الطيب الزين
في ضوء ما عاشته بلادنا من تجربة طويلة وشاقة، طفحت حتى الآن،
بالمرارات والعجز والفشل والإفلاس والإنهيار الذي أصبح حقيقة معاشة .
لا يستطيع إنكارها حتى الطاغية نفسه. . . !
مضافاً إليها المآسي والخيبات والأخطاء والخطايا، والخراب والفقر والمعاناة والقهر والاستبداد والفساد والحروب وضحاياها . . !
تجربة فشل بإمتياز ، عمرها ليس ثلاثة أعوام، بل ثلاثة عقود، يعني ثلاثون عاماً. . !
لم تر البلاد إخضراراً في الحقول، أو سلاماً في النفوس، أو أمناً في الحياة، أو وعياً في العقول . . !
ثلاثة عقود مظلمة . . . مهما إحصينا وعددنا عيوبها ومساوئها، لا أحد يعرف حجمها . . !
لا أحد يعرف كم من نفس بريئة قتلت. . ؟ وكم من الدماء سفكت . ؟ وكم من الدموع سالت . . ؟ كم من أنة، كم من صرخة ، وكم من آهة ، وكم إستغاثة . . ؟
كم من دمعة ذرفها مفجوع ، أو مظلوم، أو مريض، أو مهان، أو مشرد ، أو لاجئي أو لاجئة . . ؟ كم من برئي قتل بالظلم . . ؟ وكم من الشرفاء دخلوا السجون . . ؟ !!!
إنه واقع يرفضه كل إنسان سوي، واقع ترفضه كل القيم والأخلاق والمشاعر، مشاعر الحب والجمال والفرح .
برغم كل البشاعات والمظالم، ما زال البعض يقف مع الطاغية . . !
الذين يدعمون الطاغية من الخارج، هم كل من لا يريد للسودان صحة وعافية، أو منعة، أو مناعة في الحرية والديمقراطية والتنمية والكرامة والإستقرار والتطور والتقدّم.
إنهم يريدونه بلداً رازحاً في الحضيض. . ! بلداً تائه الخطى، في كل الدوروب . . !
بلداً فارغاً وعالقاً في الفراغ . . بلداً تعصف به الأمراض والفقر والحروب.
لذلك هم يتفرجون عليه وعلى شعبه المنتفض منذ اربع شهور، برغم معرفتهم وإلمامهم بكل كبيرة وصغيرة فيه . . !
أما الداعمون في الداخل، فهم فئتان: الإنتهازيون والجهلاء. . !
الإنتهازيون هؤلاء، يتخفون تحت كل الأزياء، المدنية والعسكرية منها . . ! تفرق بينهم ظروف الحياة، مثال ذلك . . مكان الميلاد، التربية ، الدراسة ، الإنتماء، لكن الذي يجمع بينهم هو المصلحة . . !
تجدهم في الإعلام، والفضائيات، والصحف والاذاعة والتلفزيون، والبرلمان والوزارات ودوائر الحكومة، وفي صفوف الجيش والشرطة. . ! تجدهم تحت رايات القبائل والطوائف والأحزاب، إنهم يأتون من كل المشارب . . !
هم مثل الذباب. . ! يأكلون من كل النفايات. هم مثل السلعلع، السلعلع هذا، هو نبتة لها حضور وافر في بيئة كردفان وربما في مناطق أخرى ، إنها نبتة تتسلق الأشجار. الإنتهازيون هم سلعلع بشري يتسلق على أكتاف الآخرين وصولاً إلى مبتغاهم. . !
إنهم بارعون جداً في التكيف والتلائم، إنهم يجيدون فن المداهنة والتملق والمدح . . !
همهم الوحيد في الدنيا، هو المصلحة، إينما كانت يكونون . . !
لذلك هم الآن في صف الطاغية . . !
أما الفئة الثّانية: فهم الجهلاء، الذين ينطبق عليهم، المثل الذي يقول : الجاهل عدو نفسه. . ! هذه الفئة من النَّاس، تجهل حقوقها الأساسية في الحياة.
الإنسان لكي يعرف حقوقه، وتتكون عنده قوة ومناعة فكرية وأخلاقية، تقيه من الوقوع في الشرك الذي ينصبه له أعدائه، فهو في حاجة لثقافة تحصنه من الوقوع في المنزلقات، وعلم يسنده قفاه من الطعنات، ووعي يشق به حقول الألغام يحميه من الإنفجارات والمفاجآت . . !
هذه الفئة رغم إنها تنعم بحاسة النظر والسمع، الإ إنها في الواقع عمياء وطرشاء . . لإنها بلا بصيرة . . !
فالمرئي بالعنين يجب أن يكون مرئياً بالعقل والقلب والعواطف والمشاعر والأخلاق والضمائر، والإ فلن يكون مرئياً . . إن العيون لا ترى وإنما يرى بها . إنها لا ترى بنفسها، ولكن ترى بغيرها، وهي البصيرة .
إن للحيوان عيوناً، لكن هل يرى بهما، مهما حدق في الأشياء . . ؟
كل ما طال ليل الظلم تتعاظم المشكلة وتتجلى المأساة في أوضح صورها . . !
الطاغية في الواقع، هو إنسان شرير، يعرف من أين تأكل الكتف . . ؟
لذلك يتعامل مع الفئتين بهذه العقلية، يتعامل معهم بإعتبار إنهم حاكمين،
لكنهم الواقع هم محكومين، يتعامل معهم بصيغة أنهم آمرين لكن في الواقع هم مأمورين ومستبعدين . . !
هذا الوصف، ينطبق تماماً على الإنتهازيين والجهلاء الذين ينفذون أوامر الطاغية عمر البشير بلا وعي أو ضمير . . !
والإ كيف يقبلون أن يقفوا في صف إنسان قاهر وظالم ومستبد ، وصل به الإستبداد والغرور حداً . . أن قال أمام الملأ: أنا لن أسلم السلطة لأحد. . لن أسلمها لا لمؤتمر وطني، ولا حركة إسلامية، ولا مجلس وطني . . !
ومع ذلك يقفون معه ومع ظلمه وقهره وفساده وأخطائه وخطاياه ومآسيه وجرائمه، وهم يعيشون ويعايشون الناس في الأحياء والطرقات، والمستشفيات والمواصلات ويروون معاناتهم ويسمعون شكواهم وتذمرهم وسخطهم عليه وعلى حكمه، الذي لخصته عبارة " تسقط بس" تعبيراً عن كفرهم به، وبأكاذيبه وحماقاته وجهالاته ووعوده التي تمخضت هشيماً في الحقول، ورماداً في العيون.
إن الذين يقفون في صف الطاغية حتى الآن، إنهم قوم يستحقون الشفقة والرثاء، لإنهم في الواقع يقفون ضد إنفسهم.
ختاماً تحية تقدير ومحبة، لكل من جهر بكلمة حق أراح بها ضميره، لأن الحق أحق أن يتبع بغض النظر عن أهوائنا الشخصية ومشاعرنا تجاه الآخرين، فقول الحق كما هو كمال للشجاعة، إيضاً هو كمال للعقل.
وهنا أخص بالتحية البروف الطيب زين العابدين، أحد الأكاديميين الذين حققوا إختراقات فكرية ومعرفية، مقدرة في الوسط السياسي والثقافي والأكاديمي، لأنه منذ مدة طويلة إتخذ مواقف ناقدة ، لاسيما في مقالته الاخيرة التي وجدت إستحساناً وقبولاً في قلوب الملايين وتناقلها الجميع عبر كل وسائط التواصل الإجتماعي، لإنها كشفت أسباب إعاقتنا الوطنية والحضارية.
ووجه فيها نقداً لاذعاً للواقفين في صف الطاغية. قال لهم : إنكم تقفون مع الظالم ضد المظلومين، ومع الظلم ضد العدل.
