السودانى عِرف …؟!

بقلم عثمان نواى
كوكو عرف، وكاكا عرفت، اوهاج عرف، احمد عرف، فطومة عرفت، وحواية عرفت.. السوداني عرف.. 

ان الثورة التى نعيشها الآن هى ثورة وعى بلا شك.. حيث ان هذه الثورة هى التى كانت مفقودة ربما فى كل الثورات السابقة فى السودان. التغييب والإرهاب من الاخر، النخبويات الموهومة والنقاءات المدعاة.. الصمت عن الحق واسكات صوت المطالبين بحقوق مواطنيتهم الأساسية فى هذا الوطن.. كل هذا يتداعى الى السقوط مع شعار تسقط بس.. ان فى مقبرة الثورة سوف يدفن ليس فقط الشهداء الذين هم ورودها اليانعة.. بل ستدفن الى الابد سمات التدمير الذاتى لحلم السودان الوطن.. الا وهى انكار التنوع ورفض الاخر والتعالي والانحياز للنخب والسلطات الأبوية والدينية والعسكرية.. وكل ما يعلو فوق صوت الحق وحق الشعب السوداني فى ان يكون نفسه.
ان الشباب الذى يثور على كل ما تسبب فى بؤسه وفى فشل آبائهم عن تحقيق الوطن الذى يحميهم ويحمل عبئهم، هذا الشباب يعرف بعضه جيدا.. تجمعه على أرض هذا السودان معاناة مستمرة متنوعة الأشكال على تفاوت بعضها عن الآخر منذ ثلاثين عاما عجاف. لكن تظل الحقيقة هى ان الذى يجمع هذا الجيل هو أكثر كثيرا مما يفرقه.. لان أوهام الماضي التى اسست عليها الدولة السودانية المركزية الأحادية أثبتت فشلها الكامل. والان والوطن يقبع فى القاع، فان الحراك الذى يقوده هذا الشباب هو بالتأكيد صعود الى اعلى. فشباب اليوم الذى يتحدث لغة الراندوك التى أصبحت الان لغة تكتب بها بيانات الثورة، لن يفرقه أوهام المتطرفين دينيا، ولا احلام المتشددين سياسيا ولا مؤامرات المتعصبين عرقيا. وعلى إيقاع الزنق تعالت هتافات تسقط بس ورقص الناس وهتفوا للحرية.. هذا الشباب وهذه الثورة ولأول مرة تمثل السودانيين بس... دون اى حاجة الى توصيفات او إضافات أخرى.. حيث الهوية لم تعد سؤال بعد الآن.. إنها ممارسة عملية تخلق وتعيد انتاج نفسها مع طموحات شباب يصبو الى الحرية والكرامة والإنسانية للجميع على أرض السودان… ومع خروج نهائي للنخب وتعاليهم من باب تسقط بس، يفتح السودان أبوابه نحو مستقبل مختلف لم يحلم به حتى الكثيرون من الاجيال السابقة .. لانه اكبر وأوسع واجمل مما تخيلوا او مما كان يخدم مصالحهم… لكن السودان الذى يتشكل الان هو للشعب السودانى بس…
nawayosman@gmail.com
#تسقط_بس
Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق