المعاناة التعليمية ( ٢ )
عندما أشار محمد سعيد العباسي إلى العلم في شعره
العـلـمُ يـاقـومُ يـنـبـوعُ السعـادة كـــم هدَى وكـم فكَّ أغلالاً وأطـواقــــــــــــا
فعـلِّمـوا النشءَ عـلـمًا يستبـيـنُ بــــــه سُبْلَ الـحـيـاةِ وقبـلَ العـلـمِ أخلاقـــــا
كان يقصد بشكل أو بآخر أن من الأمور المسلّم بها في وضع استراتيجيات النهوض بالشعوب والأمم نحو الازدهار والتطور هو الاهتمام بالتعليم، ومنذ مراحل الطفولة المبكرة على وجه خاص، لذلك فإن التركيز على نسب إنتشاره رقمياً وجغرافياً، ومن حيث مراقبته في معايير الجودة العالمية، يظل تطور التعليم وتجويده هاجس الحكومات في مختلف دول العالم.
ما شهده التعليم في السودان أثناء فترة حكم الديكتاتور البشير يعد إنتكاسة معرفية وعلمية بكل ما تحمل هذه العبارة من معاني، وذلك لما ساد فيه من تجهيل وغياب للرؤية الواضحة للبرنامج التعليمي بصورة عامة بما فيها التعليم الإبتدائي.
فقد حدّد تقييم الأمم المتحدة العام للدولة لعام 2007 على سبيل المثال لا الحصر، عدداً من العوائق المفروضة على التعليم في السودان، وتشتمل تلك العوائق على الاستثمار الحكومي غير الكافي، والتغطية القليلة وفرص الوصول غير المنصف للتعليم، وضعف مستوى النوعية، والمعدلات المنخفضة لإكمال الدراسة الابتدائية. كذلك فإن العديد من المعلمين متطوعون، وبشكل جدير بالملاحظة في دارفور تدعمهم المجتمعات المحلية نفسها. ويُعتبر الاستثمار الحكومي في التعليم الأساسي أقل من المعايير الدولية. وقد كشفت بعثة الأمم المتحدة للتقييم المشترك للأمم المتحدة في عام 2005 النقاب عن إنفاق أقل من 1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على التعليم في السودان. أيضاً من العوائق "المخفية" والقائمة حالياً والتي تقف أمام التعليم في السودان الرسوم المدرسية المفروضة محلياً، وتكاليف الامتحانات، وتكاليف الزي المدرسي، وجميعها تحرم الأسر من إرسال أطفالها إلى المدارس، بالإضافة إلى التمييز الكامن الذي يقوم على النوع الاجتماعي في اختيار الأسر أي من أطفالها الذي تريد إرساله إلى المدرسة. ويؤكد معدل معرفة القراءة والكتابة لدى الكبار الراشدين في السودان الأثر طويل الأمد لفوات فرص الالتحاق بالتعليم، والذي يبلغ 43 في المئة (المجلس الوطني لتعليم الكبار الراشدين، 2007).
نود كذلك ان نشير الي أن تفشي الحروب في مناطق واسعة من الوطن ونزوح الأطفال مع أسرهم وعدم إستقرارهم، وتعرُّض كثير من المدارس للقصف بطائرات النظام بصورة مستمرة مما يودى بحياة العديد من الأطفال والمعلمين والمعلمات ما أدى لتفشي الجهل وانحسار نسب التعليم في مناطق النزاعات بصورة كبيرة.
كما أن إتجاه النظام الطفيلي إلى خصصة التعليم بشكل ممنهج أدى إلى إفقار البيئة التعليمية الحكومية في المدن والقرى مما انعكس سلباً على نسبة التعليم، لأن غالبية الأسر تعيش تحت خط الفقر نتيجة السحق الإقتصادي فليس لديها القدرة المالية لمجابهة النفقات الخاصة في التعليم.
أيضاً مركزية الخدمات التعليمية وإهمال الهامش جعل تمركُز التعليم في العاصمة وبعض المدن الكبيرة، وذلك إتساقاً مع عدم العدالة في تقسيم الفرص والثروات والخدمات الذي أدمنه النظام طوال سنين حكمه.
ولأن الخدمات التعليمية تحتاج لبنيات أساسية من بيئة تعليمية داخلية وطرق معبدة ووسائل مواصلات، فإن إنهيار كل أشكال البنية التحتية ساهم بشكل مؤثر للغاية في تدني نسب تعليم الأطفال وتعريض حياتهم للخطر ولاتغيب عن أذهاننا حادثة أطفال المناصير المفجعة التي أودت بحياة فلذات أكبادنا.
فلكل ما سبق ولأننا نتطلع لسودان رائد في شتى المجالات بما فيها التعليم ولأن هذا النظام يقف حجر عثرة أمام تطلعات الشعب السوداني، فإننا في تجمع المهنيين السودانيين وشركائنا من القوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير سنظل نواصل طريق مقاومتنا السلمية إلى حين إسقاط هذا النظام وإقامة دولة العلم والحرية والعدالة والديمقراطية.
فقد حدّد تقييم الأمم المتحدة العام للدولة لعام 2007 على سبيل المثال لا الحصر، عدداً من العوائق المفروضة على التعليم في السودان، وتشتمل تلك العوائق على الاستثمار الحكومي غير الكافي، والتغطية القليلة وفرص الوصول غير المنصف للتعليم، وضعف مستوى النوعية، والمعدلات المنخفضة لإكمال الدراسة الابتدائية. كذلك فإن العديد من المعلمين متطوعون، وبشكل جدير بالملاحظة في دارفور تدعمهم المجتمعات المحلية نفسها. ويُعتبر الاستثمار الحكومي في التعليم الأساسي أقل من المعايير الدولية. وقد كشفت بعثة الأمم المتحدة للتقييم المشترك للأمم المتحدة في عام 2005 النقاب عن إنفاق أقل من 1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على التعليم في السودان. أيضاً من العوائق "المخفية" والقائمة حالياً والتي تقف أمام التعليم في السودان الرسوم المدرسية المفروضة محلياً، وتكاليف الامتحانات، وتكاليف الزي المدرسي، وجميعها تحرم الأسر من إرسال أطفالها إلى المدارس، بالإضافة إلى التمييز الكامن الذي يقوم على النوع الاجتماعي في اختيار الأسر أي من أطفالها الذي تريد إرساله إلى المدرسة. ويؤكد معدل معرفة القراءة والكتابة لدى الكبار الراشدين في السودان الأثر طويل الأمد لفوات فرص الالتحاق بالتعليم، والذي يبلغ 43 في المئة (المجلس الوطني لتعليم الكبار الراشدين، 2007).
نود كذلك ان نشير الي أن تفشي الحروب في مناطق واسعة من الوطن ونزوح الأطفال مع أسرهم وعدم إستقرارهم، وتعرُّض كثير من المدارس للقصف بطائرات النظام بصورة مستمرة مما يودى بحياة العديد من الأطفال والمعلمين والمعلمات ما أدى لتفشي الجهل وانحسار نسب التعليم في مناطق النزاعات بصورة كبيرة.
كما أن إتجاه النظام الطفيلي إلى خصصة التعليم بشكل ممنهج أدى إلى إفقار البيئة التعليمية الحكومية في المدن والقرى مما انعكس سلباً على نسبة التعليم، لأن غالبية الأسر تعيش تحت خط الفقر نتيجة السحق الإقتصادي فليس لديها القدرة المالية لمجابهة النفقات الخاصة في التعليم.
أيضاً مركزية الخدمات التعليمية وإهمال الهامش جعل تمركُز التعليم في العاصمة وبعض المدن الكبيرة، وذلك إتساقاً مع عدم العدالة في تقسيم الفرص والثروات والخدمات الذي أدمنه النظام طوال سنين حكمه.
ولأن الخدمات التعليمية تحتاج لبنيات أساسية من بيئة تعليمية داخلية وطرق معبدة ووسائل مواصلات، فإن إنهيار كل أشكال البنية التحتية ساهم بشكل مؤثر للغاية في تدني نسب تعليم الأطفال وتعريض حياتهم للخطر ولاتغيب عن أذهاننا حادثة أطفال المناصير المفجعة التي أودت بحياة فلذات أكبادنا.
فلكل ما سبق ولأننا نتطلع لسودان رائد في شتى المجالات بما فيها التعليم ولأن هذا النظام يقف حجر عثرة أمام تطلعات الشعب السوداني، فإننا في تجمع المهنيين السودانيين وشركائنا من القوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير سنظل نواصل طريق مقاومتنا السلمية إلى حين إسقاط هذا النظام وإقامة دولة العلم والحرية والعدالة والديمقراطية.
0 comments:
إرسال تعليق