل قبة برلمان مغلق كما حدث فى الاستقلال ومن قبل حفنة رجال لم يمثلوا كل السودان، هؤلاء القادة الشجعان من رجال ونساء عطبرة مثلا وبعدها القضارف وبربر وغيرها من القادة من الناس العاديين هم أبطال هذا الحراك، فيجب ان يكونوا في مقدمة اتخاذ القرار حول اتجاهاته والخطوات المقبلة ولا يتم ابدا تجاهلهم وظاو تجاوز رغباتهم وأصواتهم هى التى بدأت هذا الحراك. و فى عالم التكنولوجيا والفيسبوك حيث كل شخص الآن أصبح وجهه موجود في هذا الكتاب الكبير، اذ ينسى الناس ان ترجمة فيسبوك هو كتاب الوجوه، وفى عصره لا يجب ان يكون هناك وجوه مجهولة بعد الآن، وطالما هؤلاء معروفون فمن حقهم التعبير والتقدم نحو القيادة والاشتراك في تقرير المصير لهم ولكل الشعب السوداني فى طريقه للخلاص . هذا اذا ما أريد لقومية وشعبية ومحلية الحراك الثورى ان تستمر فإن الشعور بالملكية التامة لهذا الحراك من قبل صانعيه على الأرض هو امر فى غاية الأهمية.
ان الشباب الذي يخشي لعبة السياسة يجب ان يعلم أن السياسة في عالمنا اليوم لم تعد ابدا لعبة المحترفين، حتى يأتينا أصحاب العمائم واللحى والشيب والعجائز مهما كان انتمائهم لكى يصروا على أنهم مازالوا صوت هذا الشعب. فى حين ان فيديوهات الثورة توضح ان اعمار الثوار بين ١٠ سنوات وال ٤٥، وأيضا المصابين والجرحى والشهداء فى ذات الفئات العمرية بشكل غالب. ان العالم الآن يقوده سياسيون كثر غير محترفين، فمثلا لاعبو الرياضة مثل لاعب كرة القدم مثل جورج ويا فى ليبريا. وفى باكستان التى يرأسها الآن لاعب كريكت سابق، وفى السودان الان من أهم المغردين والشاحذين لهمم الثوار لاعبى كرة القدم العجب وهيثم مصطفى واللذين استجاب الجماهير لهما قبل قيادات الأحزاب وخرجوا فى تظاهرات فريدة من نوعها من داخل ملاعب كرة القدم فى يومين على التوالى. لذلك فإن الدورى السياسي يحتاج الآن الى لاعبين بدماء شابة وذات موهبة في القيادة والتحريك. بالمناسبة حتى ترمب وماكرون فى فرنسا هما من خارج نادي السياسيين المحترفين، و رؤساء عدة دول فى أروبا وأمريكا اللاتينية هم من رجال الأعمال وليسوا سياسيين محترفين. اذن، فإن الشباب الان يجب ان يكسر حاجز الخوف الأخير، ويبدأ في السودان استلام زمام المبادرة السياسية داخل الأحزاب وخارجها.
والحقيقة ان الشارع السودانى بما فى ذلك الشباب وكبار السن أيضا قد ملوا رؤية هذه الوجوه المعادة والمكررة فى كل انتفاضة منذ ١٩٦٤. ولكى يشعر الشارع بأن تغييرا ما فى الطريق فإن التظاهر والاستبسال فيه إلى حد الاستشهاد لن يكون كافيا، فقد سقط فى هبة سبتمبر ٢٠٠ قتيل فى خمس ايام وهذا لم يدفع بقية الناس للخروج ، وربما حتى إسقاط النظام لن يكون هو الحل النهائى لازمات السودان، إذا عادت الكيانات القديمة بنفس الوجوه العجوز العاجزة لاستلام زمام المبادرة. لذلك فإن الشباب الذى يقود الحراك الشعبي الان من كل حى وكل شارع ونقابة ولجنة وحتى حزب حان له الوقت للتعبير الكامل عن نفسه وعن سودان المستقبل وتقرير الخطوات القادمة لهذا الحراك. هذا لا يعنى ابدا التقليل من دور اى جسم قائم بالفعل ويقود تحركات هامة، فقط الشباب يجب ان يظهر بشكله المستقل الواعي. اولا لأن العمل السريع والقدرة على التفاهم وادارة الاختلاف وتبنى رؤى جريئة يخشى منها عادة كهول الكيانات السياسية، هذه الخطوات هى حوجة المرحلة لتصعيد الحراك الثورى . فعلى الشباب القيام الى فريضة التعبير عن ثورتهم الان، وليس فى الشارع فقط ولكن فى كل منابر الإعلام وتحضير أنفسهم للقيادة فى كل مكان و كلٌ من موقعه. هذا حتى لايأتي الدواعش من أمثال محمد الجزولى للقفز على منجزات الشباب الثائر… والمجد للشهداء..
#مدن_السودان_تنتفض
nawayosman@gmail.com
Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق