البشير يلجأ الي الجيش طالبا للحماية ويحملهم وزر سقوط حكمه



سأكتفي بما كتبه وعلق عليه الكثيرون عن خطاب البشير يوم امس، والذي اعتبره من ناحية اخرى انقلاب ثاني على حركتهم الاسلامية بعد ان ابعد الترابي في نهاية التسعينيات فهاهو يبعد تلاميذه في المؤتمرين معا الوطني كحزب حاكم والشعبي كحزب متحالف.
من نافلة القول أن لجوء البشير الي الجيش ليس بغرض حل الازمة ولا مخاطبة جذورها او إن لدي الجيش عصاة سحرية ستحلحل الازمة السياسية التي تمسك بتلابيب البلاد والتي تتجلى اقتصاديا وتؤثر على حياة المواطن، ولو تلقى وعودا بالمساعدة وضوءا اخضرا من بعض الدوائر الخارجية لفعل ذلك، ولكنه قصد بذلك توريط الجيش ليتحملوا معه جرائم عقود حكمه.
فقد جاء بالجيش لغايات محددة، الاولي انه يريد المحاولة يائسا احكام القبضة على كل مفاصل البلاد وابعاد كل المخالفين له، والثانية يعتقد ان الجيش سيطيعونه لابعد مدى بعد هذه الرشوة وسيأمن جانبهم حتى لا ينقلبوا عليه او انه سيحتويهم ويضمنهم لصالحه وسيكون حدود تفكيرهم ضمن الفضاء الذي خلقه لهم، فقد تحدث الكثيرين من القوى الثورية والمحللين عن اهمية الجيش لفترة الانتقال، فأراد البشير ان يقول بذلك ان هذا الجيش معي وبجانبي وجزء من حكومتي وساقود بهم الحكم حتى 2020م.
والغاية الثالثة هي انه يريد ان يشرك الجميع في بطش وقمع الشعب ما إستطاع اليه سبيلا عبر تعبيده الطريق بإعلان حالة الطوارئ لإعطاء المشروعية للعنف.
قطعا هذه الازمة لن يقدر عليها الجيش ولا هي في حدود استطاعته، بل ازمة وطنية خانقة تتطلب ذهاب رأس النظام في المقام الاول الذي قاد الحكم لثلاثين عاما واوصلها لهذا الدرك، واقامة ترتيبات انتقالية ديمقراطية باتفاق الجميع بمافيهم الجيش ووقف الحرب ومعالجة اسبابها وفتح الطريق للعبور بالوطن الي بر الامان.
الذي فات على رأس النظام ولم ينتبه له انه بحادثة الامس قد منح الثورة قوة دفع جديدة، فقد كان الكثيرون يتشككون ويقولون ان النظام لن يتأثر بالثورة السلمية وانه متماسك وغيرها من الادعاءات، ولكن قد ظهرت اثار الزلزال العنيف الذي ضرب النظام ومازال، وقد منح خطاب وقرارات الامس الجماهير ثقة عالية بنفسها عن ان استمرار ثورتها يعني ذهاب النظام للابد.
بينت القرارات من جانب اخر ان هذه هي المرحلة التي ستعقبها مرحلة السقوط، فرأس لانظام لا خيار امامه بعد اليوم الا (#تسقط_بس)، نتوقع دخول قوى جديدة كل ما يصبح صباح.
وقد بانت نواجز النصر
مبارك اردول
٢٣ فبراير

Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق