يدور جدل حالياً عن استخدام بعض الثوار في مواكبهم شعار " اي
كوز ندوسو دوس" ضمن شعارات أخرى أولها شعار الثورة الرئيسي "حرية ، سلام
و عدالة " تسألنا عن هل يكمن وراء هذا الشعار الاقصاء، ولأنه كشعار يردد ايضا
نراه يتناقض مع الشعار الرئيسي للثورة، فلذلك دعوني أنظر إليه واجيب من نواحي
عديدة.
من ناحية أن الشعار إقصائي يسعى للعزل ولا يؤسس ولا يبشر بمرحلة
جديدة قوامها احترام الآخر ودولة التعددية والحرية، هذا الرأي صحيح ولا يجب أن تكون
شعاراتنا كذلك، بل هذا الشعار يتناقض مع شعار الثورة الرئيسي ومع الثورة نفسها
التي قامت ضد الإقصاء والأحادية.
ومن ناحية ثانية أرى أن هذا الشعار رغم موقفي الرافض له إلا أنني
أجد العذر لمن يرددونه لأنه لم يأتِ من فراغ بل نتاج رد فعل لشعارات إقصائية
يستخدمها بعض الكيزان ضد الشعب السوداني ومنظماته السياسية والمدنية فمثلاً شعارات
مثل " فلترق منا الدماء أو ترق منهم دماء أو ترق كل الدماء" وأيضاً شعار
" امسح اكسح قشّو ماتجيبه حي وماتعملوا لينا اعباء ادارية " وغيرها من
الشعارات التي تستخدم للإقصاء وتحتفي بإراقة دم الآخر وتؤسس له، وليس الشعارات
وحدها بل رد فعل حتى للممارسات المتبعة يومياً من أجهزة الأمن الوطني والأمن
الشعبي التي صنعها الاسلاميون ويستخدمها المتمسكون بالسلطة حالياً، يعتقلون
ويضربون ويعذبون ويتحرشون ويقتلون بالخازوق، ورغم ترديد الشعار بشكل محدود تظهره
المجموعات التي تتصيد أخطاء الثورة، وعلى اي حال فإنه رد فعل مبرر في الوقت الراهن
للقمع الذي يحدث من قبل بعض الكيزان أو باسم الكيزان والدم الذي مازال يراق، لم
يأتِ ترديد هذا الشعار إلا رداً على تلك الأقوال والافعال الممارسة يومياً، فلا
يجب التحسس والتخوف منه كثيراً كما نسمع.
ومن ناحية أخرى لمن ينتقدون شعار " اي كوز ندوسو
دوس" بصوت جهور وحماس هو نقد في محله ومحترم ويجب أن يجد الاعتبار لأنه شعار
يحمل في جوانبه تعميم والتعميم دوماً مخل، لأن هنالك كيزاناً معنا في الثورة ضد
النظام الذي يمسكه الكيزان الآخرون، ولكن بنفس المقابل الواجب يحتم أن يتم نقد
الشعارات التي يرددها كيزان السلطة والتي تحمل نفس معاني الإقصاء وتدعو لإراقة
الدماء، يجب نقدها بنفس الحماس وبنفس الصوت الجهور، فالإقصاء رفضه يجب أن يكون من
الاتجاهين وليس من جانب واحد لنؤسس دولة الجميع.
أخيراً لا يجب استعداء التيار الاسلامي بهذه الشعارات او
إعطائهم اشارة سالبة عبرها لأنه لا يتناقض مع أهداف ثورتنا فحسب بل لأنه يساوينا
مع الحكم الشمولي الذي نناضل ضده الآن
مبارك أردول
يوم الرحيل
21 فبراير 2019م
يوم الرحيل
21 فبراير 2019م
0 comments:
إرسال تعليق