جهر بالحق، في زمان تأهت فيه كلمة الحق، كما تأهت خطى الوطن في قبضة الطاغية . . !
لا يستطيع إنكارها حتى الطاغية نفسه. . . !
مضافاً إليها المآسي والخيبات والأخطاء والخطايا، والخراب والفقر والمعاناة والقهر والاستبداد والفساد والحروب وضحاياها . . !
تجربة فشل بإمتياز ، عمرها ليس ثلاثة أعوام، بل ثلاثة عقود، يعني ثلاثون عاماً. . !
لم تر البلاد إخضراراً في الحقول، أو سلاماً في النفوس، أو أمناً في الحياة، أو وعياً في العقول . . !
ثلاثة عقود مظلمة . . . مهما إحصينا وعددنا عيوبها ومساوئها، لا أحد يعرف حجمها . . !
لا أحد يعرف كم من نفس بريئة قتلت. . ؟ وكم من الدماء سفكت . ؟ وكم من الدموع سالت . . ؟ كم من أنة، كم من صرخة ، وكم من آهة ، وكم إستغاثة . . ؟
كم من دمعة ذرفها مفجوع ، أو مظلوم، أو مريض، أو مهان، أو مشرد ، أو لاجئي أو لاجئة . . ؟ كم من برئي قتل بالظلم . . ؟ وكم من الشرفاء دخلوا السجون . . ؟ !!!
إنه واقع يرفضه كل إنسان سوي، واقع ترفضه كل القيم والأخلاق والمشاعر، مشاعر الحب والجمال والفرح .
برغم كل البشاعات والمظالم، ما زال البعض يقف مع الطاغية . . !
الذين يدعمون الطاغية من الخارج، هم كل من لا يريد للسودان صحة وعافية، أو منعة، أو مناعة في الحرية والديمقراطية والتنمية والكرامة والإستقرار والتطور والتقدّم.
إنهم يريدونه بلداً رازحاً في الحضيض. . ! بلداً تائه الخطى، في كل الدوروب . . !
بلداً فارغاً وعالقاً في الفراغ . . بلداً تعصف به الأمراض والفقر والحروب.
لذلك هم يتفرجون عليه وعلى شعبه المنتفض منذ اربع شهور، برغم معرفتهم وإلمامهم بكل كبيرة وصغيرة فيه . . !
أما الداعمون في الداخل، فهم فئتان: الإنتهازيون والجهلاء. . !
الإنتهازيون هؤلاء، يتخفون تحت كل الأزياء، المدنية والعسكرية منها . . ! تفرق بينهم ظروف الحياة، مثال ذلك . . مكان الميلاد، التربية ، الدراسة ، الإنتماء، لكن الذي يجمع بينهم هو المصلحة . . !
تجدهم في الإعلام، والفضائيات، والصحف والاذاعة والتلفزيون، والبرلمان والوزارات ودوائر الحكومة، وفي صفوف الجيش والشرطة. . ! تجدهم تحت رايات القبائل والطوائف والأحزاب، إنهم يأتون من كل المشارب . . !
هم مثل الذباب. . ! يأكلون من كل النفايات. هم مثل السلعلع، السلعلع هذا، هو نبتة لها حضور وافر في بيئة كردفان وربما في مناطق أخرى ، إنها نبتة تتسلق الأشجار. الإنتهازيون هم سلعلع بشري يتسلق على أكتاف الآخرين وصولاً إلى مبتغاهم. . !
إنهم بارعون جداً في التكيف والتلائم، إنهم يجيدون فن المداهنة والتملق والمدح . . !
همهم الوحيد في الدنيا، هو المصلحة، إينما كانت يكونون . . !
لذلك هم الآن في صف الطاغية . . !
أما الفئة الثّانية: فهم الجهلاء، الذين ينطبق عليهم، المثل الذي يقول : الجاهل عدو نفسه. . ! هذه الفئة من النَّاس، تجهل حقوقها الأساسية في الحياة.
الإنسان لكي يعرف حقوقه، وتتكون عنده قوة ومناعة فكرية وأخلاقية، تقيه من الوقوع في الشرك الذي ينصبه له أعدائه، فهو في حاجة لثقافة تحصنه من الوقوع في المنزلقات، وعلم يسنده قفاه من الطعنات، ووعي يشق به حقول الألغام يحميه من الإنفجارات والمفاجآت . . !
هذه الفئة رغم إنها تنعم بحاسة النظر والسمع، الإ إنها في الواقع عمياء وطرشاء . . لإنها بلا بصيرة . . !
فالمرئي بالعنين يجب أن يكون مرئياً بالعقل والقلب والعواطف والمشاعر والأخلاق والضمائر، والإ فلن يكون مرئياً . . إن العيون لا ترى وإنما يرى بها . إنها لا ترى بنفسها، ولكن ترى بغيرها، وهي البصيرة .
إن للحيوان عيوناً، لكن هل يرى بهما، مهما حدق في الأشياء . . ؟
كل ما طال ليل الظلم تتعاظم المشكلة وتتجلى المأساة في أوضح صورها . . !
الطاغية في الواقع، هو إنسان شرير، يعرف من أين تأكل الكتف . . ؟
لذلك يتعامل مع الفئتين بهذه العقلية، يتعامل معهم بإعتبار إنهم حاكمين،
لكنهم الواقع هم محكومين، يتعامل معهم بصيغة أنهم آمرين لكن في الواقع هم مأمورين ومستبعدين . . !
هذا الوصف، ينطبق تماماً على الإنتهازيين والجهلاء الذين ينفذون أوامر الطاغية عمر البشير بلا وعي أو ضمير . . !
والإ كيف يقبلون أن يقفوا في صف إنسان قاهر وظالم ومستبد ، وصل به الإستبداد والغرور حداً . . أن قال أمام الملأ: أنا لن أسلم السلطة لأحد. . لن أسلمها لا لمؤتمر وطني، ولا حركة إسلامية، ولا مجلس وطني . . !
ومع ذلك يقفون معه ومع ظلمه وقهره وفساده وأخطائه وخطاياه ومآسيه وجرائمه، وهم يعيشون ويعايشون الناس في الأحياء والطرقات، والمستشفيات والمواصلات ويروون معاناتهم ويسمعون شكواهم وتذمرهم وسخطهم عليه وعلى حكمه، الذي لخصته عبارة " تسقط بس" تعبيراً عن كفرهم به، وبأكاذيبه وحماقاته وجهالاته ووعوده التي تمخضت هشيماً في الحقول، ورماداً في العيون.
إن الذين يقفون في صف الطاغية حتى الآن، إنهم قوم يستحقون الشفقة والرثاء، لإنهم في الواقع يقفون ضد إنفسهم.
ختاماً تحية تقدير ومحبة، لكل من جهر بكلمة حق أراح بها ضميره، لأن الحق أحق أن يتبع بغض النظر عن أهوائنا الشخصية ومشاعرنا تجاه الآخرين، فقول الحق كما هو كمال للشجاعة، إيضاً هو كمال للعقل.
وهنا أخص بالتحية البروف الطيب زين العابدين، أحد الأكاديميين الذين حققوا إختراقات فكرية ومعرفية، مقدرة في الوسط السياسي والثقافي والأكاديمي، لأنه منذ مدة طويلة إتخذ مواقف ناقدة ، لاسيما في مقالته الاخيرة التي وجدت إستحساناً وقبولاً في قلوب الملايين وتناقلها الجميع عبر كل وسائط التواصل الإجتماعي، لإنها كشفت أسباب إعاقتنا الوطنية والحضارية.
ووجه فيها نقداً لاذعاً للواقفين في صف الطاغية. قال لهم : إنكم تقفون مع الظالم ضد المظلومين، ومع الظلم ضد العدل.
جهر بالحق، في زمان تأهت فيه كلمة الحق، كما تأهت خطى الوطن في قبضة الطاغية . . !
0 comments:
إرسال تعليق